الجودة في التعليم العالي ناحية حيوية مهمة، فالجامعات هي التي تتحمل عبء قيادة المجتمع ومستقبل أبنائه فهي تُشكّل شخصية الأمة ومقوماتها وتبني المواطنة وتغرس الانتماء الوطني، وغني عن القول إن الجامعات لها ثلاثة أهداف رئيسة أولها: التدريس وثانيها: البحث العلمي وثالثها: خدمة المجتمع والتواصل معه والإسهام في نموه وتطويره، وهذه الجامعات في بلادنا اليوم هي صروح أكاديمية سامقة وإحدى لبنات البناء والنماء ومعطيات التقدم العلمي والفكري والتقني مما يُعلي صرح المعرفة والثقافة والعلم، وكم يسعدنا كمواطنين أي تطور ينال جامعاتنا فهي موئل المعرفة ومنارات العلم والثقافة وعنوان المستقبل لهذا الوطن وعياً وعلماً وتقدماً وتنمية ورقياً، فلقد تابعنا الخطوات التطويرية لجامعة الملك سعود نحو إنشاء كراسي البحث العلمي وبرامج التعاون الأكاديمي والبحثي حيث إن للجامعات رسالة عظيمة ودوراً حيوياً كبيراً في تنشيط البحث العلمي في مختلف جوانبه، كما قرأنا منذ أيام في جريدة الجزيرة الغراء حول الخطوات التطويرية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كتطوير المعهد العالي للقضاء لكي يواكب أنظمة القضاء الجديدة، وكذا تطوير المعاهد العلمية، وكذا المباني الخاصة بمركز تعليم البنات بالجامعة حتى تستوعب آلاف الطالبات وذلك لتوفير بيئة علمية ومناخ تعليمي جيد، وكذلك إنشاء كلية للطب بالجامعة وهذه خطوات موفقة للجامعة. إلى جانب ما قرأناه عن إنشاء مركز الدراسات الإسلامية وحوار الحضارات بالجامعة، حيث إن الجامعات هي المعين الثر والصرح العلمي الشامخ والإشعاع الفكري والثقافي.. كل هذه الخطوات المباركة سوف تعود بالفائدة على الوطن وأبنائه وبناته، فنهضة البلدان وتطور الأوطان يقومان على أساس مكين من العلم والمعرفة والوعي والأخذ بأسباب التطور العلمي والاستفادة من معطيات الحضارة والتقنية ومسيرة النهضة والتنمية، وأن الآمال تتوجه صوب هذه الجامعات التي بلغت اليوم ثلاثين جامعة لكي تحقق كل إنجاز علمي ومعرفي وستفتح تلك الخطوات آفاقاً جديدة للجامعات ورسالتها وتتوسع بمخرجاتها وتحقيق الآمال بدعم ومؤازرة القيادة الرشيدة واهتمام ومتابعة وزارة التعليم العالي. أدام الله على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان والاستقرار والازدهار، ووفقنا الله إلى حسن القصد. - أمين عام دارة الملك عبد العزيز السابق