متى نحافظ على تراثنا بكل فنونه وشعرنا الشعبي خاصة ونصوصه عن الأيدي العابثة,,؟ وكيف,,؟ سؤال صعب للغاية طرحه هنا الحميدي الحربي الذي لا شك انه يبحث عن اجابة، شخص واحد لا يكفي لمناقشة هذا السؤال وتحديد اجابة شافية,, ولكن مع النقاش نصل جميعنا الى حل ولو كان بنسبة معينة ومعقولة. أنا بدوري أرى والرأي للجميع,, بأن الصدق هو الوسيلة الوحيدة المناسبة للحفاظ على موروثنا من الشعر الشعبي، ما ورثناه من قصائد القدامى يجب أن نتعامل معه بصدق خصوصا ان الأجيال السابقة لم يكن التدوين متاحا لهم نظرا للظروف المعيشية وانتشار الجهل، أما كيف يكون الصدق الوسيلة المعنية بالحفاظ على موروثاتنا,,؟ فالصدق مطلب رئيسي من الجميع للحفاظ على تراثنا الشعري من الأيدي العابثة، الصدق مطلوب من الراوي أو الناقل وعلى الناقل للشعر أو الحافظ له تحري الصدق فيما يذكره. والصدق مطلوب من الجمهور أي لا يحق لأحد من الجمهور أو القراء أن ينسب أبياتا للحميدي الحربي على سبيل المثال لمساعد الرشيدي أو العكس لأنه يكون بذلك مبتعداً عن الصدق اذا فعل ذلك، كما ان الشعراء مطالبون بالصدق أي بمعنى لا يحق للشاعر أن ينسب أبياتا ليست له لنفسه أو العكس، الصدق مطلوب من القنوات الاعلامية التي تمرر الشعر للجمهور سواء الصحافة الشعبية أو البرامج الاذاعية أو التلفزيونية. الصدق مطلوب من القراء أي بمعنى لو لاحظ أحد القراء أبياتا مذيلة باسم مغلوط أو غير صحيح وكان القارئ على معرفة بصاحب الأبيات ومتأكدا من معرفته له فعليه مسؤولية تجاه توضيح الحقيقة للجميع. لن أنسى تلك المكالمة الهاتفية التي أجريتها مع الحميدي الحربي وحثني على الصدق بطريقة غاضبة ولكن كان غضبه من أجل الصدق. حقيقة صاحب الصدق مرتاح الضمير.