في موسم الرحمات والغفران؟ أتهنئون شعوبكم بإهانة وإساءة في موسم الإحسان؟! أتقابلون الشهر شهرَ صيامنا بجنوح طاغية وسطوة جاني؟ أوما لشهر الصوم فيكم حرمة وتطلّعٌ لتلاوة القرآن؟ هذي هي العشر الأواخر أقبلت عشر مفضلة على الأزمان أو تشعرون بها؟ علمت بأنكم لن تشعروا بربيعها الهتان أنتم جلاوزةٌ فأين قلوبكم من رحمة ومودة وحنان؟ ألكم قلوب؟ أم كهوف ضلالة فيهن مأوى البغي والعدوان؟! أوهكذا تجزى الشعوب على الذي بذلته من صمت ومن إذعان؟! ألأنها صبرت على طغيانكم تُلقونها في لجة الطوفان؟ أوهكذا يجزى الكريم إهانة بدلاً من التكريم والعرفان؟ أضحكتم الدنيا علينا، إنكم - والله - عار في جبين زماني؟! حتى الجماد أراه ألين منكم طبعاً وإشفاقاً على الإنسان هل تشعرون؟ وكيف يشعر ظالم يشوي وجوه الشعب بالنيران؟! يا سوريا يا دوحة الحلم التي ضربت بفأس الحقد والأضغان قلبي كقلبك في الأنين وفي الأسى مما جنى الباغي وفي الأحزان أواه يا شام المفاخر والعلا من صمت هذا العالم الحيران منذ استحرَّ القتل فيك وأمتي مطلية الإحساس بالقطران والعالم الغربي يدفع لومنا ببيان مؤتمر وقول لسان وكأن إحراق الشعوب وقتلها أمر، يحل بجلسة وبيان؟! القتل يستشري، وعالمنا على كرسي مجلس أمنه السكران يا ليبيا يا جرح أمتنا الذي يبكي، ويا لغة من الأشجان يا قامة التاريخ، يالحناً، له إيقاعه المحبوب في الألحان لك في مشاعرنا مكانة دولة عربية مرفوعة البنيان لولا عقيد الوهم فيك وزمرة من حوله جبلت على النكران لرأتك أجفان الحضارة درة ولصرت رمز تقدم الأوطان يا ليبيا بشراك إن النصر في كفيك يرفع راية اطمئنان لكأنني برجالك الأفذاذ قد رفعوا لواء النصر في الميدان يا قلعة التاريخ يا ينبوعه يا دوحة ممدودة الأغصان أواه يا يمن الشموخ لما أرى من سطوة المتشبث المتفاني هانت عليه دماء شعب لم يزل يلقى الجفاف بلهفة العطشان الناس في ضنك، ومن جبلوا على ظلم الشعوب، قوارض الأسنان جعلوا الأمانة مغنماً وتخوضوا في مال شعب ما يزال يعاني ماذا أقول لأمتي؟ يا ليتها تصغي مسامعها إلى أوزاني ماذا أقول؟ وألف سهم لم تزل تدمي على وقع الأسى وجداني؟ والقدس تشكو والعراق حزينة وجرائم (النيتو) على الأفغان؟ ومجاعة الصومال تأكل أهله والأمن فيه محطم الأركان؟ ومطامع الأعداء فيه حقيقة شهدت عليها عثرة السودان؟ ماذا أقول، ولم يزل في أمتي من ينشرون وساوس الشيطان؟ إني أقول لكل من شربوا دماً وتمرغوا في الزور والبهتان: سترون عاقبة التمادي ذلة وترونها حمماً من البركان إن الطغاة وإن تطاول ليلهم سيرون عقبى ذلة وهوان