كل الذين يعشقون هذا الصوت الشامخ منذ خمسين عامًا اختلطت مشاعرهم وهم يتابعون لحظة وصول فنان العرب إلى جدة التي عشقها واحتضنته منذ أول يوم ولد فيه وحتى يومنا هذا. محبو فنان العرب بحثوا في أرشيفه الفني ليرحبوا به مستفيدين من مطلع أغان حفظوها وأحبوها بصوته وأدائه، ولا عجب أن امتلأت قاعة التشريفات لحظة وصوله أو أمام منزله أو القادمين إليه اليوم من كل مكان لتهنئته بالصحة التي أسبغها الله عليه بعد الوعكة الصحية. حين تبحث في تاريخ فنان العرب سترى العجب العجاب من الأغاني الوطنية التي سكبها على الوطن بكل حب منذ أيامه الأولى في الساحة الغنائية وحتى قبيل وعكته الصحية، وهو الفنان الوحيد دون مزايدة ولكن بفخر الأكثر الذي غنّى لوطنه من بين فناني الدنيا كلهم. لا أستغرب هذا الحب الجارف لمحمد عبده ولا أظن بأن الجمهور سينسى أن فنان العرب أعطاهم من الطرب ما لا يحصى منذ خمسين عامًا، بعد كل هذا، أفلا نقول له: «يا مرحبا يا معنّى».