حضرت أنا وعائلتي الأسبوع المنصرم عرضاً «راقصاً « لفرقة «سبايسي ميكس».. الشهيرة بأغنية «آلو بابا فين» سفراء الطفولة في الوطن العربي. طبعاً البنات والأطفال «كبروا»عن أغنية «بابا فين» وأصبحوا شباناً وفتيات يذكرونك بعرضهم على خشبة المسرح بحركات ورقصات «ستار أكاديمي» مع الموسيقى والإيقاع القوي!! رغم أن العرض أقيم في داخل المملكة طوال شهر كامل وبتذاكر رسمية ومصرح لها.. إلا أنني كنت «أتساءل» لماذا لا تنتشر مثل هذه الفكرة بشكل أكبر في مدننا لتجمع العائلة الواحدة حول هذا الترفيه البريء المنضبط بدلاً من السفر للخارج لمشاهدة عروض شبيهة. طبعاً «لن أكذب» فنظراتي كانت متواصلة للباب انتظاراً لأي «جمس هيئة» ما يعجبه الوضع!! خصوصاً أن المنظمين يمنعون التصوير «بالموبايل» على قولتهم مما يجعلك تشعر أن في الأمر شيئا خطأ؟! يخافون انتشاره!! اكتشفت لاحقاً أن «السر» هو في أهمية «كلمات» بعض الأغاني التي لم يتم عرضها بعد على «شاشات الفضائيات» وهي حصرياً لمثل هذه العروض وعلى رأسها أغنية «الذبابة» التي دفع فيها مبالغ كبيرة وعقود لشراء الألبوم الجديد!! طبعاً أغنية «الذبابة» بكل تأكيد «حتضرب» بعد انتشارها وعرضها على الفضائيات وستنافس بشهرتها أغنية العنب.. وبحبك يا حمار.. والعبيط أهوه..!! ما يهمني هنا هو الحصيلة التي خرج بها «أطفالي» من العرض الذي امتد لنحو «3 ساعات»..بكل تأكيد كان الفرح والمرح والسعادة بادية علي جميع الحضور من الرجال والنساء والأطفال ولكن كلمات «أغاني الأطفال» كانت «صاعقة» بالنسبة لي..!!فهي تساعدهم على أن تكون «لغتهم بذيئة» فأغنية الذبابة مثلاً رغم طرافتها الكوميدية وفكرتها الممزوجة بروح الموسيقى الغربية إلا أن كلماتها تقول «الذبابة.. الملعونة.. المجنونة.. آرصتني.. دوشتني.. مستئصداني ليه؟!.. قولي لي ليه؟!» إلا أنها تساعد على اللغة البذيئة للطفل. إضافة إلى أن فرقة «سفراء الطفولة» جعلت أطفالي وغيرهم من الحضور يرددون قول «يركبني مية عفريت» إجابة على سؤال أغنية: لما بشوفه بيحصل أيه؟! باختصار «أسفت جداً» لأنه عندما نجحنا بالحصول على «إذن» بتنظيم وحضور العائلات السعودية لمثل هذا العرض، لم ننجح في جعله مفيداً لهم، وكان المال هو الهدف فقط، بل أنا متأكد أن كل من حضر سيعاني لتخليص أبنائه من تلك الألفاظ البذيئة قبل أن يعاني كل من سيشاهدها لاحقاً عبر الفضائيات. فأحدث الدراسات حول «ألفاظ الصغار» تقول إن الأسرة هي المؤثر الأول, ثم المخالطة أما وسائل الإعلام فهي الأقل تأثيرًا ورغم ذلك مضطر للابتسام في وجه ابنتي «هلا وعُلا» قائلاً «يركبني مية عفريت» عندما تسألاني.. لما بشوفه.. بيحصل أيه؟! لأن المخالطة كانت مباشرة لسفراء الطفولة. وعلى دروب الخير نلتقي.