أكد وزير الخارجية المصري محمد العرابي في حديث ل«عكاظ» أنه لم يكن في يوم من الأيام يتوقع تعيينه وزيرا لخارجية مصر فقد كانت أقصى أحلامه أن يكون سفيرا ناجحا، بيد أن الالتحاق بالسلك الدبلوماسي كان يشكل هاجسا له منذ أن كان يدرس في الصف الأول ثانوي. وأفاد أن ملف المصريين العالقين في ليبيا وسط القصف والنيران الكثيفة يشغله حاليا. وتطرق الحديث إلى جوانب عديدة في شخصية العرابي على النحو التالي: • هل كنت تتوقع تعيينك وزيرا للخارجية؟ لا لم انتظر أو أسعى لمقعد الوزارة في يوم من الأيام. وبصراحة لم أتوقع يوما تعييني وزيرا للخارجية، فقد كانت أقصى أمنياتي أن أكون سفيرا ناجحا يؤدي مهام عمله ورسالته بكل احترام لمنصبه وبلده. ورغم طرح اسمي عدة مرات ضمن السفراء المرشحين لتولي هذا المنصب، لم يكن هذا الأمر يشغلني كثيرا. وكنت أعتبرها اجتهادات صحافية طبيعية في مثل هذه الظروف. • ألا ترى أن اختيارك وزيرا في هذا التوقيت وهذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها مصر يشكل عبئا ثقيلا عليك؟ اعتبر تعييني في الوزارة تكليفا وتشريفا. ولا يشكل أي عبء لي على الإطلاق. وسأواصل بمشيئة الله مهام عملي ومنصبي دفاعا عن مصالح الدولة المصرية وفقا للمبادئ التي عبرت عنها الثورة الشبابية المباركة. • ماهي أبرز الملفات التي تشغل اهتمامك وتسبب لك قلقا؟ يشغلني ملف المصريين العالقين في ليبيا وتأمينهم وحمايتهم على رأس أولوياتي. وأشعر بقلق بالغ تجاه أبناء مصر المتواجدين في ليبيا وسط القصف والنيران الكثيفة التي يتعرضون لها كل لحظة وتهدد حياتهم. ويعنيني كذلك الاهتمام بالحفاظ على مستحقاتهم، خاصة بالنسبة للذين تركوا الأراضي الليبية وعادوا إلى بلادهم تاركين وراءهم كل أمتعتهم وأموالهم وممتلكاتهم. • بعيدا عن الدبلوماسية ودهاليزها الشائكة، هل لك أن تحدثنا عن رحلتك التعليمية؟ قضيت كل مراحل تعليمي من الابتدائية وحتى الثانوية بالمدارس الحكومية ثم التحقت بكلية التجارة بجامعة القاهرة. ومنذ المرحلة الثانوية العامة وضعت مبكرا نصب عيني ضرورة أن تكون لي مكانة محترمة. • هل يعني ذلك أنك كنت تخطط للعمل في وزارة الخارجية؟ هدف الالتحاق بالسلك الدبلوماسي كان لدي منذ أن كنت أدرس في الصف الأول ثانوي. ولبلوغ هذا الهدف درست اللغة الألمانية وأتقنتها في معهد جوته إلى جانب الإنجليزية. كما نجحت في تأهيل نفسي واقتناء الأدوات التي تؤهلني لتحقيق هدفي، من قراءات متعمقة ومتعددة، إذ كانت أمنيتي الأولى أن أمثل بلدي في الخارج وأن أدافع عن مصالحها في أي مكان أعمل به. ومن ثم التحقت بالعمل في الخارجية واجتزت الامتحان بتفوق. •ماهي الهوايات التي كنت تمارسها في مرحلتي الطفولة والشباب؟ خلال دراستي في مختلف المراحل التعليمية كنت أهوى الرحلات، خاصة داخل مصر للاطلاع على أسرار ومكنون الكنانة والغوص في أحشائها. كما استهوتني الرحلات صوب مناطق الحدود، خاصة باتجاه السلوم غربا وإلى قطاع غزة شرقا حيث كان القطاع حينذاك يخضع للإدارة المصرية. • تنتمي إلى عائلة معروفة برموزها المرموقة ، فإلي أي مدى ساهمت العائلة في تشكيل شخصيتك؟ يسعدني الانتماء إلي شجرة عائلة بها من الأسماء المرموقة في تاريخ مصر. ومن أبرز أفرادها الفريق الراحل إبراهيم العرابي رئيس الأركان السابق للقوات المسلحة، الدكتور زكي العرابي رئيس مجلس الشيوخ الأسبق في عهد حكومة ما قبل ثورة يوليو، محمد زكي العرابي رئيس مجلس إدارة البنك الوطني للتنمية الأسبق والسفير نبيل العرابي سفير مصر الأسبق في موسكو. كما أن جدي لوالدتي الفريق حسين فريد باشا الذي كان يشغل منصب رئيس الأركان خلال عهد ما قبل ثورة يوليو. ولا شك في أن لانتمائي لهذه العائلة كان له بصمة في شخصيتي. العرابي في سطور ولد محمد العرابي في حي مصر الجديدةبالقاهرة في 26 يناير 1951. والده كان يعمل مهندسا زراعيا وظل في وظيفته الحكومية حتى توفاه الله. تخرج من كلية التجارة بجامعة القاهرة عام 1975. التحق بوزارة الخارجية عام 1976، وكانت أولى محطات عمله بالخارج في سفارة مصر بالكويت عام 1978، ثم عمل في السفارات المصرية بكل من لندن 1984، واشنطن 1984 وبرلين مابين 2004 و2009، كما سبق له العمل نائبا لرئيس البعثة الدبلوماسية المصرية في تل أبيب السفير محمد بسيوني. سبق للوزير العرابي العمل نائبا لمدير مكتب وزير الخارجية الأسبق الأمين العام الحالي للجامعة العربية عمرو موسى ثم مديرا للمكتب، واستمر في منصبه مديرا لمكتب وزير الخارجية مع أحمد ماهر.