اطلعت على مقال الكاتب عبد الله العجلان في زاويته «عذاريب» المنشور في جريدة الجزيرة في عددها رقم (14165) تحت عنوان (حائل وصوت الأهالي الغائب)، الذي انتقد فيه تقصير بعض الجهات الحكومية في تنفيذ مشاريعها الخدمية في منطقة حائل, واقتراحه بتشكيل مجلس للأهالي، لنقل معاناة المواطنين وإيصال أصواتهم إلى المسؤولين في أسرع وقت. ومنطقة حائل تعاني منذ سنوات طويلة من تعطّل وتعثّر تنفيذ المشاريع فيها, ولعلّ من أبرز هذه المشاريع المتعطّلة في الوقت الحالي طريق (حائل - حفر الباطن) السريع، الذي كان من المقرر البدء العمل فيه عام 2007م, إلاّ أنه وحتى الآن لم يتم اعتماده وتنفيذه, فأصبح من المشاريع المتعطّلة رغم أهميته وخدمته للمنطقة, وهناك مشاريع كثيرة تعثّرت وتعطّلت وتأخر تسليمها للإدارات الحكومية بمنطقة حائل لعدة سنوات دون وجود أسباب مقنعة. كما أنّ هناك العديد من المدن والقرى التابعة لمنطقة حائل، تعاني من نقص الخدمات فيها وغياب تام للمشاريع التنموية خاصةً في مجالي الصحة والطرق، مع تجاهل المسؤولين لمطالب سكان هذه المدن والقرى, فهناك مدن كبيرة يتبعها مدن وهجر تبعد عن حائل حوالي 200كم، ما زالت تعيش في ذاكرة النسيان وتشكو من الإهمال، وعدم تجاوب مسؤولي الإدارات والأجهزة الحكومية لمطالبات ومناشدات المواطنين بتوفير احتياجاتهم، التي تعتبر من أبسط حقوقهم التي من المفترض أن توفر لهم. وللتأكيد على ذلك - سأختار - مدينة تربة الواقعة في الجزء الشمال الشرقي من منطقة حائل على بعد حوالي 190كم، مثالاً على ما تعانيه مدن وقرى منطقة حائل من التقصير والتجاهل والمواعيد الوهمية لتوفير الخدمات لسكانها, فمدينة تربة حائل تعتبر من أكبر المدن التابعة لمنطقة حائل مساحةً وسكاناً، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي (14000) نسمة ويتبعها 36 قرية وهجرة وموطن بادية, ومع ذلك فهي مازالت تعاني وتشكو من غياب كثير من الخدمات والمرافق الحكومية الضرورية والهامة, لعل من أهمها افتتاح مستشفى عام ومحكمة شرعية، فهذان المرفقان الحكوميان هما أبرز ما يحلم به سكان مدينة تربة حائل وضواحيها، رغم المطالبات الكثيرة على مدى السنوات الماضية بأهمية وجود المستشفى والمحكمة، إلا أن الأهالي لم يجدوا من المسؤولين سوى الوعود الوهمية التي يصرحون بها لتخدير المواطنين. فمدينة مثل تربة حائل هي بحاجة لافتتاح وتدشين مشاريع عدة في الصحة والتعليم والطرق والاتصالات، وغيرها من المجالات ذات الصلة والأهمية المباشرة بحياة المواطن لخدمة سكانها وسكان المدن والقرى التابعة لها. وهناك مدن كثيرة لا تقل شأناً عن مدينة تربة هي الأخرى تعاني المشكلة نفسها. وبالنسبة لمجلس أهالي منطقة حائل، فقد سمعنا كثيراً عن تأسيسه من قبل بعض أعيان ورجال المنطقة لكنه تأخر كثيراً - ويبدو أنه تأثر - بمشاريع المنطقة التي دائماً ما يكون مصيرها التعثر والتأخر, ونحن نتطلع لأن يتم تأسيسه في أسرع وقت بعدما يتم اختيار أعضائه بعناية وتزكية من أهالي المنطقة لكي يسهم في حل المشاريع المتأخرة والمتعثرة, ويكون صوت المواطن المسموع لدى الأجهزة والإدارات الحكومية سواءً في منطقة حائل أو في وزارات الدولة في العاصمة الرياض, مجلس الأهالي بات ضرورياً وجوده في الوقت الحالي. منصور شافي الشلاقي