الشاعر عمر بهاء الدين الأميري كان مكثراً من قول الشعر حتى بلغت روايته أكثر من أربعين ديوانًا مطبوعًا ومخطوطاً، وكتاب (البناء الفني في شعر عمر بهاء الدين الأميري) من تأليف الدكتور خالد الحليبي يقدم دراسة شاملة لحياته وشعره.. ويقول المؤلف: حياة الأميري سفر حافل بالعطاء زاخر بالأحداث الجسام لم تمر فيها مرحلة دون أن يكون فيها شيء جليل يستحق الذكر والتسجيل، فكأنها قد جمعت من سير روائي حاذق سلكها منظومة بشرية فريدة. وعن مراحل الإبداع عند الأميري قال الدكتور الحليبي: يمكن أن نلخص مراحل الإبداع الشعري بإيجاز شديد في معايشة التجربة عن طريق الانفعال العميق بها لتكوين الرؤية الشعرية الولود القادرة على بعث التعبير الجميل، وهذا الانفعال في قريحة الشاعر وعن هذه المراحل تحدث شاعرنا عن تجاربه كثيراً.. فهو يقول مفرقًا بين مراحل التجربة: والتحسس شيء والتغير شيء آخر وقد يكون التخصص في قوة أكبر من التعبير وقد توجد الرغبة في التعبير ولا تتيسر لها الملاءمة النفسية، وقد تمر على كل إنسان فقرات نشاط وفترات خمول هي حصاد معادلته الشخصية وظروف حياته. وقد تميز الشاعر عمر بهاء الدين الأميري بالتصوير النفسي.. يقول المؤلف: لميل شاعرنا الأميري للنواحي الروحية والنفسية فقد تميز بالتصوير النفسي الذي يتبع خلجات النفس ويرسم المشاعر الخفية في مساربها ما يدل على أنه لم يظل محصورًا في التصوير الكسيح للصورة عند الشاعر التقليدي الذي ينزع نزعة حسية في فهم الجمال وفي تصويره. ويصرف كل همه في أن يأتي للشيء بالصورة الحسية الموازية له، المتطابقة معه جزئياً وكلياً وحسب دون اهتمام بنقل الشعور المصاحب للصورة. وعن الالتزام الإسلامي في شعر الأميري قال المؤلف: الأميري الذي يؤمن بأن رسالة الأدباء امتداد لرسالة الأنبياء هو الذي سخر كل طاقاته من أجل خدمة دينه وأمته، ودعا إلى حشد كل الإمكانات للمعركة الحضارية التي تخوضها الأمة الإسلامية في عالمنا اليوم ويعد من أبرز الشعراء الذين التزموا العقيدة الإسلامية.