أوصى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ , المسلمين بتقوى الله تعالى حق التقوى . وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض : إن من أجل نعم الله للعبد نعمة العقل يعي بها النافع من الضار ويميز بها الأشياء وهو مناط التكليف فمتى وجد العقل وجد التكليف وإذا عدم العقل عدم التكليف , في الحديث // رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يعقل وعن الصغير حتى يحتلم // , مشيراً إلى أن الإسلام تم بالعقل وحمايته إذ جعله على الضروريات الخمس وشرعه فيه الوسائل والأسباب بما يؤدي المحافظة على هذه الضروريات ومن ذلك العقل فأمر بإعمال العقل بالتفكر في آيات الله الكونية وعظيم مخلوقاته ليستدل بها على عظمة خالقها قال الله تعالى (( لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس )) . وأضاف سماحته : وحفظ العقل عن ما يفسده أما الأمور المعنوية كالأفكار الضالة والدعوات المضللة والمبادئ الهدامة أو الأشياء الحسية للمخدرات حيث حرم الإسلام الخمر تحريماً قطعياً وأجمع المسلمون إجماعا على ذلك قال تعالى : (( يأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون , إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون )) , وأوضح أن الخمر ما خامر العقل وغطاه وفي الحديث // كل مسكر خمر وكل خمر حرام // , ومن ذلكم المخدرات التي أجمع المسلمون على أنها حرام فهي أعظم ضرر من الخمر بمئات الأضعاف فالمخدرات كالأفيون والحشيش وأمثالها التي يعترف متعاطيها بأنها تغير العقل في الحكم على الأحداث فيرى القريب بعيد والبعيد قريب ويذهل عن الواقع ويتخيل غير الواقع ويهيج في بحر من الأحلام والأوهام مع ما تهدمه في فتور الجسد وخذول في الأعصاب وتميع في الخلق ونخر في النفس وانحلال الإرادة وعدم الشعور بالمسؤولية هذا شيء من أضرار المخدرات ولما شاهدو المسلمون أضرارها ومساوئها حكم عليها بالتحريم بل جعلوا تحريمها أعظم من تحريم الخمر والخمر أقل شراً منها ففيها مفاسد عظيمة وشرور كثيرة , ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم سمى الخمر أم الخبائث فقال //اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث // , وقال أبو الدرداء أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم لاتشرب الخمر فإ نها مفتاح كل شر , وفي حديث أم سلمه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كل مسكر ومفتر وهي من الخبائث والله يقول في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم ((ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)) , فقليلها وكثيرها حرام فما أسكر كثيره فقليله حرام , وأكد سماحة مفتي المملكة أن لهذه المخدرات مفاسد عظيمة لا تقتصر على فساد العقل بل على الدين والنفس والمال والعرض هكذا أضرارها , ولها مفاسد في الدين والأخلاق والأسرة والاقتصاد والأمن , فمن أضرارها الدينية أن تبعد عن ذكر الله وعن الصلاة وتلهي صاحبها فيشتغل بما يضره دون ما ينفعه ,ومن أضرارها الدينية أنها سبب لعذاب الله ففي الحديث أن على الله عهداً لمن من شرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال // // يتبع // 17:22 ت م تغريد