تردّد مؤخراً في الأوساط الرياضية أنّ نادي الهلال بصدد إعارة ياسر القحطاني لنادي العين الإماراتي، وقد تباينت ردود الأفعال بين مؤيد ومعارض لهذا التوجه الهلالي، فالمعارضون يرون أنّ (ياسر) رمز من رموز نادي الهلال فكيف يتم التفريط فيه، بينما اختلف المؤيدون، فالهلاليون يرون أنّ (ياسر) لم يعد ذلك الكاسر الذي يرعب الخصوم كما كان سابقاً، وبالتالي يرفضون مجاملته على حساب الفريق!! وآخرون مؤيدون وذلك من أجل الخلاص منه لأنهم لازالوا يحملون ذكريات أليمة كان هو السبب فيها، ولازالوا يرون إمكانية عودته وبالتالي يعتقدون أن في مثل هذه الخطوة إقصاء لأحد رموز الكرة الهلالية الحديثة، ولأنني - شخصياً - أحب هذا اللاعب الكبير ومن المعجبين جداً فيه، ولا أرغب أن أراه احتياطياً لهذا أو ذاك في الفريق الهلالي، ولأنني - أيضاً - لازلت أرى إمكانية عودته إلى سابق عهده وحريص على ذلك بشكل كبير، ولقناعتي أنّ ما حدث له مجرّد عارض نفسي لو تم التعامل معه بحكمة مع إرادة قوية من ياسر نفسه، سيعود لنا ذلك الكاسر الذي لا يشق له غبار.. لذا فإنني من المؤيدين لإعارته لنادي العين، خاصة وأنّ المدير الفني لهذا النادي هو ذلك المدرب القدير الذي تجلّى معه ياسر، وظهر كأفضل مهاجم قارّي وكأنه نجم عالمي، وأجزم أنّ كوزمين قادر على إعادة تأهيله بعيداً عن الضغوط الجماهيرية والإعلامية المحلية، التي أسهمت بشكل كبير في انخفاض مستواه، في ظل صمت جهات الاختصاص حيال ما تعرّض له من قسوة جماهيرية على وجه التحديد، ومن هنا أتمنى أن ألاّ يتردد ياسر وإدارة الهلال في مسألة الإعارة المحدودة المدة، إذا ما صحّت الأخبار عن نية نادي العين لاستقطابه إلى صفوفه. على عَجَل وضح جلياً أنّ اتحاد كرة القدم ينشد تحقيق أقصى درجات العدالة، حينما أقرّ إبعاد العاملين بالأندية عن اللجان، وحينما أقرّ ابتعاد أي عضو لجنة عن حضور مناقشة أية قضية تخصه أو تخص ناديه، وفي هذين القرارين ضمان لتوخّي العدالة. في الشهر الماضي كتبت وتحت عنوان: (المستقبل الهلالي) أنّ على الهلاليين أن لا يسمحوا بمغادرة الإدارة الحالية للنادي، بل يفترض أن تمنح فترة رئاسة أخرى بعد أن أصبح لديها خبرة ممتازة في تسيير أمور النادي، بدليل أنها تسير من نجاح لآخر وبالتالي فالاستمرار سيحقق لها نجاحات أكبر، وها هو الأمير عبد الرحمن بن مساعد يقول مازلت بحاجة إلى أربع سنوات أخرى من أجل تحقيق أحلامي مع الهلال، ولا أظن أنّ هناك هلالياً واحداً لا يؤيد مثل هذا التوجه، فسر على بركة الله أبا فيصل. إذا ما وفقت الإدارة الشبابية في تعاقداتها، فإنّ الفريق الشبابي سيكون له شأن كبير الموسم القادم، فالأجواء الشبابية صحية للغاية في ظل توفر الإمكانات الكبيرة، وهذه تساعد بشكل كبير على النجاح، شبيهة إلى حد كبير بأجواء نادي الهلال التي تُعَد من أسباب نجاحه، حيث يعمل الجميع من إدارة وأعضاء شرف وجماهير لمصلحة الكيان الهلالي أولاً وأخيراً ومثل هذه الأجواء البعيدة عن المشاحنات قد لا تتوفر إلا في ناديي الهلال والشباب فقط. حتى وإن اختلفنا كثيراً مع محمد بن همام وما عانته وتعانيه الأندية والمنتخبات السعودية من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أثناء ترؤسه لهذا الاتحاد، إلا أننا لم نكن نرغب بأن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه من اتهامه بالرشوة، وقد آلمنا ذلك كثيراً لأننا أولاً وأخيراً إخوة والمسلم للمسلم كالجسد الواحد. منذ أن أشرك كالديرون محمد الشلهوب كلاعب محور اتضح أنه بدأ يعبث بالفريق وكان من المفترض أن يكون التدخل من ذلك الوقت!! الذين حققوا للنادي الأهلي كأس خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - هم نفس اللاعبين الذين مثلوه هذا الموسم ونفس الجهاز الفني الذي كان يشرف عليه في فترات عديدة من دوري زين وفي بطولة كأس ولي العهد، لكن الذي اختلف هو الروح العالية التي أدى بها هؤلاء اللاعبون مباراتهم النهائية، والثقة العالية بأنفسهم التي اكتسبوها بعد تأهلهم للمباراة النهائية، ولا نغفل أيضاً الدور الإداري في هذا الجانب حتى تحقق الإنجاز الذي أكد أن لاعبي الأهلي لا ينقصهم سوى ثقتهم بأنفسهم أولاً وأخيراً. عودة ماجد المرشدي لصفوف منتخبنا الأول جاء تتويجاً لمستوياته المشرفة وبالذات تلك التي ظهر بها في نهاية الموسم والتي نال من خلالها إعجاب وثناء المتابعين وجماهير ناديه، ومن قبلهم القائمين على المنتخب الذين لم يترددوا باستدعائه ضمن التشكيلة الحالية، فمزيداً من التألق يا ماجد. لم يواجه لاعب سعودي حملات شرسة بهدف القضاء عليه كالتي واجهها الذئب سامي الجابر سواء من بعض المنتمين للإعلام الرياضي أو من مدرجات بعض الأندية، لكنه ظل النجم الأبرز والعلامة الفارقة في الهلال بذكائه ودهائه وحكمته وثقته بنفسه.. فيا ليت سامي يبيّن للاعبيه وخصوصاً المستهدفين منهم كيف استطاع أن يتعامل مع أولئك وكيف انتصر عليهم وألجمهم. الثلاثة الكبار هذا الموسم: الهلال - الأهلي - الشباب.