صادق برلمان جنوب السودان على الدستور الانتقالي لهذه الدولة المستقلة الجديدة، كما اعلن وزير الاعلام مؤكدا ان الدستور لا يركز السلطة في ايدي الرئيس. وقال برناباماريال بنجامين «ان الدستور الجديد بات موجودا». وأكد ان تمت استشارة سكان جنوب السودان بشأن هذا الدستور المؤقت، وقال «انه خيار شعب جنوب السودان. لقد ناقشوه (النواب) ديموقراطيا في البرلمان وأقروه». في غضون ذلك ينظف ابناء جنوب السودان شوارع جوبا عاصمة دولتهم المستقلة المستقبلية ويصادرون الأسلحة التي تباع في السوق السوداء ويحاولون تنظيم المرور حتى يضمنوا أن يسير يوم الاستقلال اليوم السبت بسلاسة. وبالنسبة لكثير من الجنوبيين يمثل الانفصال عن شمال البلاد لحظة انتصار طال انتظارها ومبعث تفاؤل جديد بعد عقود من الحرب الأهلية الوحشية والشعور بالتهميش. كما أنه يأتي مصحوبا بمجموعة من التحديات في الوقت الذي تستقبل فيه العاصمة الجنوبيةجوبا عشرات الشخصيات المرموقة وتحاول الحكومة بسط سيطرتها على هذه الأرض الشاسعة الزاخرة بالأسلحة والتي تعاني من حركات تمرد داخلية. ويكنس رجال ونساء اوراق الأشجار المتساقطة والأتربة بمكانس من القش في شوارع العاصمة ويطلي رجال الجدران. وعلقت لافتات للاحتفال في أنحاء المدينة. وتعرض لوحة الكترونية رقمية في ميدان قريب عدا تنازليا للثواني المتبقية على الاستقلال. ومن بين الرسائل التي تعرضهاواحدة تقول «أخيرا أحرار. «وخاض شمال السودان وجنوبه حربا بسبب الايديولوجية والدين والعرق والنفط لمعظم السنوات التي أعقبت استقلال البلاد. ويقدر أن مليوني شخص معظمهم من الجنوب لقوا حتفهم في الصراع. من جانب آخر، قال مسؤولون إن جنوب السودان يمكنه الاعتماد على الائتمان بضمان نفطه الخام إذا شرع الشمال في تنفيذ تهديده بإغلاق خطوط الأنابيب بعد انفصال الجنوب أو إذا تجددت الحرب بين الطرفين. وقد يعطي هذا الاستقلال الاقتصادي دولة جنوب السودان الوليدة مركز قوة في المفاوضات الصعبة بشأن حقوق النفط مع الشمال الذي حصل على50 في المئة من إيرادات نفط الجنوب على مدى ست سنوات ويريد تحصيل رسوم على استخدام خطوط الأنابيب المارة به بعد الانفصال.