نظم المجلس الأعلى لمدينة الأقصر(جنوب مصر) بالتعاون مع اتحاد الكتّاب المصريين الدورة الثانية ل «مهرجان طيبة الثقافي الدولي» وتخللته ندوة بعنوان «الموروث الشعبي وأثره في الإبداع المعاصر - جنوب مصر نموذجاً»، شارك فيها أدباء وباحثون من دول عربية عدة. وتم على هامش المهرجان وضع «حجر الأساس» لقصر ثقافة يحمل اسم الروائي المصري بهاء طاهر الذي كان تبرع بقطعة أرض سيقام عليها هذا القصر في مدخل مدينة الأقصر. وانتقد طاهر، الفائز بجائزة «بوكر» العربية عام 2008، في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمهرجان مركزية العمل الثقافي في مصر. وقال إن الموضوع الذي يركز عليه المهرجان هو أدب الجنوب، معرباً عن الأمل في أن تتبوأ الأقصر التي عرفت في العصور الفرعونية باسم «طيبة» المكانة اللائقة بتاريخها عندما كانت عاصمة لمصر القديمة. وقال رئيس اتحاد كتّاب مصر محمد سلماوي «إن هذا المهرجان يقف ضد الهجمة الشرسة التي تسمى العولمة». وأضاف أن انتخابات ال «يونيسكو» الأخيرة «أثبتت أن من يرفعون شعارات قبول الآخر ليسوا من يطبقونها إنما نطبقها نحن». وناقشت الندوة التي عقدت ضمن المهرجان مجموعة من الأوراق البحثية دارت في إطار أربعة محاور رئيسة هي: طرائق الاشتغال والتعبير الثقافي في التراث، تجليات التراث في السرد الجنوبي، التمثيلات التراثية في الشعر المصري. أما المحور الرابع فكان حول الأديب المصري الراحل يحيى الطاهر عبدالله الذي وصفه القاص سعيد الكفراوي بأنه «من أوائل الكتاب الذين تناولوا في كتاباتهم المحرمات الأدبية كافة، وهو من جماعة أدبية تنتمي إلى صعيد مصر برز منها الشاعران أمل دنقل وعبدالرحمن الأبنودي والقاص محمد مستجاب، إضافة إلى بهاء طاهر». ومن العراق قدم صالح الهويدي ورقة بحثية عنوانها «وهم التحرر من الموروث الشعبي» عرض فيها لسلطة المعتقدات الشعبية على مخيلة الفرد ووعيه وأثرها على إرادته واستقلاله. ومن لبنان قدم عبدالمجيد زراقط ورقة بحثية عرض فيها للموروث الشعبي في إنتاج يحيى الطاهر عبدالله القصصي ودوره في إنتاج فاعليته الجمالية والدلالية. أما الشاعر المصري فتحي عبدالسميع فكانت ورقته البحثية حول الثأر عند شعراء الجنوب، ولفت في هذا الصدد إلى قصيدة «لا تصالح» للشاعر أمل دنقل. واختتم المهرجان بتوصيات عدة منها مطالبة الأدباء بإرساء قيم حرية التعبير واحترام الرأي الآخر وإدانة اضطهاد أصحاب الرأي. ودان المشاركون في المهرجان، ومنهم الشاعران اللبناني محمد علي شمس الدين والعراقي علي جعفر العلاق، الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ومحاولات محو هوية مدينة القدس. وطالب المشاركون في المهرجان كذلك بسرعة التدخل لعلاج الروائي المصري محمد ناجي الذي يعاني من سرطان الكبد.