في تظاهرات الجمعة الماضية طالب السوريون المجتمع الدولي بدعم ثورتهم ضد النظام القائم، واشتكوا من التجاهل والصمت الدوليين، ويتساءل كتّاب ومفكرون سوريون عن أسباب تجاهل الطلبات الشعبية السورية وتوفير الدعم الدولي للثورة الليبية الذي وصل إلى مستوى التدخل العسكري ومشاركة بفعالية في الهجمات العسكرية وخاصة في فرض حظر جوي في البداية ثم تطور إلى تنفيذ ضربات جوية وصاروخية ضد التجمعات والمواقع العسكرية وكتائب القذافي، والمؤكد أنه ما كان لثوار ليبيا أن يسقطوا نظام العقيد القذافي لولا تدمير آلته العسكرية من قبل حلف الأطلسي. السورويون لا يريدون تدخلاً عسكرياً، وهناك رفض شعبي معلن عن أي مشاركة عسكرية أجنبية للإطاحة بنظام بشار الأسد، ورغم ظهور بعض الأصوات في التظاهرات الأخيرة التي طالبت بتدخل عسكري خارجي، إلا أن السوريين يرددون في كل تجمعاتهم والمؤتمرات التي عقدوها في الداخل والخارج رفضهم أي تدخل عسكري من خارج الحدود، إلا أنه لوحظ بداية ظهور مطالبات في سوريا تتصاعد في الآونة الأخيرة للمطالبة بتوفير حماية للمدن السورية وللمتظاهرين بعد تزايد حملات القمع العسكرية وبعد مشاركة الطيران السوري العسكري في إرهاب المتظاهرين واقتحام الدبابات السورية للمدن وقصفها للأحياء والساحات وتجمعات المتظاهرين. طلب الحماية يتمحور في إيجاد منطقة حظر الطيران الحربي ومنع الطائرات المروحية ووقف إشراك الدبابات والجيش عموماً في قمع المتظاهرين. مثل هذا الإجراء حتى وإن اتخذ عبر الأممالمتحدة من خلال مجلس الأمن يتطلب تكليف قوات دولية لأن النظام السوري حتماً سيرفض الإذعان ويقبل بإرجاع قوات الجيش إلى ثكناتها وعدم استعمال الطيران الحربي والمروحيات لإرهاب الشعب، عندما سيحتاج المجتمع الدولي إلى قوة عسكرية دولية تفرض إيجاد مناطق حماية للشعب السوري، وهذا يتطلب تمويل ومصاريف، الحلف الأطلسي يتدخل في ليبيا ودوله تعرف أنها ستسترد ما أنفقته على تدخلها العسكري فوقها أرباح عقود ونفوذ اقتصادي، أما في سوريا فلا يوجد ما يشجع الدول على الصرف وتمويل عمليات عسكرية تعرف أنها لا تحقق لها أرباحاً اقتصادية بعد التخلص من نظام بشار الأسد.