في مقاله الأسبوعي بصحيفة الجزيرة الصادرة يوم الاثنين 23-5-1432ه، وتحت عنوان رسالة مفتوحة إلى معالي رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وجَّه الأستاذ عبدالرحمن السدحان لمعالي رئيس الهيئة التحية والتهنئة لتبوئه ذلك المنصب الرفيع وتحمله لمهامه ومسؤولياته، كما تمنى له التوفيق في تطهير مناخنا الإداري مما أسماه بعاهة الفساد بسبب تلوث بعض الذمم، كما تطرق للرشوة بأوجهها المختلفة. ومع إعجابي بما جاء في هذا المقال وتقديري الكبير لكاتبه لا سيما وأنه كاتب مقروء ومتميز... إلا أني أتمنى أن يصير التطرق لاحقاً لسبب قد يكون السبب الأكثر لشيوع ظاهرة الفساد في مناخنا الإداري بما في ذلك ظاهرة الرشوة... ألا وهو ضعف الوازع الوطني والذي هو صنو الوازع الديني، والذي من الملاحظ أنه مغيب لأسباب غير معروفة، وعلى عكس ما كان في مراحل خلت حين كان ينظر إلى المال العام وأي شيء من ممتلكات الدولة بشيء من الهيبة والاحترام، وأنه مما لا يجوز المساس به، حيث إن مثل ذلك مما كان يعد ثقافة سائدة... وإن حدث الخروج على ذلك في ذلك الوقت فهو في حكم المحدود وعلى عكس ما هو موجود فيما نحن فيه من حال، حيث أصبح المحظور منه شبه ظاهرة مما يتطلب إحداث مثل هذا الجهاز الهام جداً (الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد)، ذلك الجهاز الذي لا بد من مساندته ومساعدته وشد أزر المسؤولين فيه من الجميع وبشتى الوسائل لكي يحقق النجاح المطلوب في قادم أيامه إن شاء الله..ومع ذلك فلا بد من بذل كل جهد ممكن وعبر كل وسيلة بما فيها وسائل الإعلام على اتساع نطاقها وتأثيرها للتوعية بأهمية النزاهة والبعد عن المال الحرام وكل ما من شأنه الإضرار بالوطن والمواطن بما في ذلك تعاطي الرشوة، ومن خلال إظهار المعنى الحقيقي للوطنية وغرسها في النشء وجعلها جزءاً من الثقافة العامة السائدة وإجلال المخلصين من ذوي العفة والنزاهة مما يجعل من الوطنية الحقة أسلوباً نتعاطاه ونتعامل به، كما يجب أن يصل مثل ذلك إلى مداءات أبعد وأعمق أثراً وتأثيراً حين يصل مثل ذلك للمدارس والجامعات وفق برامج حسنة الإعداد... الوطنية لا تعني الوقوف عند إظهار حب للوطن فحسب بل تتعدى ذلك إلى تعظيم كل شأن وطني واحترامه، وحسبي بما يبذله علماؤنا الأجلاء مما يمكن أن يذكر لهم من خلال وقفاتهم الدائمة وحثهم المستمر للتحلي بالفضيلة واستثارة الوازع الديني لدى جميع فئات المجتمع وحثهم على تجنب المحرمات مما يستحقون الشكر عليه، والشكر الجزيل لصاحب الرسالة المفتوحة على نفحاته التي طالما طالت وأصابت بفيضها كل شأن وطني. عبدالرحمن الشلفان