تمنيت لو أن الدكتور طارق الحبيب اعتذر متواضعاً لا لمن انتقدوا تناوله لشخص سيدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسوء بل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكن ما نشره في شمس يوم الأحد 24/7/1432ه يؤكد أنه حتى هذه اللحظة لم يدرك أنه اخطأ في حقه - صلى الله عليه وسلم - ويدعي أن ما قاله لا يعدو أن يكون قراءة نفسية، وإنما هي (وصف لعظمته - صلى الله عليه وسلم - وتسهيل لاقتداء الاجيال الجديدة به)، وهذا جهل مركب، فهو قد أخطأ خطأ فادحاً في حق سيدنا رسول الله - عليه الصلاة والسلام - يستحق أن يحاسب عليه لما نسبه إليه - صلى الله عليه وسلم - من النقص الذي تخيله بذهن ردئ، وتصور أنه لا يسد هذا النقص المزعوم إلا أن يتزوج بكبيرة وهو شاب، كما هو تعبيره الفظ عن أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها حينما قال عنها (اشبهت نقصاً في شخصيته)، وأن يتزوج إذا كبر بصغيرة فرايحية فرفوشة التي هي عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في نظره وهذا ولا شك لا يصدر ممن علم مقام سيدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلم ما يجب له وما ينفي عنه، لذا جاء اعتذار طارق تبريراً لخطئه الجسيم، وزعم أن من انتقدوا ما قاءه على شاشة تلك القناة، التي سمحت له أن يهرف عليها بما لا يعرف، إنما يحاكمون نياته، وهذه خطة شيطانية لكل المسيئين لمقام سيدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل هذه الصورة القبيحة التي تحمل عبارات لا لبس فيها، كهذه العبارات التي قاءها طارق الحبيب، والتي نقلناها بالفاظها كما نطقها، والتي اشتمل عليها مقالي يوم السبت 23/7/1432ه وتحت عنوان (طارق الحبيب والنقص المزعوم)، حينما يقول: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - ناقص في شخصه، ثم يؤكد ما قال: نعم ناقص قبل البعثة اتكلم، فما بحث أحد عن نية طارق ومنطوقه صريح في الإساءة، وما علم بجهله أن من كان ناقصاً لأي سبب كان لا يصلح أن يكون رسولاً، وما علم أنما يجوز قوله في حق أحاد الناس، لا يقال مثله عن سيدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهذا الرجل لو كان يتكلم عن عظيم من عظماء الدنيا لما جرؤ أن ينسب اليه أكبر العيوب التي تندرج تحته كل العيوب وهو (النقص) الذي نسبه إلى إمام الرسل وخاتم النبيين ولم يهتز له طرف، بل أخذ يدافع عن إساءته تلك، وما أجدره أن يعتزل الحديث إلى الناس حتى لا يكبه على وجهه في النار قول يضاهي به أقوال من لم يؤمن بالله ورسوله في عيب هذا النبي الذي عصمه الله من الناس، فما يضر المسيء إليه إلا نفسه، وهل يصح لنا إيمان ونحن لا ندرك قدره؟ كلا وربي، ألم يعلم طارق أن نسبه النقص إلى أي إنسان هي وقوع في عرضه، فكيف إذا كان النقص هذا يكون سباً لسيدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعبر قناة تلفزيونية يشاهدها الملايين، وحكم السب والاستهزاء برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأزواجه أمهات المؤمنين معلوم في شرع الله، لا أحد يجهله ممن نشأ في دار الإسلام، وترجم أهل السنن الأبواب فيمن سب سيدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكروا من الأحاديث ما يحرم هذا ويبلغ به حد الكفرواشتملت كتب الفقه على بيانه والاستدلال له، وألف العلماء الكتب فيه فهذا الإمام السبكي - رحمه الله - يؤلف (السيف المسلول على من سب الرسول)، وتبعه الإمام أحمد بن تيمية بكتابه (الصارم المسلول على شاتم الرسول)، وللشيخ محمد بن القاسم الرومي الشهير بأخوين كتاب بعنوان (السيف المشهور على الزنديق وشاتم الرسول) ولو ذهبنا نعد ما ألف في هذا الباب من الكتب والرسائل لاحتجنا الى مقالات عدة، والفتاوى في هذا لسائر العلماء مشهورة معروفة وكنت اطمئن النفس ان يعلن كل طالب علم، بل كل مؤمن الموقف الذي لا لبس فيه في ما سلك طارق الحبيب ودون مجاملة ذباً عن عرض خير الخلق المصطفى سيدي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأن نطالب بأن يعزر ويؤدب ما دام حتى التراجع أو الاعتذار لم يطرأ أصلا على ذهنه، حتى لا يقع في عرض سيدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وأزواجه أمهات المؤمنين مرة أخرى، وحتى لا يتجرأ غيره على الاقدام على مثل فعله، حماية لجناب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصيانة للدين فهل نحن فاعلون هو ما أرجو والله ولي التوفيق. 35485 جدة 21488 فاكس 6407043 [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (15) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain