لابوح أكثر مما بيح به لأننا لا نلقى من الصدى أكثر مما قلنا... يعرف الكثير من أين يبدأون لكن لا يعرف الكثير منهم متى ينتهون. نحن نفكر إذاً نحن نعيش إذاً في متن الوجود مدرجون. هناك أمور علينا تمام عرفانها فالتداخل في الأمور العامة لا يلغي دور وتأثير أمور الخاصة على حياة العامة تحت أي مسمى وبأي نوع من الوزن والتصريف من قوانين الطبيعة التي لا تسير وفق المتفق عليه دائماً والعاقل هنا هو من يريد إلغاء الحواجز وتثبيت المساواة... شيئاً فشيء نزحف لنقترب نرى الأمور بمنظار أبعاده توافق التشكيل العفوي لكل الإنحناءات المرتجة في دواخلنا ربما لأننا لا نرى أن أصداء الأحداث الاجتماعية تلقي بظلالها دائماً على الواقع أو على واقع أوسع مما هي عليه أو يتوقع أن تحدثه لأن الناس تختار ما يزعجها وفق حراكها التفضيلي الذي يزيد وينقص بحسب الحاجة وفي أقسى الأحداث يكون هناك أثر لبصمة يفيد أو يدعو إلى القول أو التفكير أو محاولة التفكير بوجود يد صانعة للحدث الاجتماعي في كل حدث اجتماعي ضحايا وعندما نقول ضحايا يتبادر إلى الذهن سؤال هل هم يصنعون أم هم يقذفون من دولاب الحياة أم يلتقطون من قارعة الطريق ليرضوا تطلعات الموقف هل تستطيع أن تصنف ضحايا العنف الاجتماعي الأسري أو العنف أو العنف المدرسي أو عنف الشوارع على أنهم انتقوا بعناية لا بل نعم فعندما تطيل النظر سوف ترى خيوطاً تجمعت وحيكت بدراية ليست عابرة بل أيادٍ مدفوعة إنها أيادٍ تخنق الإلتزام تخنق التنظيم المعتدل تخنق المستند الأبيض مجموعة من الخانقين الحانقين على التسوية المجتمعية مع الشارع مع المسجد مع مرافق الخدمات مع المدارس مع الجامعات مع كل شيء تطاله أيديهم ربما تكون أيادي مرضى اللاوعي المسؤولية الاجتماعية هنا تبدأ جادة الطريق الصحيح بالاعتدال وتقليل مستوى الاعوجاج في ذهنية البعض تجاه المسؤولية الاجتماعية وهي مسؤوليتنا تجاه ذواتنا تجاه ما نسأل عنه أمام الله تجاه القريب منا بل حتى تجاه البعيد مما يعز علينا تقلبهم في الغافلين الرؤيا الواضحة، إن الحدث الاجتماعي المصحوب بالضحايا هو تعقيب للإخلال بالمسؤولية الاجتماعية الملقاة على عواتق الجميع فالمطلوب هو أن يقوم الكل بما يمليه عليه دينه وتربيته وأخلاقه والكل يستمد قوته وصبره وجلده في ذلك من خلال الأنظمة واللوائح العامة. فالطالب والموظف والعامل والمريض والعليل والصغير والكبير المرأة وحتى الأطفال بما يتلون ويتعلمون بالإلتزام بكل المواثيق والإلتزامات إننا مدعون أكثر من أي وقت مضى لتعامل أهلي مؤسسي متقن ومدروس لتقليل الضغوط وفك الاختناقات التي تعرقل دوران المسؤولية الاجتماعية لخلق مشاركة وطنية فاعلة من أجل الدين والمليك والوطن حتى نكون أكثر سيادة على ما نصنعه بأيدينا ونتعامل معه كأحد المسلمات التي لا حياد عنها. - الرياض