سعادة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك المحترم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. طالعت مقالة الأستاذ عبد الله الكثيري في عزيزتي الجزيرة بتاريخ 28 رجب 1432ه تحت عنوان (أيها الرجال كفوا عن المرأة واتركوها تبيع).. كرّم الإسلام المرأة ورفع من قدرها وحطّم جميع الأغلال والخرافات التي تنقص من حقها، إلاّ أنّ البعض وللأسف الشديد في مجتمعنا، يريد أن يتمتع بحقده وتكبُّره ويعيد المرأة إلى العصر الجاهلي، وهؤلاء عشّاق الجاهلية الذين يقولون إنّ المرأة ليس لها إلاّ الطبخ والغسيل وتنظيف المنزل والأطفال وغيرها من الأعمال المنزلية فقط.. قال تعالى: {للرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّساء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ}. وإنني أضع علامات التعجُّب ممن يعترضون على بيع المرأة على المرأة وخصوصاً في الملابس النسائية، وهل يرضيهم أن المرأة تدخل إلى محل يوجد به رجل وتطلب منه الملابس الداخلية لها وقد تكون في أماكن حساسة من جسمها، وخصوصاً أنّ أكثر من يعمل بهذه المحلات من الأجانب، وكل يوم تطالعنا الصحف بكثير من تحرشاتهم، حيث بلغت إحصائية الهيئة (6255 قضية أخلاقية لبائعي الملابس النسائية الأجانب).. وقد يتدخّلون بالمقاسات .. ألا يعلم من يعرضون بيع المرأة على المرأة عن نسبة البطالة بين النساء في بلادنا، إذ بلغ معدل البطالة بين النساء السعوديات عام 2007 نسبة 26.6%، وارتفع في عام 2008 إلى نسبة 26.9%، واستمر الارتفاع سنة 2009 ليصل إلى 28.4%، والذي يمثل نحو أربعة أضعاف ما هو عليه معدل البطالة بين الشباب، الذي بلغ نحو 6.9% عام 2009م. ومن أسباب تفشي البطالة بين النساء السعوديات الزيادة المطردة في أعداد المواطنات السعوديات في السعودية خلال السنوات الأخيرة بالنسبة لمجمل عدد السكان في المملكة، حيث بلغ عدد الإناث في السعودية نحو 9.2 ملايين مواطنة، ما يعادل 49.1% من إجمالي عدد السكان السعوديين في المملكة. أليس من حق المرأة أن تعمل وتكافح، أليست الكثيرات من النساء قد تعرّضن لظروف خاصة مثل الطلاق أو وفاة من يعولهن هن وأطفالهن ويحتجن إلى مصدر رزق وقيل (قطع الأرقاب ولا قطع الأرزاق)، ومن يرضيه أن تبيع بنت الوطن الملابس النسائية على الأرصفة والأزقة تصارع هذا المناخ الصحراوي صيفاً وشتاءً وتحرم من المجمعات التجارية التي زوّدت بجميع الخدمات، حيث إنني بحثت في عيوب أن تبيع المرأة على المرأة ولم أجد ما يجعلنا نعارض هذا القرار الحكيم الذي سوف يدعم دخل بنات الوطن، والجميع يعلم بأن الظروف الاقتصادية السيئة والبطالة في كل مجتمع تولد عدة أمراض في المجتمع، وخصوصاً بما يتعلق بالأمور الأخلاقية. وإليك يا من تعارض عمل المرأة في المحلات النسائية وتريد أن تحرم بنات الوطن أكثر من 30 ألف فرصة عمل هذا الحديث الشريف.. أم بني أنمار - من طبقات ابن سعد - أنها قالت: جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى المروة ليحل بعمرة من عمره، فجئت أتوكأ على عصا حتى جلست إليه فقلت: يا رسول الله إني امرأة، أبيع وأشتري فربما أردت أن اشتري سلعة، وأعطي فيها أقل مما أريد أن آخذها به، وربما أردت أن أبيع السلعة فاستمت بها أكثر مما أريد أن أبيعها به ثم نقصت ثم نقصت حتى أبيعها بالذي أريد أن أبيعها به. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تفعلي هكذا يا قيلة ولكن إذا أردت أن تشتري شيئاً فأعطي به الذي تريدين أن تأخذيه به أعطيت أو منعت، وإذا أردت أن تبيعي شيئاً فستامي الذي تريدين أن تبيعيه به أعطيت أو منعت. رواه البخاري في التاريخ وابن ماجة. أسأل الله أن يوفق بنات هذا الوطن الغالي ويحفظهن من كل من أراد السوء لهن. ودمتم .. خالد عبد الرحمن الزيد العامر