خالفت مئات الأسر السعودية هذا العام توقعات مكاتب ووكالات السفر والسياحة العاملة في المنطقة الشرقية، باختيارهم الدول العربية لقضاء إجازة عيد الفطر لهذا العام. وقال مدير شركة معالم للسفر والسياحة في الشرقية فوزي الهاني ل«الحياة» إن «العوائل السعودية خالفت توقعات مكاتب السفر والسياحة خلال صيف العام الحالي، وذلك بتكثيفهم السفر صوب عدد من الدول الأوروبية، مثل إيطاليا وبريطانيا، بعد أن تعودوا خلال السنوات الماضية على قضائها في الدول العربية، ثم خالفوا مرة أخرى بحجم الإقبال على السفر في رمضان لهذا العام، ومرة ثالثة لاختيار الدول العربية لقضاء إجازة العيد القصيرة نسبياً». وأضاف أن حجم السفر لهذا العام فاق العام الماضي بنسبة تصل الى 30 في المئة، وحظيت مصر بنصيب الأسد من الحجوزات بالنسبة للعوائل السعودية، وذلك خلال إجازة العيد، مشيراً إلى زيادة بنسبة أكبر من 20 في المئة طرأت على أسعار الفنادق في القاهرة، إذ تراوحت الأسعار بالنسبة لفنادق فئة خمس نجوم من 560 إلى 940 ريالاً في الليلة. وبين ان الإقبال على بقية الدول العربية لم يكن بالصورة المتوقعة، إلا أن سورية حظيت بنصيب كبير من الحجوزات. من جانبه، قال نائب مدير وكالة معلم للسياحة محمد علي إن: «الإقبال على القاهرة ولبنان والأردن كان هو الأبرز، فالغالبية توجهت إلى الدول العربية على حساب تدني الطلب على الدول الأوروبية لقصر فترة الإجازة». وتابع يقول: «بدأنا حركة عمل نشطة جداً، وكانت الذروة في الليالي التي سبقت العيد، ومع ذلك لم تلجأ وكالات السفر إلى سياسة رفع الأسعار، لأن الموسم في نهايته، ولديها خشية من أن رفع الأسعار سيحد من الإقبال على السفر». واعتبر عبدالجليل الساهي مسؤول في مكتب سياحة وسفر، أن قرار السفر في إجازة العيد في هذه الأيام يكون في العادة من دون تخطيط، علماً أن العديد من الدول العربية وضعت إجراءات احترازية لقدوم السياح السعوديين في العيد، مؤكداً «الأفضل تنشيط حركة السياحة الداخلية، إلا أن درجة الحرارة المرتفعة والرطوبة تدفع بالأسر إلى قضاء الإجازة في الخارج». يأتي هذا بالتزامن مع توقعات صادرة من مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس)، التابع للهيئة العامة للسياحة والآثار بأن تشهد السياحة المحلية خلال فترة الصيف لهذا العام 2010. نمواً بنسبة 3 في المئة مقارنة بصيف العام 2009، وذلك نتيجة للجهود التي تبذلها هيئة السياحة وشركائها في مجالس التنمية السياحية بمختلف مناطق المملكة، للترويج للسياحة الداخلية والتسويق لها، إذ تم تنفيذ نحو 22 مهرجاناً خلال فترة الصيف لهذا العام، ما أسهم في تنشيط هذه الحركة، كما أن دخول شهر رمضان المبارك وإجازة عيد الفطر ضمن موسم الصيف لهذا العام يعد من العوامل المشجعة على زيادة الحركة السياحية المحلية هذا الصيف. يذكر أن التقرير السنوي لعام 2008، والصادر عن المركز نفسه، أشار إلى أن أربعة ملايين سائح سعودي أنفقوا ما يقارب من ستة بلايين دولار على السياحة الخارجية، فيما توقعت الهيئة العامة للسياحة والآثار إنفاق 11.9 بليون ريال. وتوقع تقرير «ماس» أن يصل عدد الرحلات السياحية المحلية (سياح المبيت داخل المملكة) للفترة من تموز (يوليو) وحتى نهاية أيلول (سبتمبر) المقبل، إلى 9.4 مليون رحلة سياحية. وأشار إلى أن مجموع عدد ليالي الإقامة خلال صيف 2009 ويصل إلى 84 مليون ليلة، في مقابل 79 مليون ليلة للفترة نفسها من العام 2008. يذكر أن اتحاد النقل الجوي الدولي (آياتا) ذكر أن 47 من الناقلين الجويين الرئيسيين تعافت في هذا القطاع، وحققوا أرباحاً صافية قدرها 3.9 بليون دولار في الربع الثاني. وهذه النتائج تتناقض مع خسائرها البالغة 881 مليون دولار التي نشرتها شركات الطيران في العام السابق.