من تأليف د. أسامة البحيري صدر كتاب (العولمة والأدب العربي المعاصر) وجاء فيه: أثرت العولمة في الأدب العربي المعاصر تشكيلاً ورؤية وأوجدت تحديات جديدة في آليات إبداعه وتلقيه وأسهمت في ذيوع بعض إبداعاته وانتشارها وأتاحت الفرصة لنمو ألوان أدبية جديدة في ظل ثورة المعلومات وهيمنة الشبكة العنكبوتية (الإنترنت). ومن أهم تأثيرات العولمة: 1- تأكيد مفهوم الهوية الوطنية وخصوصية الثقافة. ارتبط مفهوم الثقافة الوطنية في نشأته بالدفاع عن الهوية الوطنية في مواجهة الغزو الاستعماري الذي حاول القضاء على الشعور القوي وطمس ملامح الهوية الثقافية بما يدعم فكرياً أحكام قبضة السيطرة السياسية والاقتصادية والعسكرية وفرض هيمنته الثقافية بكافة الوسائل القمعية على البلاد المستعمرة. وتأسس مفهوم الثقافة الوطنية منطوياً على علاقة التضاد مع ثقافة المستعمر العدواني حتى بعد رحيله خاصة ما يتصل بالإستراتيجيات القمعية التي حاولت بها هذه الثقافة تأكيد التبعية بإشاعة روح الاتباع النقلي لأفكارها. وقد زاد مفهوم الهوية الوطنية وخصوصية الثقافة رسوخاً بعد شيوع الحديث عن تداعيات العولمة ومظاهرها السلبية فتم تدعيم المؤسسات التي تهتم بالتراث والتاريخ في العالم العربي مثل دار الكتب والوثائق القومية. وبدأت الجهود الحثيثة لتدوين التراث الشعبي الشفاهي كما فعل الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي في تدوين السيرة الهلالية كتابة في ثلاثة مجلدات صدرت عن مؤسسة الأهرام في مصر، وأعاد إصدارها بوسائط سمعية ومرئية في شرائط كاسيت وإسطوانات مدمجة، وكما فعلت الدكتورة لمياء باعشن أستاذ الأدب الإنجليزي بتدوين مجموعة من الحكايات الشعبية الحجازية في كتاب التبات والنبات ومجموعة من الأهازيج الشعبية في منطقة الحجاز. وزاد الاهتمام الإبداعي والنقدي والأكاديمي برصد مظاهر حضور التراث والتاريخ في الإبداع العربي المعاصر تجلى ذلك في كثرة المقالات الصحفية والأبحاث والدراسات والأطروحات الجامعية التي ترصد وتحلل تجليات العناصر التراثية في ألوان الإبداع شعراً ونثراً.