اتهم عبد الفتاح يونس قائد قوات المجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالبطء الشديد في إصدار أوامر بشن غارات جوية لحماية المدنيين مما يتيح لقوات الزعيم الليبي معمر القذافي قتل المواطنين في مدينة مصراتة المحاصرة. وقال مسؤولو الحلف إن الحملة الجوية التي دخلت يومها السادس تركز الآن على مصراتة التي تتعرض لهجمات يومية من دبابات قوات القذافي وقناصة وهي المدينة المأهولة الكبيرة الوحيدة في غرب ليبيا التي لم تسحق فيها الانتفاضة ضد القذافي. وتقول المعارضة إن هذا غير كاف. وقال يونس في مؤتمر صحفي في بنغازي أمس الثلاثاء «حلف النيتو (شمال الأطلسي) الذي يمن علينا بقصفة هنا وهناك تاركا شعب مصراتة يموت كل يوم.. النيتو خيب ظننا فيه.» وقال الحلف إن وتيرة القصف لم تتباطأ منذ تولى في 31 مارس - آذار قيادة الحملة من الائتلاف الدولي الذي قادته الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا. وأعلن حلف شمال الاطلسي أمس الأربعاء أنه «سيفعل كل شيء لحماية المدنيين» في مصراتة (شرق طرابلس)، وذلك غداة اتهامه من قبل الثوار الليبيين بترك سكان هذه المدينة التي تحاصرها قوات العقيد معمر القذافي يموتون دون التدخل لإنقاذهم. وقالت مساعدة المتحدث باسم الحلف الاطلسي كارمن روميرو إن «حلف شمال الأطلسي لديه تفويض شديد الوضوح» من الأممالمتحدة و»سنفعل كل شيء لحماية المدنيين في مصراتة». من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس إن حلف شمال الأطلسي قد يدخل في مأزق في ليبيا لأن الزعيم الليبي معمر القذافي صعب على الحلف العسكري تجنب قتل المدنيين. واتهم المعارضون الليبيون الحلف بالبطء الشديد في شن الغارات الجوية على قوات القذافي ومعداته العسكرية لحماية المدنيين لكن الحلف قال إنه أجبر على تغيير أسلوب القصف بسبب الدروع البشرية. وقال جوبيه في حديث مع محطة فرانس إنفو الإذاعية «طلبنا رسميا ألا تكون هناك أضرار جانبية على السكان المدنيين.» وأضاف «من الواضح أن هذا يزيد من صعوبة العمليات.» وتابع أنه سيناقش الأمر خلال بضع ساعات مع رئيس الحلف وأضاف «الوضع غير واضح. هناك خطر الدخول في مأزق يصعب الخروج منه.» بدوره قال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجوي أمس الأربعاء إن إمدادات ستقدم للثوار الليبيين عن طريق البحر في مدينة مصراتة التي تحاصرها قوات القذافي منذ أسابيع، عن طريق البحر.