عندما أنشئت الهيئة العليا للسياحة قبل عشر سنوات - وكان هذا اسمها -، كان عدد السياح السعوديين إلى خارج المملكة سنوياً حوالي ثلاثة ملايين، ينفقون ثلاثين مليار ريال، وبعد عشر سنوات زاد عددهم إلى أربعة ملايين ونصف المليون ينفقون أكثر من ستين ملياراً، بزيادة 50% في عدد الأشخاص والضعف في الإنفاق (مع أخذ زيادة الأسعار في الحسبان).... الحجز في هذا العيد مستحيل الآن، فالخطوط السعودية وشركات الطيران الأخرى لا تملك مقاعد شاغرة، ودبي في الصدارة تليها تركيا حتى لندنجنيف باريس. ماليزيا في أقصى الشرق، لبنان والقاهرة على الظروف الأمنية، نحن لسنا في إجازة الصيف بل إجازة العيد القصيرة، نسبة كبيرة منهم قد عادوا من إجازة الصيف في الخارج قبل رمضان بيوم أو بعد دخوله بأسبوع !!! لماذا هذا الشغف وحب السفر إلى خارج المملكة وصل إلى البعض حدّ الهوس ؟!!! أين دور الهيئة في توطين السياحة !!! والحد من استنزاف الأموال إلى خارج الوطن !! الرسم البياني للسياحة الخارجية في تصاعد وليس في نزول !! مثلاً ما الذي يميّز الكويت سياحياً عنا، ونحن نتطابق معهم تقريباً في كل شيء، ما عدا وجود سينما، وفي المسرح يظهر العنصر النسائي، وتقود المرأة السيارة !! الكويتيون يهربون منها سياحياً لحرارة الجو والرطوبة، ونحن (نهجم) عليها سياحاً لا يمكن أن تجد (خرم إبرة)، فجميع فنادقها وشققها محجوزة بالكامل هذا العيد !!! يسافر الكثير بظروف مالية صعبة، منهم من يستدين من بنك أو غيره، ومنهم من تثقله القروض البنكية في سيارة أو منزل.. ومع هذا لابد أن يسافر بضغط من عائلته أو عادة السفر!!! السفر لدى السعوديين أخذ طابع الظاهرة... فما أن تأتي أي إجازة إلا ويشمّر عن السواعد وامتلأت قوافل السفر بالمسافرين !! أين هي هيئة السياحة من ظاهرة (الهوس السياحي) !!! لماذا لم تستطع تجيير بعض منها إلى الداخل !!! أليست السعودية بلداً شاسعة مترامية الأطراف تمتلك عشرات المقوّمات (الأمكنة) السياحية !! لو أخذنا العاصمة الرياض مثالاً،،، الأمانة بقيادة سبعها الأمير الدكتور عبد العزيز العياف، منذ سنوات، وهي تبذل جهوداً جبارة من خلال الفعاليات الترفيهية التي تقيمها في أيام العيد لترغيب أهل الرياض قضاء العيد فيها،،، جهود عظيمة استثنائية على مستوى المملكة،، متجددة سنة بعد أخرى يشكر الأمير عليها، لا يعكرها سوى تدخل بعض من جعلوا أنفسهم أوصياء على المجتمع، والذين هم سبب رئيسي في هروب المواطنين سيّاحاً إلى خارج المملكة وخصوصاً دول الجوار، وكمثال سابق ذكرته.. الكويت يهرب منها أهلها ونحن نحل مكانهم !! سياحياً، بالرغم من وجود الرطوبة والحرارة العالية !! * رئيس لجنة الفنادق والوحدات السكنية المفروشة - الرياض