بدأ الموسم الثقافي بهدوء ممل وانتهى بضجيج الاستفهامات التي أحاطت بنتائج انتخابات حائل الثقافية التي رأى البعض أنها جاءت على قاعدة «انصر أخاك ظالما أو مظلوما»!. وهي استفهامات بُنيت من خلال تسريب قائمة بأسماء الفائزين في الانتخابات قبل إجراء الانتخابات بأربع وعشرين ساعة، ليندهش الجميع بأن ستين بالمئة من أسماء القائمة المتسربة وصلت إلى عضوية مجلس إدارة النادي،، ولم تقم وزارة الثقافة بأي إجراء للبحث في هذا الأمر،- وهذه السلبية التي أوشكنا أن نتعود عليها من قبل الوكالة و أرجو ألا تصبح سمة بارزة لها،- هل سببها أن رئيس اللجنة العليا للانتخابات من أبناء المنطقة وبالتالي فغض بصر وسد سمع اللجنة العليا للانتخابات هو الأسلم؟. وهل لأن رئيس اللجنة العليا للانتخابات من أبناء المنطقة سهل وقوع «شبهة تجاوز» ما، في إجراءات الانتخابات؟، أو تجاوز يتعلق بتكتلات مخصوصة؟ من باب أن رئيس اللجنة العليا للانتخابات من منطقتهم وبالتالي «يمونون عليه» «ولهم خاطر عنده» وأي تجاوز سيمر مرور الكرام. كنت أتمنى أن «يتنحى» رئيس اللجنة العليا للانتخابات عن حضور انتخابات حائل وأن يوكل أمر الحضور والإشراف لأحد موظفي الوكالة ويظل هو بعيدا عن الموضوع من باب «سد الذرائع» وحتى لا يتعرض لأي «غمز أو لمز» في حالة حدوث أي شبهة تجاوز. أما ما حقيقة وقوع شبهة تجاوز في انتخابات حائل؟ فالإجابة في «فم الزمن» ومتى ما اختلف «أعضاء المجلس» ظهرت «الحقيقة». * كان هذا الموسم «ربيع المثقفة السعودية» رجاء عالم أول روائية سعودية تنال جائزة البوكر العربية،ووصول مثقفات إلى عضوية مجلس إدارات الأندية الأدبية بداية من النادي الثقافي في مكة الأستاذة أمل والدكتورة هيفاء مرورا بالنادي الأدبي في الجوف الأستاذة إلهام والأستاذة فهدة، وصولا إلى النادي الأدبي في حائل الأستاذات شيمة وعائشة والجوهرة وهند، وتعتبر الأستاذة عائشة الشمري أول مثقفة تنال منصبا في مجلس إدارات الأندية حتى الآن فهي «المسئول الإداري» وقد تصبح «نائب رئيس النادي أو رئيسا» إذا تمت عملية تبادل بين منصبها وبين منصب النائب أو منصب الرئيس. وإن كنت أرى أن منطقة حائل غير مهيأة لتفوز بهذا السبق من بين مناطق المملكة فهذا الاستحقاق الثقافي لا يتناسب مع الدور الثقافي للمنطقة على مستوى المملكة. فمدينة جدة هي المنطقة المؤهلة لهذا السبق والاستحقاق الثقافي، ولن نقبل لرئيس اللجنة العليا للانتخابات أن يجردها من هذا السبق ليلصقه بمدينته. * فلدينا في جدة أسماء تستحق أن تصبح رئيسة النادي والنائب، وأتمنى أن يضع الوكيل الجديد هذا في اعتباره أثناء انتخابات جدة بما أنه جاد في توصيل المثقفة للنيابة والرئاسة بأي طريقة وأن يكسر الكوتا المبطنة !ولن نقبل منه إلا ست مثقفات مقابل ستة مثقفين. أنا مؤمنة بالطاقة والقدرة الثقافيتين للمثقفة السعودية داخل المجلس وخارجه لكن ما أخشاه أن يخطف الرجل داخل المجلس هذا الانتصار للمثقفة ويلتف عليه ليحول الفائزات وخاصة أنهن حتى الآن أقلية إلى «لجنة نسائية» واجهة تنفيذية ولا يشاركن في صناعة القرار الثقافي للمنطقة. * في هذا الموسم أيضا فرحت الثقافة السعودية بفوز الروائي يوسف المحيميد بجائزة تونسية وهي بلا شك إضافة مهمة لتاريخ الثقافة السعودية، وأتمنى مزيدا من الجوائز للمثقفين السعوديين. * دُهش الوسط الثقافي باستقالة الأستاذ عبدالله الأفندي من منصب مدير الأندية، وجاء بدلا منه الأستاذ عبدالله الكناني، وفي كليهما خير. * بعد أكثر من سنة على استقالة الدكتور عبدالعزيز السبيل تم تعيين وكيل جديد. بالتأكيد كلنا سنقف بجوار الوكيل الجديد ولن نبخل عليه عندما يُنجز ما عليه إنجازه أن نصفق له ونثني عليه ونقول له «برافو.. والله يعطيك العافية» وإذا أخفق- وأرجو ألا يحدث ذلك-،فلن نجامله فالمثقف هو ضمير المسئول الثقافي. * في هذا الموسم فقدنا شيخ الأدباء شيخنا الجليل عبدالله بن خميس رحمه الله لكنه سيظل خالدا في ذاكرة التاريخ الثقافي السعودي فمثله ومثل الشيخ محمد عبده يماني الموت لا يعني لهما الغياب بل بداية الخلود. * أشكر نيابة عن نفسي وعن كل المثقفين وكالة الشؤون الثقافية متمثلة في الوكيل الجديد على حفل تكريم كل من الروائية رجاء عالم والروائي يوسف المحيميد وكما أنها التفافة جميلة فهي أيضا خطوة جديدة تٌحسب. ولا شك لمصلحة الوكيل الجديد و يستحق أن نقول له «برافو.. والله يعطيك العافية». * ونحن نتتبع كشف حساب هذا الموسم لا نستطيع أن نغفل» المكرمة الملكية لخادم الحرمين الشريفين» للأندية الأدبية وهي دليل على إيمان خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بأهمية الثقافة في خطاب الإصلاح، لكن قيمة العطاء لا تكتمل إلا بحسن التصرف، وكم من عطاء فقد قيمته بسبب سوء التصرف أو فساده. * أبارك للدكتور عبدالعزيز السبيل تكريمه وإن كنت أتمنى أن يأتي هذا التكريم من الوزارة نفسها باعتبار أن السبيل هو «عراب الانتخابات». * في هذا الموسم عاد إلى الواجهة الصراع الثقافي بين الليبراليين والمحافظين بعد أن ظننا أنه اختفى تحت مظلة الحوار الوطني، ثلاثة مشاهد تؤكد أن الصراع الثقافي مازال حاضرا يختبئ في جنح الليل؛ ما حدث في معرض الكتاب،و انتفاضة الليبراليين على المحافظين عند وصولهم لمجلس النادي الثقافي في مكة و رفع قضايا تظلمية من قبل المثقفين المتدينين على وزارة الثقافة لممارسة التمييز الثقافي عندما أصدرت بيانا بتخصيص عضوية الجمعية العمومية للأندية الأدبية لمتخصصي اللغة العربية من أجل قطع الطريق على المثقفين المحافظين للوصول إلى مجالس الأندية الأدبية. * أخيرا أشكر كل من اختلف معي واتفق، فالاختلاف لا يفسد للود قضية وأكرر ما قلته في إحدى مقالاتي إن حديثي عن الآخرين لا أقصد به إساءة لهم، كما أن حديث الآخرين عني لا يقصدون به إساءة لي، إنما التعبير عن وجهة نظرهم فيما طرحته وهذا حق لهم. وأشكر كل من اختلف معي الأستاذ خالد الرفاعي والأستاذ عبدالجليل الأحمدي والأستاذة أمل العمر، فالاختلاف إثراء والساحة الثقافية تتسع لجميع وجهات النظر، كما أشكر كل من تابعني وعاتبني وكل من تابعني وشكرني . * أشكر قائد هذا الكيان الثقافي والمنارة الثقافية الحرة المثقف الذي علّمنا قيمة الثقافة قولا وسلوكا.. المثقف الذي علمنا قيمة الصدق الثقافي في زمن أدعياء الثقافة الدكتور إبراهيم التركي، قلت سابقا وسأكرر ما قلته وسأظل أقوله الدكتور إبراهيم التركي هو من علمنا مفهوم الديمقراطية الثقافية وقيمة قبول الآخر واحترام الرأي المختلف وفضيلة تعددية الآراء لتطوير الثقافة، الدكتور إبراهيم التركي الذي منحنا منطقة نور ونار لنضيء كل الجهات المعتمة. فلولا الدكتور التركي والثقافية ما أصبح لصوتي الثقافي أي قيمة، فشكرا لهذا الفارس الثقافي في زمن كثر فيه الجبناء الثقافيون. وكل موسم ثقافي والوطن بخير والثقافة بخير والمثقفين بخير، وإجازة سعيدة للجميع.