تصاعدت أعمال العنف في لندن وامتدت إلى عدة مدن أخرى, من بينها مدينة بريستول (جنوب غرب) وليفربول (شمال غرب) وبرمينغهام (وسط), أمس الثلاثاء في حين وقعت مواجهات بين الشرطة وآلاف المشاغبين، ما اضطر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لقطع إجازته والعودة إلى بريطانيا لترؤس اجتماعات أزمة. واعتقل أكثر من 500 شخص في لندن منذ اندلاع أعمال العنف بينهم ثلاثة رجال اعتقلوا بتهمة «محاولة القتل» بعد أن جرحوا شرطيين كانا في سيارتهما. وفي أعمال شغب لم تشهد العاصمة البريطانية مثيلاً لها، اشتعلت النيران في مبان في كرويدون وبيكهام ولويشام في جنوبلندن في حين قامت عصابات بأعمال نهب في شوارع هاكني شرقاً وكلابهام جنوباً وكامدن شمالاً وايلينغ غرباً. وقالت شرطة سكوتلنديارد إنها نشرت 1700 شرطي إضافي للتصدي لأعمال العنف في لندن الأسوأ منذ سنوات. واستخدمت الشرطة المدرعات لمواجهة مجموعات من الشبان. وانتشرت أعداد كبيرة من شرطة مكافحة الشغب في هاكني لاحتواء العنف في منطقة تبعد بضعة كيلومترات عن موقع تنظيم دورة الألعاب الأولمبية لعام 2012 . ومع حلول الظلام، حملت الشرطة الشباب على التراجع في حين لم يسمح عناصرها للسكان المحليين الذين كانوا يأملون في العودة إلى منازلهم بالاقتراب. وفي كرويدون أحرقت مبان وأضاءت ألسنة اللهب عتمة الليل. وتم إجلاء السكان من المنطقة بسبب امتداد الحرائق في حين ذكرت صحيفة «ذي غارديان» نقلاً عن ضابط قوله «لقد خرج الوضع عن سيطرتنا». وقام عشرات الشبان بأعمال نهب خارج كرويدون في حين انتشرت رائحة السيارات والأبنية المحروقة في الجو. كما حاولت فرق الإطفاء إخماد حريق ضخم في كلابهام بعد أن اقتحم شبان متاجر دبنهامز التي تم تجديدها. كما امتدت أعمال الشغب إلى مدن برمنغهام وليفربول وبريستول. وأكدت شرطة وست ميدلاندز اعتقال 87 شاباً عمدوا في وسط برمنغهام إلى تحطيم زجاج المتاجر ونهب محتوياتها. وأكّدت شرطة مرسي سايد أمس الثلاثاء أنها تواجه أعمال شغب في شمال غرب ليفربول، حيث أحرقت سيارات عدة في حين حاولت شرطة بريستول احتواء مجموعة من 150 شاباً. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس الثلاثاء عقد اجتماع استثنائي للبرلمان الخميس بسبب أعمال الشغب التي هزت لندن ومدناً بريطانية أخرى، مؤكداً أنه «سيفعل كل ما في وسعه» لإعادة الأمن. وفي ختام اجتماع ازمة في داونينغ ستريت اعلن كاميرون رفع عديد قوات الشرطة في لندن من ستة آلاف إلى 16 ألفاً اعتباراً من مساء الاثنين. وأضاف كاميرون الذي قطع إجازته في إيطاليا ليعود إلى بريطانيا أن «رئيس مجلس العموم وافق على عقد جلسة برلمانية الخميس لنناقش الوضع القائم» على الأرض. وأوضح أن عدد قوات الشرطة يرفع في لندن «من ستة آلاف الليلة قبل الماضية إلى 16 ألفاً مساء الاثنين». إلى ذلك أكد تيم جودوين القائم بأعمال قائد الشرطة في لندن، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنه ليست هناك نية للاستعانة بالجيش لاحتواء أعمال الشغب التي تجتاح عدداً من المدن البريطانية. وفي غضون ذلك ذكرت (بي بي سي) أمس الثلاثاء أن وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي لم تنف أو تؤكّد ما تردد عن اتجاه للاستعانة بالجيش للسيطرة على الموقف. وكانت تقارير إعلامية أفادت في وقت سابق بأن أعمال الشغب التي تشهدها بريطانيا امتدت خارج العاصمة لندن.