دحض المتحدث الإعلامي الرسمي لوكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية محمد عابس أي شكوك في نزاهة ومصداقية انتخابات النادي الأدبي في تبوك بالتأكيد على أنها سارت بشكل ممتاز ومنظم، مشيرا إلى أن تلك الشكوك زوبعة خلقها من لم يفوزوا في الانتخابات أو من لا يرغبون في إجرائها لأهداف خاصة «للحقيقة سارت الانتخابات دون أي اعتراضات والأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك التقى الدكتور ناصر الحجيلان وكيل الوزارة للشؤون الثقافية قبل الانتخابات وتمنى نجاحها لخدمة ثقافة المنطقة، وبعدها اتصل وهنأ الفائزين وأعجب بنجاح العملية الانتخابية». وأوضح عابس أن لائحة الأندية الأدبية تتيح الفرصة نظاميا لأي ناخب يريد الطعن في الانتخابات من خلال تقديم الطعن رسميا للجنة الإشراف على الانتخابات للنظر فيها، ولعل الانتخابات كانت منقولة على الهواء مباشرة أمام ملايين المشاهدين عبر القناة الثقافية السعودية وتابعوا عملية الانتخاب بكل وضوح. وبالنظر إلى التشكيك في أكثر من انتخابات على نحو ما جرى في تبوكوالأحساء، يرى عابس أن «المسألة طبيعية لدينا 16 ناديا وهو أمر متوقع فليس هناك أمر يمكن أن يتفق عليه الجميع، والفرصة تتيحها لائحة الأندية الأدبية لمن يريد أن يقدم طعنا موثقا بالأدلة، ووكيل الوزارة صرح أكثر من مرة أنه في حال ثبوت أي خلل تقني أو صحة أي طعن مقدم للوزارة فسيتم إعادة الانتخابات وهذه شفافية ليس بعدها شيء، أما أن تكون المسألة مجرد تكهنات أو ردود فعل من الذين لم يفوزوا في الانتخابات أو الباحثين عن الإثارة الصحفية فإن كل ذلك لن يؤثر على سير الانتخابات في بقية الأندية كما هو مخطط له». بحث عن الإثارة ونفى عابس أي تشكيك في صحة انتخابات أدبي تبوك «لم يصلنا أي طعن من تبوك، والانتخابات المقبلة ستقام في مواعيدها وستنقل للناس على الهواء حسب توجيهات الوزير ومتابعة الوكيل، وما عدا ذلك فما هو إلا بحث عن الإثارة ولا يخدم المشهد الثقافي وإحلال مفهوم الانتخاب بدل التعيين، وكان الأجدى بالمشككين أن يدعموا هذا التوجه وأعني الانتخاب بالكامل الذي يجري لأول مرة في المملكة ولم يسبق أن تم في أي جهة أخرى فوزارة الثقافة والإعلام هي صاحبة قصب السبق في هذا المجال». وأضاف «انتهينا من مرحلتين انتخابيتين، شملت الأولى أندية مكة والجوف وحائل، والثانية الأحساء ونجران وتبوك، وبعد العيد ستبدأ المرحلة الثالثة بنادي الرياض الأدبي، وهناك نقطة مهمة في نتائج الانتخابات وهي دخول المرأة للمرة الأولى في مجالس إدارة الأندية وصل في ناديي تبوك وحائل إلى أربع سيدات، ووصولها إلى منصب المسؤول الإداري في نادي حائل، ونتمنى لها التوفيق في بقية الأندية». تساؤلات وشكوك وقد أفرزت نتائج الانتخابات في النادي الأدبي بتبوك أجواء من الريبة والإحباط لدى عدد من مثقفي المنطقة، حيث يؤكد الباحث أحمد سليم العطوي «تشعر ثلة ليست بالقليلة من مثقفي ومثقفات تبوك بإحباط شديد وخيبة أمل كبيرة نتيجة انتخابات نادي تبوك الأدبي التي أقل ما يقال عنها أنها مسرحية هزيلة الإخراج، هذا المآل الذي وصلنا إليه اليوم تتحمل وزره لجنة الانتخابات وأعضاء من المجلس السابق وتحديدا الذين أشرفوا على تشكيل الجمعية العمومية، ولم يضعوا شروطا للترشح لعضوية مجلس إدارة النادي تختلف عن شروط الجمعية العمومية». وأشار العطوي إلى أن لجنة الانتخابات غيرت ترتيب أعضاء الجمعية العمومية الذي بني على تاريخ التسجيل من أجل إخفاء النزعة المناطقية والقبيلة في الترتيب فرتبت الأسماء أبجديا، وتساءل: لماذا لم تترك أرقام العضوية كما هي؟ وأضاف «بخصوص آلية التصويت ألا تستطيع وكالة الوزارة وضع خاصية في برنامج التصويت الإلكتروني وهي متاحة وسهلة تتمثل في إظهار نتيجة المرشح مباشرة بعد الانتهاء من التصويت له يظهر من خلالها كم صوت جمع مباشرة لتبث الثقة في نفوس الناخبين والمرشحين».؟ وأوضح العطوي أن النتيجة بعيدة من كلمة وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية التي ألقاها قبل الانتخابات حين أصر على منح الشباب دورا في الأندية الأدبية، قبل أن يتساءل مجددا: أين الدماء الجديدة؟ وثلة من أعضاء وعضوات المجلس إما متقاعد من عمله أو في طريقه للتقاعد؟ أين حيوية الشباب وأحد الفائزين يجثم في مجلس إدارة نادي تبوك الأدبي منذ نحو عقد من الزمن؟ لو كان يمتلك هذا العضو رؤية ثقافية لأنجزها خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة، لماذا لا يقيد الترشيح بفترتين فقط؟! نفق مظلم ومن جهة أخرى، شن الكاتب والروائي عضو مجلس إدارة نادي تبوك سابقا عبدالرحمن العكيمي هجوما لاذعا على ما أسماها الانتخابات الإلكترونية التي جرت بنادي تبوك الأدبي، مشيرا إلى أنها نكسة موجعة على كل الأصعدة «أحمل لجنة الانتخابات في وزارة الثقافة والإعلام مسؤولية التلاعب بنتيجة الانتخابات وحينما أقول (الانتخابات الإلكترونية) فلأنها هي الأولى من نوعها في تاريخ الانتخابات في العالم حيث التصويت الإلكتروني الذي تختبئ تحت ستارة لعبة في غاية الخطورة تمارسها الوزارة مع أعضاء الجمعيات العمومية في الأندية الأدبية من المثقفين والأدباء والأكاديميين والإعلاميين ويحق أن نتهكم على (التصويت الإلكتروني) بوصفه منجزا ثقافيا فتاكا بمباركة الإدارة العامة للأندية الأدبية الذي نفذ لنا مسرحية في نادي الأحساء الأدبي مخجلة جدا تم اكتشاف بواكيرها مع انتهاء التصويت الإلكتروني وتبعها مسرحية مفضوحة بنادي تبوك الأدبي فأفضت إلى مشهد لا يليق بجهة تشرف على مؤسسات ثقافية». وأضاف «التصويت الإلكتروني هو النفق المعتم الذي سيرتطم به أعضاء الجمعيات العمومية، وهو النفق المظلم الذي ابتلع مشهدنا الثقافي في أول انتخابات موؤودة في مهدها، وما حدث سيفقد الثقة إلى الأبد وسيصدع العلاقة بين المثقف والمؤسسة التي تعنى بالثقافة وتشرف على المشهد الثقافي، وما حدث في تبوك يكشف استمرار فصول المسرحية وبقية الأندية سيأتي دورها لاحقا إن لم يتم تدارك الأمر، فلجنة الانتخابات بالوزارة تقدم تناقضاتها الكبيرة تجاه الأندية وانتخاباتها وهي بذلك تهدد بتكفين المشهد الثقافي» .