أقام السفير أحمد عبد العزيز قطان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر والمندوب الدائم للمملكة في جامعة الدول العربية صالونه الثقافي الشهري (رياض النيل) على شرف معالي وزير الخارجية المصري محمد العرابي، وقد أبدى معاليه ترحيبه الشخصي بالوزير العرابي مذكراً بمسيرته الدبلوماسية ومشيداً بتحركاته السياسية السريعة في ملفات السياسة الخارجية المصرية منذ اللحظات الأولى لتوليه مهام منصبه. وأعرب قطان عن ثقته بأن العرابي سيستمر كوزير للخارجية لفترة طويلة وأنه ليس كما تردد مؤخرا في الإعلام أنه سيكون خارج التشكيل الوزاري الجديد، خاصة أن العرابي قادر على تولي هذا المنصب. من جانبه أكد وزير الخارجية المصري محمد العرابي أن بلاده تمر بأدق مرحلة في تاريخها الحديث مع اللحظات الأولى لثورة 25 يناير وتغيير النظام. واعتبر أنه أقل وزراء الخارجية حظاً، مشيراً إلى أن أي وزير أو مسؤول في مصر يعمل من أجل البلد ولا يعمل من أجل نظام معين أو شخص محدد، وإنما من أجل الشعب المصري. ومضى العرابي قائلاً: نحن نعمل من أجل علم مصر ولا يوجد شيء مما قيل إن هذا السفير مقرب للرئيس لأننا كلنا نعمل من أجل خدمة البلد، مبيناً أنه لم يسع لمنصب الوزير خاصة أن المنصب اليوم هو عبء نفسي كبير على أي شخص وعلى أسرته أيضاً. وتناول العرابي فترة عمله في سفارة مصر في إسرائيل التي اعتبرها البعض سببا لعدم كفاءته لتولي حقيبة الخارجية وقال: هل تتخيلوا أن من يعمل في مكان ما يتلون بالمكان الذي يوجد فيه فلم يحدث أبدا أن دبلوماسيا صينيا عمل في روسيا قيل عنه إنه تلون وأصبح روسيا، لكن نحن في مصر لدينا حب التقليل من شأننا على الرغم من أن من يعمل في سفارات مصر في الخارج هو خط الدفاع الأول عن البلد، ولقد تشرفت أن أكون نائبا للسفير المصري في تل أبيب الذي كان وقتها السفير محمد بسيوني وأديت واجبي ودافعت عن مصر ووقفنا جميعا من أجل الحق الفلسطيني. وشدد العرابي في بداية حديثه على تعريف نفسه بقوله اسمي محمد عبد الحي العرابي وقد قصدت من ذلك أن البعض قال إنه تم اختياري لمنصب وزير الخارجية مرجعه أنني ابن الفريق إبراهيم العرابي وهو غير صحيح لأنني لست ابنه. وردا على سؤال حول إن كانت هناك ضغوط خليجية على مصر لعدم محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك نفى العرابي ذلك، مؤكدا أن موضوع مبارك لم يثر في أي لقاء تم مع المسؤولين في دول الخليج خاصة في المملكة والإمارات. وحول المساعدات العربية المقدمة لمصر قال العرابي: إن التعهدات العربية جاءت لمصر دون طلب ولدينا حالتان هما السعودية والإمارات فهما لديهما تعهدات واضحة بقروض ومنح تخصص لتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر. وأكد على أن أول شريحة من المملكة مرت على البنك المركزي المصري وهذه التعهدات صادقة ولا تعتبر مثل تعهدات مجموعة الثماني الكبرى التي لم تنفذ.وردا على سؤال حول الموقف من إيران خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية السابق الدكتور نبيل العربي بشأن الرغبة في تطوير العلاقات بين البلدين قال العرابي: لم يقل أحد إنه لا توجد علاقات بين مصر وإيران فهناك سفير مصري في طهران وآخر إيرانيبالقاهرة، كما لم نسمع عن تحفظ أو فيتو من أي دولة خليجية على العلاقات المصرية - الإيرانية بل ولم يتطرق أحد إلى إيجاد هذا الفيتو، فالعلاقات مع إيران موجودة ومرتبطة بإرادة مصرية خالصة ونحن الآن في حالة حوار مع إيران للوصول إلى حالة صحية تقوم على أسس ثابتة وحالة من الحوار سيصاحبها بعض التقدم في العلاقات، وعندما يأتي الوقت المناسب سيتم الاتفاق على رفع درجة التمثيل الدبلوماسي.وتطرق العرابي إلى ما جاء على لسان توني بلير مبعوث الرباعية الدولية بأن إسرائيل تفضل الآن الأرض على السلام.وحول تأخر مصر في الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي قال العرابي إنه خلال مشاركته في القمة الإفريقية الأخيرة في غينيا الاستوائية التقى مسؤولين من المجلس الانتقالي وقال إنهم تفهموا تماما موقفنا وهناك مساعدات لوجيستية تقدمها مصر سواء من خلال مد الكهرباء أو شبكات الإنترنت، وهم يقدرون تماما موقفنا ولم يطلبوا منا المسارعة في الاعتراف بهم لأنهم يعلمون أن هناك أكثر من مليون مصري في ليبيا. حضر الملتقى عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية سابقاً ومرشح لرئاسة الجمهورية في مصر والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء السابق والمهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق، والسفير محمد بسيوني، ومحمد أنور السادات وشقيقه طلعت السادات والوزير محمد فايق ومحمد مصطفى شردي، والمهندس عبد القوي خليفة محافظ القاهرة، وعدد من السفراء العرب المعتمدين بالقاهرة وبعض من رجال الأعمال المصريين وعدد من منسوبي السفارة السعودية بالقاهرة.