السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه، لعلكم تفلحون انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة، فهل انتم منتهون , المائدة 90 91 . من خلال هذه الآية الكريمة، حذر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين ونهاهم عن شرب الخمر هذه الآفة الخطيرة التي تجلب على شاربها الأضرار الجسيمة في بدنه وصحته، كيف لا فشاربها والعياذ بالله يكون عقله في واد وأفعاله في واد آخر بسبب هذه المادة الخبيثة. فالخمر ورد ذكره في الأحاديث النبوية الشريفة، فعن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن على الله عهداً لمن شرب المسكر ان يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال؟ قال: عرَق أهل النار أو قال عصارة أهل النار أخرجه مسلم وعنه صلى الله عليه وسلم قال: مدمن الخمر ان مات لقي الله كعابد وثن رواه أحمد في مسنده. ويعتقد البعض ان من شرب الخمر تزيل همه وغمه، بل تريح عنه مشاكل الدنيا التي قد يعاني منها سواء لضيق حاجة أو دين عليه، فهذا هو والله الاعتقاد الخاطئ بأم عينه لانه بشربه لها فتح بيده باب كل شر وفساد في الأرض فهي ام الخبائث، كما اسماها نبي الهدى والرحمة عليه أفضل الصلاة والسلام، لما تجلب لشاربها من شتى أنواع الخبث والخبائث من الفواحش والمنكرات صغيرة كانت أم كبيرة. لا أشرب الراح ولو ضُمّنت ذهاب لوعاتي واحزاني مخففاً ميزان حِلمي بها كأنني ما خفت ميزاني فالخمرة جزء لا يتجزأ من المخدرات اللعينة، التي من ورائها الخراب والدمار للفرد والمجتمع المسلم، كتشتيت اسر لا ذنب لها من طلاق الزوجين وتفرق الأبناء هنا وهناك وهلم جرا من خراب البيوت، الا من سارع وتدارك نفسه كالتوبة عنها التوبة الصادقة والاقلاع عن تعاطيها ان كانت مخدرات أو شرب مسكرات. لعمرك ما يحصى على الناس شرها وان كان فيها لذة وهناء مراراً تريك الغي رشداً وتارة تخيل ان المحسنين أساؤوا نعم هذا حال من يشرب الخمر أعاذنا الله من شرورها تقلب له موازين عقله الذي هو نعمة من نعم الله عليه، أسوة بصحته التي تتأثر من الخمر تأثراً شديداً، معللاً على ذلك ما تخلفه من آلام موجعة لشاربها كالتليف الكبدي وأمراض الكليتين وبيت الداء المعدة التي تصاب باضرار شديدة جراء دخول هذه الآفة الرديئة اليها,ومما لا شك فيه ان الخمر محارب في بلادنا ولله الحمد، من خلال تطبيق الشريعة الإسلامية السمحة الغراء، التي تعاقب شارب الخمر وصانعه ومروجه وتضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الاضرار بالمسلمين وأبنائهم. وقفة: قيل لعباس بن مرداس: لم لا تشرب الخمر؟ فأجاب: ما أنا آخذ جهلي بيدي، فأدخله في جوفي، ولا أريد أن أكون سيد قومي، وأصبح سفيههم. عبدالعزيز بن عبدالله الجبيلان القصيم / عنيزة