قبل نحو عامين أرسل الشيخ عبدالرحمن بن سعيد ل(الجزيرة) توضيحاً مفصلاً عما تعرض له «بحسب الخطاب» من إساءات من خلال حديثه للزميلة عكاظ ومن تحريف في جملة «لو كان ابني نصراوي لذبحته»، حيث أكد أنه لم يحدث ذلك مطلقاً، سارداً قصة ابنه ومفاوضة النصر له حين كان لاعباً، ولأن الحديث في عكاظ فقد امتنعنا عن نشر توضيح بن سعيد رغم إصراره يرحمه الله على ذلك. واليوم وقد فارق الشيخ عبدالرحمن الحياة فإننا ننشر التوضيح الذي لم يُجَز «سابقاً» مع حذف بعض العبارات التي نرى أن نشرها في الوقت الحاضر لن يفيد القارئ، مع الإبقاء على الموضوع الرئيسي الذي أرسل بن سعيد توضيحه بسببه. كنت أظن بأن سياسة صحيفة عكاظ لن تتغير عما كانت عليه مع مديرها السابق الدكتور هاشم عبده هاشم، ومن هذا المنطلق فتحت قلبي للطلب الملح والمتكرر من بداية هذا العام من مندوب الصحيفة الصحفي الأخ بدر الغانمي، على أن يكون لهم نصيب من وجهة نظري عن تاريخ بدايات الرياضة الرسمية في أندية المملكة وتاريخها مع تاريخي وما عانيته في تلك الأوقات العصيبة، وقد رحبت بهذا الطلب تقديراً لجميع مسؤولي مؤسسة عكاظ، ولكنني صدمت بما لاقيته من فتح الباب على مصراعيه للمحتقنين ومن الذين يتحينون الفرص للنيل من الهلال عن طريق الإساءات لمؤسس النادي عبدالرحمن بن سعيد، ولأنهم وجدوا فيما طرح في صحيفة عكاظ فرصة لكتابة ردود صاخبة وحاقدة، فمع الأسف أن تلك الردود كانت تنشر في نفس الجريدة التي قدرتها ووافقت على طلبها، واستمرت الردود ممن لم يكونوا طرفاً في تلك الموضوعات، وكنت أظن بأن مسؤولي الصحيفة سيحمون ما طُرح ويدافعون عنه، ولكنني صُدمت بما لا أصدق بما قيل لي ومن نفس الصحيفة بأن ما حصل من تلك الردود البغيضة والمسيئة وممن هب ودب قد تم بطلب من يرى أن هذا تسويق للجريدة، وهم بذلك يظنون أن فتح باب الردود بكل تلك الأريحية سيخدش تاريخ عبدالرحمن بن سعيد وهذا من باب أحلامهم وبإذن الله لن يجدوا في تاريخي الرياضي -الذي بلغ 65 عاماً- ما يروي عطشهم ويحقق رغبتهم وأختم موضوع موقف عكاظ ب(حسبنا الله ونعم الوكيل). سأتناول بهذه المناسبة ما قاله مسؤول القسم الرياضي بجريدة عكاظ بأنه لم يُنشر في المقابلة إلا 25% ومع الأسف بأنه لم ينشر إلا 25% من المقابلة، وهذا يعني أنه لا يفهم كلمة ما هو محظور نشره، مع أن من قال ذلك هو من يعمل في المركز الإعلامي بنادٍ كبير بجدة مع مسؤوليته عن القسم الرياضي في الجريدة، وما دام أنه وهو بهذا الحجم الإعلامي يجهل الجملة التي أكدت عليها مرات ومرات بأن معظم الحديث كان محظوراً وليس للنشر، وهو بذلك وكأنه لا يدري بأنه طلب مني الحديث عن تاريخي الطويل وأجبته بأن لا بأس ولكن ليكن البعض منه بدون نشر، ومع ذلك سأعطي القارئ الكريم مختصراً لذلك المحظور وبدون إسهاب حتى لا يظن القارئ بأنني تجاوزت الحدود، وبما أن أموري كلها (رياضة في رياضة) والجميع يعرف ذلك، فهآنذا أعود وأقول: بعد وصول مندوب عكاظ الأخ بدر الغانمي إلى الرياض زائراً لمنزلي فقد رحبت به وتحدثت معه طويلاً، فوجدته مؤدباً وواقعياً في أسئلته وطرحها، فبدأ بقوله أنا جئت من بعيد طالباً منك التحدث عن بداياتك الرياضية وما هو تاريخك وما هو عملك ومن دعمك وما لاقيته من صعوبات وأختصر لك بأنني أرغب أن تحدثنا عن بدايتك في الرياضة منذ تأسيسها، فرحبت به وشكرته وقلت له بالحرف الواحد أنا لا أخفي شيئاً ودائماً أكون واضحاً في تصريحاتي وطروحاتي فبدايتي مضى عليها الآن 65 عاماً وعمري الآن 84 عاماً وبدأت مهتماً ومعنياً بالرياضة وعمري لم يتجاوز ال19 عاماً، وعند سردي للمعلومات كررت على الأخ بدر بأن معظم ما سأطرحه غير قابل للنشر لأنني والمسؤولين لديكم نعرف تماماً بأن حكومتنا الجليلة لا ترغب الحديث عن القضاء وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرهم مما يعرفه هو ويعرفها كل من عمل في الدولة، وعلى أي حال سأعطي قليلاً مما قد اتفقنا على عدم نشره وهو في ثلاثة أضلاع منها: مقابلتي مع فضيلة الشيخ الفاضل المفتي محمد بن إبراهيم رحمة الله عليه، فقد زارني الأخ صالح الحوطي وهو من أعيان مدينة الرياض ويسكن بجوار منزل الشيخ محمد في حي دخنة، وذكر لي بأن الشيخ يطلب حضورك بعد عصر الغد، وذهبت لمواجهة سماحته وهو رجل مهاب، وصار الحديث المطول فيما بيننا وفيه ما يراه فضيلته من المحظورات ولن أزيد على ذلك، ومن ثم تحدثت مع فضيلة الشيخ عمر بن حسن رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -رحمه الله- وأيضاً كان حديثاً مطولاً ومنسجماً مع حديث سماحة المفتي مي، وأيضاً كانت لي مواقف مع بعض كبار أعيان الرياض لأن لهم كلمتهم المسموعة ومن بينهم والدي رحمه الله، وأسهبت في الحديث عن هذه الموضوعات، وقلت له: لقد كنا نداري خواطرهم حتى لا ينقطع حبل الوصال مع هذه الرموز المهمة وما أمامنا إلا السمع والطاعة لهم، وأن علي أن أتقبل منهم بطيب خاطر ما قالوه لي رغم ما عانيته في تلك المقابلات من أحاديث كادت أن تعصف برياضتنا وتحرمنا منها، وهذا ما يقولون في عكاظ بأنهم لم ينشروه رغم اتفاقنا على ذلك، وبدأت في التخفيف من ممارسة لعب الكرة إثر تلك اللقاءات من ستة أيام في الأسبوع إلى ثلاثة أيام مع توقف أسابيع وشهور بأوامر من تلك الشخصيات حتى فُرجت والحمد لله على يد صاحب الفضل الأول الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وهو مرجعنا في كل الأحوال، أعود لأمر مهم جداً وهو السؤال المهم في هذه المقابلة والذي أحدث ضجة كبرى وهو قد خُلق من لا شيء ولا يستحق ذلك التشنج وذلك الهيجان المحموم، والسؤال كما طرحه الأخ بدر الغانمي: هل صحيح أن الأمير عبدالرحمن بن سعود -رحمه الله- عندما سمع أن أحداً من أبنائك يشجع النصر أجبته أنت: «لو أن عندي واحدا من أبنائي نصراوي لذبحته»؟ هذا هو السؤال وسأكون واضحاً وصريحاً عما قيل في موضوع ابني، سأتحدث بتلك الصراحة وذاك الوضوح: كان ابني الأكبر هو أحمد بن عبدالرحمن بن سعيد وكان طالباً في ثانوية الجزيرة الواقعة في شارع الخزان غرباً ومعه أقرانه من اللاعبين المميزين مثل الكابتن يوسف خميس والدكتور وكابتن أهلي الرياض صلاح السقا والكابتن عبدالله عبدربه والكابتن عبدالعزيز الشليل وغيرهم، وكانت ثانوية الجزيرة وصلت إلى نهائي المدارس، وبعد المقابلة النهائية على الكأس فازت الجزيرة بستة أهداف لهدفين كما سمعت ذلك، سجل منها الابن أحمد ثلاثة أهداف وحصلت تلك المدرسة على كأس وزارة المعارف، وكان من ضمن المنتسبين لتلك المدرسة الأمير عبدالعزيز بن سعود شقيق الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله، وقد ذكر لشقيقه بأنه يوجد لاعب مميز وأطلب أن تسارع في تسجيله للنصر، فسأل عن اسمه فرد عليه بأنه ابن عبدالرحمن بن سعيد، فقال سبحان مخرج الحي من الميت وانتهى الموضوع على هذه الجملة، وبما أن تلك المباراة التي كان الحديث فيها لها ثمانية وثلاثون عاماً وكان عمر ابني أحمد 18 عاماً والآن عمره 56 عاماً تقريباً، ويعلم الله بأنني لم أعلم عن تلك المباراة المدرسية ووقتها لأن ابني أمد مع والدته في بيت آخر وبجانب منزلي. (وأقسم بالله العظيم) بأنني في ذلك الوقت لم أتلفظ بما قيل بأنني سأفعل كذا وكذا، وعلى الذين ذكروا ذلك إثباته وأنا بريء من هذا وعقلي معي والحمد لله، ولكنها جملة ألصقت بي ولا أساس لها من الصحة، أعود وأقول وعندما طرح هذا السؤال ضمن أسئلة مندوب عكاظ الأخ بدر الغانمي فاجأني بطرحه (هل صحيح بأن الأمير عبدالرحمن بن سعود عندما سمع بأن أحد أبنائك يشجع النصر أجبت لو عندي ولد يشجع النصر لذبحته) توقفت ثواني عن الإجابة ونظرت لورقة كانت أمامي قبل أن أستأنف الاجابة على سؤاله. عدت من جديد لإجابته عن سؤاله (القضية) الذي مضى عليها كما قلت 38 عاماً قائلاً من لديه حقيقة عن ذلك فليقدمها، أما إذا كان في زمننا الحاضر بعض الهفوات أو زلات لسان فهي لما نراه من تطاولات على الهلال ورموزه وتاريخه فهي عند كل مظلوم، وقد اطلعت -بالمناسبة - على تصريح للأخ العزيز الأستاذ عبدالله الضويحي وفيه طروحات وآراء كثيرة ومنها سؤاله لماذا ظل أبو مساعد صامتاً طوال هذه السنوات ولماذا تحدث الآن، ويقول لا بد أن ثمة أسبابا أدت إلى ذلك، أقول شكراً على هذا السؤال: أولاً لأنه لم يسألني أحد يوماً من الأيام عن هذا الموضوع على مدى حياتي الرياضية لأن ما قيل من جواب على لساني لا أصل له ولم أسمعه إلا في تلك المقابلة، أما أسبابه فهي كثيرة ومنها محاولة تشويه سمعة ابن سعيد فقط وهي لن يجدوها في مسيرتي إن شاء الله تعالى، وقد تطرق الأخ عبدالله في حديثه إلى ما قاله الأخ محمد بن همام قبل حملته الانتخابية حينما قال سأقطع رأس الكوري الجنوبي ولم يحرك أصحاب هذه الحملة لدينا ساكناً، وهي تقال أحياناً عند الغضب مع من يحبه فينفعل ويخرج من طوره، ويقول لابنه عند خروجه عن طاعة والده إن خرجت مرة أخرى سأكسر رجلك أو سأذبحك، وهي تعني التهديد والعقاب ولكنها جُملٌ تُقال بدون تنفيذ ولردع المخطئ من الأبناء، والله المستعان وإلى حديث آخر إن شاء الله.