شق الطرق وتعبيدها منجز وطني كان انعكاساً طبيعياً للمستوى الاقتصادي للمملكة, ولكن لا يجب أن تقف وزارة النقل عند هذا المنجز بينما دول مجاورة تجاوزتنا كثيراً في مجال خدمات النقل. ** الوزارة تنشر تقارير وملاحق صحفية حول مشاريعها وأطوال الطرق التي تمت سفلتتها، وهذا قد يكون مقبولاً قبل عشرات السنين، أما اليوم فكل هذه المشاريع تُعتبر عادية إذا ما قُورنت بتطور المملكة وما وصلت اليه من مستوى تنموي شمل كل مناح الحياة. ** تتلخص رؤية وزارة النقل ب «توفير منظومة نقل متكاملة تتميز بالكفاءة والمرونة، وتحفز التنمية الاقتصادية والاجتماعية» فهل تحقق شيءٌ من هذه الرؤية؟! ** النقل منظومة متكاملة وليس فقط شق الطرق، نحن اليوم نعيش تخلفاً على مستوى النقل العام داخل المدن سواء على مستوى الأنظمة أو الوسائل وبلا شك أن الوزارة لم توظف خبراتها التراكمية في حل كثير من إشكاليات النقل الداخلي. ** إن إيجاد هيئة للطرق وأخرى للنقل قد يكون أكثر جدوى من وجود وزارة بهيكلية متشعبة وبمنجز وحيد هو الطرق التي يمكن أن تقوم عليها هيئة. ** وجود هيئة للنقل والمواصلات على درجة عالية من المهنية هو المطلوب لحل تخلف أنظمة النقل لدينا التي بدأت تتحول إلى مشكلة في ظل تزايد السكان وتوقف الحلول الجذرية للتعامل مع الازدحام المروري وبنفس الوقت غياب تنظيم وسائل النقل سواء على مستوى التاكسي أو النقل العام بوسائله المختلفة المتطورة والغائب تماماً في مدننا. ** ليس المطلوب أن توفر الوزارة وسائل النقل فهذا سيقوم به القطاع الخاص ولكن على الوزارة أن تتحرك تجاه عملية التنظيم وخلق أنظمة مرنة وإجراءات لا تعتمد فقط على استيفاء الرسوم، وكذلك معالجة التسيب والفوضى التي تعيشها شركات الأجرة بسبب غياب الرقابة.