نشأ المسرح السعودي متأثرًا بالثقافة المصرية، وكان أول نص مسرحي مكتوب قد ظهر عام 1932م وهو من تأليف حسين عبد الله سراج الذي أتم حينها دراسته بالجامعة الأمريكية في بيروت، ثم كتب سراج عام 1943 م نصًا مسرحيًا عنوانه (جميل بثينة)، ثم عام 1952م كتب (غرام ولادة)، لكن أول نص مسرحي نثري كتبه الدكتور عصام خوفيرعنوانه (الدوامة) ثم كتب محاولة أخرى بعنوان (السعد وعد)، ولم يتم تنفيذها بسبب عدم توفر العنصر النسائي. ورغم من أن المسرح العربي تأسس قبل أكثر من 150 عامًا على يد مارون النقاش (1817 1855) الذي قدم أول مسرحية عربية عام 1847م في ببيروت حملت اسم (البخيل)، فإن هذا الفن احتاج لأكثر من قرن حتى يتنفس في المملكة العربية السعودية. وشهدت أواخر الخمسينات أول بوادر التجربة المسرحية السعودية، وبدأت المحاولات المسرحية الجادة على يد أحمد السباعي سنة 1960م، حين قام بتأسيس فرقة مسرحية في مكةالمكرمة وبها مدرسة للتمثيل سماها (دار قريش للتمثيل الإسلامي)، وبدأت الاستعدادات للقيام بأول عرض مسرحي لكن الظروف المادية حالت دون ذلك، وأغلقت دار العرض، وبالرغم من أن هذه التجربة تعرضت للإجهاض قبل أن ترى النور، فقد كانت أول تباشير التشكيل المسرحي في السعودية وظل المسرح السعودي ذا طابع مسرحي، حيث إن الكثير من العروض المسرحية كانت تقدم على مسارح المدارس وهو ما أسهم في تأخير فن المسرح وإبراز العديد من المواهب وصقلها. ثم كانت محاولات للحركة المسرحية السعودية بمعناها (المجازي) من خلال تقديم مسرحيات تاريخية ودينية، تعتمد في نصوصها على الكتب المدرسية مثل مسرحيات (صلاح الدين) و(عبد الرحمن الداخل)، و(القناعة)، و(عاقبة الطمع)، وهي المرحلة الأولى التي امتدت حتى عام 1373ه. ومر المسرح السعودي بمرحلة أخرى منذ عام 1384ه حتى1391ه، وهي الفترة التي شهدت مسرحيات للكبار والصغار وكانت تركز على الدروس الاجتماعية ذات التراكيب الدرامية الترويحية مثل مسرحيات (الغواص)، و(لك يوم يا ظالم)، و(حرام حرام)، وكانت تقدم عن طريق المدارس والأندية، وامتازت هذه الفترة ببروز مسرحيات من تأليف الكتاب السعوديين. المرحلة الثالثة، وتمتد من عام 1392ه وحتى اليوم، وقد بدأت باحتفالات الأندية الرياضية والمدارس على مستوى مناطق المملكة واختيار المسرحيات الناجحة ودمج بعضها للدخول في مسابقات الفنون المسرحية، وتميزت بتركيز شديد من الأندية والمدارس على مسرح الطفل والشباب، وقد برز من كتاب تلك الفترة: عبد الله حسن ومحمد الحمد وإبراهيم خميس وعبد الرحمن المريخي ومحمد رجب وناصر المبارك وعلي المصطفى. وفي هذا السياق ظّلت المدارس والأندية تمثل الانطلاقة الأولى للمسرح، وعدّ التمثيل وبعده الفنون الإبداعية المتعلقة به كالتأليف والإخراج إحدى أدوات الأنشطة الطلابية أو أنشطة الفرق الفنية التابعة للأندية، ولم تكن هذه التجارب واهنة دائمًا فقد برزت عدة مسرحيات منها (سبع صنايع والبخت ضايع)، و(البحث عن الكنز) وهما لعبد الله حسن، و(ليلة النافلة)، و(قرية اسمها السلام) لعبد الرحمن المريخي. وفي عام 1400ه برزت الجمعية العربية للثقافة والفنون وعرضت مسرحية (بيت من ليف) لناصر المبارك، و(الحل المفقود) لعبد الرحمن المريخي، في المنطقة الشرقية، ومسرحية (كان هنا بيتنا) لمحمد خضر، و(حضارة الإسلام) لمحمد سليمان الشايقي، و(من يكمل الثاني) لمحمد عريف في المنطقة الغربية انشغل المسرحيون السعوديون طويلاً بالسؤال المستحيل عن مبررات غياب العنصر النسائي عن المشاركات المسرحية، وهو السؤال الذي ينشغل به المسرحيون عن آفاق الشكل التعبيري على خشبة العرض، فما دام المسرح لا يشكل بعدًا ثقافيًا وما دام منفصلاً عن تطور أو تصوير جوانب التعبير المختلفة لدى الإنسان الممثل والمتلقي، فإن غياب المرأة أو حضورها ليس مهمًا بذاته، ما دامت المرأة غائبة وغير حاضرة على الصعيد الاجتماعي. وهناك خطوات حركت المسرح السعودي وعملت على تحفيزه تمثلت في عدة أمور منها: - تأسيس جمعية الفنون الشعبية 1970م. - إنشاء قسم الفنون المسرحية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب عام 1974م. - إنشاء شعبة للفنون المسرحية بكلية الآداب بجامعة الملك سعود عام 1991م.