داهمت قوات سورية منازل في مدينة حماة أمس الاثنين في الوقت الذي خرج فيه آلاف السكان إلى الشوارع وهم يكبرون في تحد لحملة القمع الحكومية للاحتجاجات الحاشدة في الآونة الأخيرة, حسبما ذكر مقيمون. وقال أحد المقيمين وهو مالك ورشة إصلاح اكتفى بذكر اسمه الأول فقط وهو أحمد عبر الهاتف «دخلت 30 حافلة على الأقل تقل جنودا وقوات أمن حماة صباح أمس, يطلقون النيران بشكل عشوائي على المناطق السكنية.» وتابع أنه رأى عشرات الجنود يحاصرون منزلا في حي المشاع ويلقون القبض على اشخاص. وقام شبان يحملون حجارة بقطع طرق مؤدية إلى أحياء بوسط المدينة وأشعلوا النيران في إطارات السيارات وصناديق القمامة. وقال سكان أن الدبابات السورية دخلت حماة الأحد ثم انسحبت منها في وقت لاحق وذلك بعد يومين من وقوع أكبر احتجاج في المدينة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد الممتد 11 عاما منذ بدء الانتفاضة المطالبة بحريات سياسية وتنحية الأسد قبل نحو أربعة أشهر. وذكر ناشطون حقوقيون أن عدة مدن سورية شهدت الأحد مظاهرات ليلية ومنها حماة (وسط) بعد انسحاب الآليات العسكرية التي كانت تتمركز على مداخلها الشرقية. وأشار ناشطون إلى أن «مابين 40 و 50 ألف مواطن تظاهروا في ساحة العاصي رغم قطع التيار الكهربائي وتواجد بعض الدوريات الأمنية. وفي ريف دمشق قتل متظاهران وجرح آخرون أثناء مشاركتهم في مظاهرة ليلية مساء الأحد, في فيما تابعت القوات السورية عملياتها الأمنية والعسكرية، حسبما أفاد أمس الاثنين ناشطون حقوقيون. وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قتل مواطنين اثنين وجرح 8 آخرون خلال تفريق مظاهرة مسائية الأحد في مدينة الحجر الأسود» (ريف دمشق). كما تظاهر أكثر من 10 آلاف متظاهر في دير الزور (شرق) وما يقارب من 2500 متظاهر في مدينة السلمية». وآشار الناشطون إلى مظاهرات جرت في عدة أحياء من مدينة حمص مساء الأحد يقدر عدد المشاركين فيها بأكثر من 7000 متظاهر» لافتين إلى «مظاهرتين نسائيتين خرجتا عصر الأحد في باب السباع والخالدية في حمص». كما تظاهر «أكثر من 1000 متظاهر في الزبداني (ريف دمشق) وحوالي 300 في اللاذقية (غرب)». في الأثناء تابعت القوات السورية أمس الاثنين عملياتها العسكرية التي كانت قد بدأتها منتصف حزيران/يونيو في ريف ادلب (شمال غرب). وفي تركيا قرر اللاجئون السوريون في المخيمات التركية الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام بداية منأمس الاثنين وحتى تحسين وضع المخيمات . وقال بيان للاجئين أمس: «نظرا للظروف الصعبة التي نعيشها في المخيمات التركية لللاجئين السوريين منذ أكثر من شهر قررنا في مخيمات (ليلى دار واحد وليلى دار اثنين) ابتداء من اليوم الرابع من تموز/ يوليو الجاري البدء بإضراب طعام مفتوح حتى تحسين وضع المخيمات والمعونات الغذائية والطبية والاهتمام الأكبر بالأطفال الذين يشكلون نصف عدد النازحين في المخيمات». وأضاف اللاجئون أن «إضرابنا عن الطعام هو لتحسين ظروف إقامتنا في هذه المخيمات التي هي ملاذنا الوحيد الآمن». كما أعرب اللاجئون عن شكرهم لما تقدمه الحكومة التركية ولكن طالبوها بفتح باب تقديم المساعدات لجهات أخرى، وقالوا «نحن نتعرض إلى ضغوط داخلية وخارجية للعودة إلى سورية التي تولدت لدينا قناعة كاملة بأن النظام فيها سيقوم بالتنكيل بنا».