«أعاهد الله ثم أعاهدكم أن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة دون تفرقة». اختلفت الكلمات والتعابير، ولكن اتفقت المعاني جميعها. إن من الأمور المهمة المقررة في الكتاب والسُّنة، التي تنتظم بها مصالح العباد والبلاد، والتي هي من أعظم أسباب السعادة، بيعة ولاة الأمور على الكتاب والسُّنة. ولهو الأمر الذي نتكلم عنه بكل إحساس صادق نحو ملك أعطى أبناءه في هذا البلد المعطاء من جهده وماله ووقته لإسعادهم تحلُّ هذه الأيام ذكرى مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - ملكاً على البلاد، في وقت تشهد فيه المملكة منجزات تنموية عملاقة على الصعيد الداخلي وحضوراً سياسياً متميزاً في بناء المواقف والتوجهات من القضايا الإقليمية والدولية؛ ما وضع المملكة العربية السعودية في رقم جديد في خارطة دول العالم المتقدمة. وقد قال الملك عبد الله في خطابه لمجلس الشورى في حفل افتتاح أعمال السنة الثانية من دورتها الرابعة: «لقد أعز الله هذه الدولة؛ لأنها أعزت دين الله، وسارت على نهج ثابت يتوارثه خلف عن سلف، وسوف تبقى عزيزة لا يضرها من عاداها ما دامت ترفع راية التوحيد وتُحكّم شرع الله». وهذا تطبيق لخلافة الله في الأرض، ونشر دينه وسياسة الدنيا به. ولهذا يلاحظ المتابع لشؤون المملكة ما تتمتع به بفضل الله تعالى من استقرار سياسي كبير وهدوء وانسيابية عالية عند مبايعة ملك جديد، كما حدث مثلاً مع مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله؛ وذلك لأن المملكة تتمتع بوجود تلاحم كبير بين ولاة الأمر والرعية، وثقة شعبية تامة بأن الملك الجديد لن يكون أقل التزاماً بالنهج الإسلامي من سلفه؛ ولذلك نردد كثيراً عبارة «خير خلف لخير سلف»؛ كون هذه العبارة تُعبِّر بدقة عن الوضع السياسي عند انتقال الحُكْم من مَلِك لآخر. تحتار الأفكار، ويعجز القلم عن تسطير ما يدور بداخلنا من حب وولاء لقائد هذه المسيرة. نُشهد الله تعالى أننا قد بايعناك يا خادم الحرمين على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا، ومنشطنا ومكرهنا، وألا ننازع الأمر أهله. * رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بالزلفي