مشكلة أغلب الأندية (لدينا) تهافتها الاندفاعي نحو أعتى المدربين وأشهرهم، ودفع الملايين للظفر باسم (ما) في عالم التدريب دون أن تكلّف نفسها عناء التفكير في مدى ملاءمة هذا المدرب لواقع فريقها... المدرب (يا سادة) أياً كانت سيرته لا يملك عصا موسى لجلب البطولات لفريق كروي مفلس لا يملك الأدوات والمواهب الفنية. ولذا فغالباً ما يكتب لصفقات المدربين ذوي الأسماء الرنانة الفشل مع الفرق السعودية التي تندفع في أحضان الوسطاء والسماسرة هنا وهناك وتتكبد الملايين... لتتفاجأ - أخيراً- أن المدرب المذكور لم يحقق طموحات الإدارة والفريق. ولأن العملية في النهاية والبداية هي مصالح متبادلة.. ومزايدات مالية، وليست محبة في عيون الفرق السعودية أو عشقاً لها. يجب على الإدارات الفنية في الأندية السعودية دراسة واقع فرقها وقياس مستويات لاعبيها أولاً ومن ثم البحث عن من يطورها ويصقل مواهبها. ولنا في ناديي الفيصلي والرائد نماذج مضيئة في أسلوب ونمط التعاقد مع مدربين يمتلكانهما بأرخص الأسعار وبفكر تدريبي راق. تنافس ضروس قادم وفقاً للمعطيات والتوقعات، تبدو في الأفق ملامح تنافس ضروس على بطولات الموسم المقبل بين أندية الشباب والأهلي والنصر. هناك قاعدة إنجليزية اقتصادية قديمة، تقول (إن الدورة الاقتصادية لا يمكن أن تستمر وقد تنقلب في أي لحظة؛ بمعنى أن الدول الفقيرة قد تصبح غنية والدول الغنية قد تتهاوى). وهذه المرئية قد تتحقق (وهذا رأي شخصي). فعجلة الزمن وتطورات الآخرين قد تلغي الاحتكار الهلالي- الاتحادي على مجمل البطولات لتبرز فرق أخرى تتقلّد الريادة في المستقبل. انظروا إلى الدوري الإنجليزي مثلاً ولاحظوا أن أكثر من سبعة فرق دوماً ما تتصارع للظفر بالبطولة. اذهبوا إلى الدوري الإماراتي ولاحظوا أن في كل موسم رياضي جديد تبرز فرق جديدة تحصد البطولات، وكذا الحال في الدوري القطري والمغربي والجزائري. أتصور أنه ليس من صالح الكرة السعودية مستقبلاً أن يحتكر بطولاتها فريقان فقط فيما يتصارع الآخرون تحت وطأة العوز المالي والمشكلات العاصفة، بالتأكيد أن الذنب ليس ذنباً اتحادياً أو هلالياً ولكن المنطق يقول: يجب أن نرى كرة سعودية متنوّعة وفرقاً جديدة خلاَّقة تضفي نكهة أخرى على دوري زين للمحترفين. في نادي النصر فقط في نادي النصر.. أعضاء شرف أثرياء وأعيان نافذون لو اتحدوا تحت مظلة واحدة لحب الكيان وخدمته، لنافسوا اقتصاديات نادي برشلونة وميلان. إن الذي يحدث من صراع نصراوي - نصراوي داخل البيت الأصفر كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وقد تؤدي لخلل في مسار الكرة السعودية وتنقل عدواها لأندية أخرى. إن أسوأ الصراعات والحروب هي تلك التي تحدث بين الرفقاء والإخوة لأنها غالباً ما تكون قوية وعواقبها وخيمة. من يصدق تلك الحرب الهزلية التي تدار ضد رئيس النصر فيصل بن تركي على جميع الأصعدة؟! ليت أولئك المحاربين يتذكّرون كيف كانوا يحتفلون عند الدقيقة (36) من كل مباراة بالأهازيج لأنها كانت تعني عمر فيصل بن تركي. فجأة انقلبت الأمور رأساً على عقب وأصبح العدو صديقاً والصديق عدواً. إن العبث الشرفي والإعلامي داخل البيت النصراوي تجاه رئيس النادي من شأنه أنه يهوي بالفريق إلى الدرجة الأولى... في ظل عدم وجود البديل القادر!!