تُعَدُّ ظاهرة العنف والتطرف من أبرز العوامل التي طغت على المجتمع العالمي، ومنها ازداد فحواها في المملكة العربية السعودية طرفاً مهماً بين الدول العربية جميعها والتي خاضت حروباً ضد العنف والتطرف اللذين ألَمَّا بها. وقد قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية بالإعداد والتخطيط لتطهير بلاده من هذه الظاهرة المؤلمة، والتي أثرت على المجتمع ككل، فيما لو بحثنا عنها-أي الظاهرة بكل أبعادها وتفرعاتها- لم يكن لها مكان بيننا -ومن أجل ذلك تعددت الدراسات حول العنف والتطرف اللذين بأسبابهما زادت نسبة الإرهاب مما أخذ وعكس شيئاً لم يؤذ البعض بل سائر أفراد المجتمع. وقد استنفر المليك كل قواه المادية والبشرية لمواجهة هذه الظاهرة، عن طريق الإرشاد وتعزيز الإرشاد بالمعلم والمدرسة والمنزل، وعزز هذا بواسطة المؤتمرات العالمية والعلمية للخبراء والكبار والصغار ومختلف أفراد الأسرة الواحدة، إضافة إلى الاهتمام بها عن طريق أدوات البحث العلمي المختلفة. تأتي هذه الاهتمامات على الرغم من أن الظاهرة لم تكن جديدة، بل عرفت بصورة أكثر حدة وتمزقاً للمجتمع في فكره وتطلعاته. وأعتقد بأن كلية التربية بجامعة أم القرى واكبت الحدث وجعلت إحدى اهتماماتها دراسة هذه الظاهرة بكل أبعادها، وتناولت أدوار المعلم ومسئولياته اتجاهها أحد أهم المطالب الوطنية من قبل سائر الأكاديميين والمعلمين وأصحاب الخبرة والتجارب للتأكيد لراعي هذه البلاد وحامي عرينها الملك عبدالله بن عبدالعزيز على أن المواطن أياً كان له مسئوليته واتجاهاته في ضرورة مكافحة هذه الآفة التي قد تعطل أحياناً جزءاً من البناء والتغير نحو التطوير الذي تشهده بلادنا حالياً. وقد أكد هذا الجانب المهم الأخ العزيز الأستاذ الدكتور زايد بن عجير الحارثي عميد كلية التربية، والذي أعد فريق عمل برئاسته للعمل على إبراز الدراسات والبحوث المختلفة في أوجهها لمعالجة القضية عن طريق عرضها ومناقشتها ضمن المؤتمر الرابع لإعداد المعلم الذي سوف يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فيما بين 22-24 شوال 1432ه بالمدينة الجامعية بمكة المكرمة. ولا شك في أن العمل على إعداد هذا اللقاء العلمي الهام والمميز من المهمات الجسام التى أخلص في إبرازها الدكتور زايد الحارثي، بدعم لا محدود من قبل الدكتور بكرى عساس مدير الجامعة، وعلى الرغم من أن الوقت إجازة للجميع تقريباً، إلا أن عميد كلية التربية سجل في جدوله لقاءات يومية من أجل المؤتمر والإعداد له، وهي سابقة تسجل له، وإضافة إلى ما قام به ويقوم به من أعمال رائدة من أجل كلية التربية وجامعة أم القرى التي أخذت مقعداً عالياً - حالياً - بين سائر الجامعات الأخرى محلياً وإقليمياً. ولعل من أهداف المؤتمر التي صاغها فريق عمل الدكتور زايد الحارثي: -دراسة مدى مساهمة برامج إعداد المعلمين في تنمية قيم المواطنة والاعتدال والتسامح لدى المتعلمين. - اقتراح معايير وآليات وبرامج للحد من ظاهرتي التطرف والانحراف في المدارس. - تحديد التوجهات المستقبلية لبرامج إعداد المعلمين بمؤسسات التعليم العام والعالي في المملكة العربية السعودية لتنسجم مع خطط التنمية في تطوير الإنسان السعودي. - تحديد المعايير والمواصفات الأساسية اللازمة للمعلم السعودي لمواجهة التحديات التربوية الحاضرة والمستقبلية. وقد اعتمدت كلية التربية كجهة مسئولة ستة محاور ينطلق من خلالها الباحثون لدراسات متعددة الجوانب ومتميزة كواقع وحلول من المتوقع أن تساعد في الحد من الظاهرة بتعزيز دور المواطنة التي سوف تؤكد أن المملكة العربية السعودية ستظل بلاد الأمن والأمان الذي عهده العالم كل الأمنيات لنجاح تؤكده كلية التربية بجامعة أم القرى للتواصل بين أفراد المجتمع في لقائهم القادم.. والله الموفق