يامن تدعي أنك الناصح الأمين أين أنت من إبليس العين حين قال الله (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمن الناصحين) لتعلم ... أن للنصيحة في ديننا مكانة سامية ومنزلة عالية، كيف لا وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مفهوم النصيحة مساوياً للدين كله فقال: \"الدين النصيحة\". ولتعلم ... إن النصيحة تنطلق أساساً من حُب الناصح لمن حوله , وشفقته عليهم , ورغبته في إيصال الخير إليهم , ودفع الشر والمكروه عنهم، ولهذا قال ابن الأثير: النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي: إرادة الخير للمنصوح له. وقد أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعة على أصحابه ببذل النصح للمسلمين، قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه: \"بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم\". ولتعلم ... أن من كان باذلاً للنصيحة راغباً في إيصال الخير إلى الناس فهو من خلفاء الله في الأرض كما قال الحسن رحمه الله: ما زال لله تعالى نصحاء، ينصحون لله في عباده، وينصحون لعباد الله في حق الله، ويعملون لله تعالى في الأرض بالنصيحة، أولئك خلفاء الله في الأرض. والمقصود بخلفاء الله في الأرض هنا اي المنفذون لأوامر الله ولتعلم أن النصيحة بالسر أبلغ فالإنسان بطبعه يكره التشهير ويعتبر النصيحة أمام الناس فضيحة .. لهذا يحاول الدفاع عن نفسه .. ولقد حث الشرع على النصيحة بالسر .. ولتعلم ... (المؤمن يستر والفاجر يهتك) .. لأن الهدف من النصيحة أن يقلع الشخص عن الخطأ .. وليس الغرض إشاعة عيوبه أمام الأخرين .. الإسرار بالنصيحة وعدم التشهير والحرص على الستر، فالنصيحة أمام الناس توبيخ وتقريع لا يقبله الناس، قال مسعر بن كدام رحمه الله: رحم الله من أهدى إليّ عيوبي في سر بيني وبينه، فإن النصيحة في الملأ تقريع. وقال الشافعي رحمه الله: تعهدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعه فإن النصح بين الناس نوع من التوبيخ لا أرض استماعه فإن خالفتني وعصيت قولي فلا تغضب إذا لم تُعط طاعه وفي الختام أين أنت من نصح إبليس العين حين قال الله على لسانه : (( وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ))