بعد قيادتها للمعركة الدبلوماسية ضد نظام بشار الأسد، وتحمسها لفكرة الممرات الإنسانية، تساءلت مصادر إعلامية فرنسية في الأيام الأخيرة عن مدى استعداد باريس لتدخل عسكري في سوريا؟ تقول المصادر الفرنسية، إنه باعتراف باريس بالمجلس الوطني السوري، وكانت سباقة في ذلك، فإنها ربما تكون قد قررت المشاركة في “تدخل محدود” لحلف الشمال الأطلسي في سوريا، وهذا ما أشارت إليه الأسبوعية المعروفة “لوكانار آنشيني” الفرنسية، حيث أفادت بأن “تركيا ربما تصبح القاعدة الخلفية لتدخل إنساني محدود وحذر لحلف شمال الأطلسي، دون القيام بعمليات هجومية”. وأضافت: “إن أنقرة “ستقترح إنشاء منطقة حظر للطيران، وإقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية لاستيعاب المدنيين الفارين من القمع والعسكريين المنشقين”. كما أفاد مصدر فرنسي مطلع، أن قرار فرض منطقة الحماية اتخذ منذ أيام عديدة، وتقع في الجزء الشمالي من سوريا، وهي ليست فقط لحماية السكان المدنيين، ولكن أيضا لتقديم “أي دعم للجيش السوري الحر” داخل الأراضي السورية دعم الجيش السوري الحر: وتشير المصادر الفرنسية إلى أن قيادة الجيش السوري الحر، ممثلة في العقيد رياض الأسعد، ترفض دخول القوات الأجنبية، حيث صرح قائلا: “إننا نريد من المجتمع الدولي أن يقدم لنا الدعم اللوجستي، فضلاً عن توفير الحماية الدولية وإنشاء منطقة حظر الطيران واقامة منطقة عازلة”. وهذا الدعم شبيه بتدخل حلف الشمال الأطلسي في ليبيا، تنفيذاً لقرار الأممالمتحدة 1973، الداعي إلى ضمان حماية المدنيين في ليبيا، حيث أفضى إلى تسليم الأسلحة للثوار من قبل فرنسا والعديد من المساعدات الميدانية الغربية والعربية. فالتدخل موجه لحماية المدنيين من جانب، ودعم الجيش السوري من جانب آخر حضور أمريكي وألماني: بينما ذهبت النشرة الفرنسية الأسبوعية للدفاع الإستراتيجي أبعد من ذلك، فاستناداً لمصادر الاستخبارات الأوروبية، فإن “وحدة مشتركة من المديرية العامة للأمن الخارجي وقيادة العمليات الخاصة (SOC)، التابعة للجيش الفرنسي، بدأت اتصالات مع الجيش السوري الحر، لتدريب جنودهم ومساعدتهم على بناء قدراتها القتالية”، ولكن تشير هذه المصادر، إلى أن فرنسا ليست الوحيدة التي تحركت ميدانياً، وإنما هناك مشاركة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية والمخابرات السرية الألمانية، حيث أرسلوا رجالهم إلى تركيا والأردن، بهدف تعزيز حركة المعارضة المسلحة ضد نظام بشار الأسد تركيا بوابة التدخل؟ وتشير المصادر الفرنسية، إلى أن التدخل، قد يتم في غضون أسابيع قليلة، ويمكن أن يكون جوياً كما كان الحال في ليبيا، وسيتم عبر تركيا، حيث إنها “الطريقة الوحيدة التي ستكون مقبولة لدى الشعب السوري”. فهل أدرك الغرب واقتنعت تركيا أخيراً، بعد تسعة أشهر من قمع وحشي غير مسبوق ضد المتظاهرين، أنه ليس هناك طريقة أخرى سوى التدخل لإنقاذ الشعب السوري؟