نزل الآلاف إلى الشوارع في مدينة حماة مرددين "الله أكبر" فيما هاجمت القوات السورية المدينة التي شهدت احتجاجات كبيرة في الأسبوع الماضي ضد النظام. وذكر مقيمون في المدينة أن بعض الجنود ورجال الشرطة الذين تدفقوا على حماة فتحوا النار في الأحياء السكنية ونفذوا اعتقالات في مختلف أنحاء المدينة. وأكد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن قوات الأمن السورية قامت أمس باعتقال 250 مواطنا من حماة، في إطار العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش في المدينة. وأضاف أنه نتيجة لتلك العمليات وقع ما يقارب 20 جريحا منهم ثلاثة في حالة حرجة، حيث أصيب أحدهم بطلق ناري بالرقبة أدى لإصابته بشلل كلي. وأشار إلى خروج عدد كبير من الأهالي للشوارع للتعبير عن رفضهم لما يحدث بمحافظتهم من حملات اعتقال عبر حرق إطارات السيارات وإلقاء الحجارة التي باتت تغطي شوارع حماة حاليا رغم قيام الجيش بالانتشار على مفارق الطرق القريبة من المناطق والأحياء التي تخرج منها التظاهرات. كما شنت القوات السورية حملة اعتقالات في محافظة إدلب (شمالي البلاد) ومنطقة جبل الزاوية (ريف إدلب). كما احتجز الأمن أقارب معارضين للضغط على المحتجين لتسليم أنفسهم. وأفاد رامي عبد الرحمن عن مقتل متظاهرين وإصابة 8 آخرين خلال تفريق مظاهرة مسائية أول من أمس في مدينة الحجر الأسود بريف دمشق. وأكد ناشطون آخرون اندلاع المظاهرات الليلية في عدة مدن. وأشاروا إلى أن "ما بين 40 و50 ألف مواطن تظاهروا في ساحة العاصي في حماة رغم قطع التيار الكهربائي وتواجد بعض الدوريات الأمنية. كما تظاهر أكثر من 10 آلاف في دير الزور (شرق)، وما يقارب من 2500 متظاهر في مدينة السلمية". وأضافوا أن "مظاهرات جرت في عدة أحياء من مدينة حمص يقدر عدد المشاركين فيها بأكثر من 7000 متظاهر"، لافتين إلى "مظاهرتين نسائيتين خرجتا عصر الأحد في باب السباع والخالدية في حمص". كما تظاهر "أكثر من 1000 متظاهر في الزبداني (ريف دمشق) وحوالي 300 في اللاذقية (غرب)". وأكد ناشط حقوقي أن "الأجهزة الأمنية قامت بحملة مداهمة واعتقالات واسعة في قرية نصيب (ريف درعا) على الحدود السورية الأردنية اعتقل خلالها 14 شخصاً". وفي السياق، ذكر ناشط أن "آليات عسكرية اقتحمت مدينة معرة النعمان فجر أمس في عدة اتجاهات، وفُرض حظر للتجول بعد قصف عشوائي بالرشاشات الثقيلة أوقع العديد من الإصابات". وأفاد ناشط آخر أن "القوات السورية اقتحمت فجر أمس بلدة حاس ووصلت إلى مشارف كفر نبل وجالت على مشارفها قبل أن تعود باتجاه حاس". وأضاف "أن القوات سيطرت على قرية كفر رومة التي اتجهت اليها أول من أمس وانتشرت على الطريق الواصل بين حاس وكفر نبل". من جهة أخرى، عبر تقرير لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا "أوتشا" عن القلق المتزايد للوكالات الإنسانية من تجاه الأوضاع في سورية، وطالبت "بضرورة الوصول الفوري لهذه المناطق لإجراء تقييم مستقل معني بالمناطق المتضررة". وقال التقرير الصادر عن مكتب "أوتشا" بالقاهرة أمس "إن عدد السوريين النازحين عبر الحدود مع مقاطعة هاتاي بتركيا بلغ ذروته في 24 يونيو الماضي مع وصول 11739 نازحاً سورياً، غير أن العائدين إلى سورية بدأ يتزايد على نحو طفيف مع نهاية يونيو الماضي، مضيفاً أن السلطات التركية تقوم بالتنسيق مع الهلال الأحمر التركي بإدارة بعض المخيمات قرب الحدود". في غضون ذلك، قرر اللاجئون السوريون في المخيمات التركية الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام اعتباراً من أمس وحتى تحسين وضع المخيمات. وقال بيان للاجئين "نظراً للظروف الصعبة التي نعيشها في المخيمات التركية للاجئين السوريين منذ أكثر من شهر قررنا ابتداء من 4 يوليو الجاري البدء بإضراب طعام مفتوح؛ حتى تحسين وضع المخيمات والمعونات الغذائية والطبية، والاهتمام الأكبر بالأطفال الذين يشكلون نصف عدد النازحين في المخيمات". وفي إطار تواصل اللقاءات والاجتماعات بين المعارضة والشخصيات المستقلة في سورية، يعقد البرلمانيون السوريون المستقلون اجتماعاً اليوم لبحث البرنامج الإصلاحي الذي اقترحته القيادة وتقديم مقترحاتهم، خاصة في موضوع تعديل أو تغيير الدستور. وأوضح النائب المستقل فراس سلوم ل (الوطن) إن "الاجتماع الذي سيعقد على فترتين صباحية ومسائية سيخرج بتوصيات سترفع إلى الرئيس بشار الأسد شخصياً". وشدد على أن "سقف مناقشاتنا مفتوح على كل ما يصب في مصلحة الوطن والشعب، والفيتو الوحيد هو على الأجندات الخارجية"، متوقعاً مشاركة أكثر من 150 برلمانياً سورياً مستقلاً. وعلى الصعيد الدبلوماسي، ألغت السفارة الأميركية في دمشق أي مظهر من مظاهر الاحتفال بعيد الاستقلال الأميركي الذي صادف أمس بسبب الأزمة التي تمر بها سورية، حسبما أفاد متحدث باسم السفارة.