وجدت بعض التساؤلات في أروقة بعض المنتديات الاقتصادية عن سبب انخفاض أسعار البترول الأسبوع الماضي بأكثر من 10 دولارات خلال فترة وجيزة وعلاقة نبأ مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن بذلك, كون الجيش الأمريكي يستهلك ملايين البراميل من البترول في اليوم وتوقعات المراقبين انخفاض كثافة عمليات الجيش الأمريكي وحلف الناتو في عدة جبهات ومن أهمها أفغانستان والعراق بسبب مقتل زعيم القاعدة. الحقيقة أن نبأ مقتل أسامة بن لادن قد يكون له تأثيراً نفسياً وهامشياً على سوق وأسعار النفط خاصة مع وجود عدة عوامل أخرى ذات تأثير مباشر على ما يحدث في الأسواق ومن أهمها معدل نمو الاقتصاد العالمي المنخفض والخجول وخاصة في أمريكا, وارتفاع معدلات البطالة وانخفاض الاستهلاك المحلي للبنزين في أمريكا بسبب ارتفاعات أسعار البنزين في الآونة الأخيرة غير المقبولة من قبل الشارع الأمريكي مما قد يحد ويهدد نمو الاقتصاد الأمريكي ويزيد من مشكلة تفاقم العجز في الميزانية الأمريكية والتي تقدر بمئات الترليونات, وأخيراً تفاقم ديون بعض الدول الأوروبية وخاصة اليونان مما دعا عدة منظمات اقتصادية أوروبية بالمطالبة بتدخل الدول الرئيسية في الاتحاد الأوروبي لمسارعة اليونان في جدولة ديونها المتراكمة. هناك أيضاً عامل المضاربة وأخبار خروج بعض المضاربين من السوق مما قد يؤدي إلى نزول في الأسعار بالرغم من تهميش تأثير المضاربين في الآونة الأخيرة من قبل بعض الحكومات وخاصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية المقبلة على انتخابات رئاسية العام القادم وأنباء ترشيح الرئيس أوباما نفسه لفترة رئاسية ثانية مما يحتم على الإدارة الأمريكية تهيئة الشارع الأمريكي والاقتصاد الأمريكي بشكل خاص لمساعدة الرئيس أوباما والحزب الديمقراطي في الانتخابات المقبلة. فالكل يعلم بأن نجاح الرئيس أوباما والحزب الديمقراطي في الانتخابات القادمة يعتمد بشكل رئيسي على الوضع الاقتصادي الأمريكي في عام 2011 و2012م. إن هذا الانخفاض مهما كانت أسبابه - سواءً كانت اقتصادية أو سياسية أو نفسية - يعتبر انخفاضا صحيا وظاهرة إيجابية وذلك بسبب خطورة استمرار الارتفاعات غير المنطقية لأسعار البترول على نمو الاقتصاد العالمي على المدى القصير والمتوسط والبعيد على حد سواء. المعلوم أن السعر العادل لبترول سلة أوبك -حسب رأي الكثيرين من المراقبين- يتراوح بين 70-80 دولارا للبرميل, كما أن السعر المفضل لدى دول منظمة أوبك كما أعلن في الآونة الأخيرة من قبل بعض المسؤولين في المنظمة يتراوح بين 90-100 دولارا للبرميل, فأي سعر لا يتعدى هذه الأرقام (نزولاً أو علواً وتذبذب - + مقبول) يعتبر سعراً طبيعياً ومنطقياً ومقبولاً لدى الجميع ولا يمثل خطورة على استمرار النمو الاقتصادي العالمي. يبقى دور منظمة أوبك في الحفاظ على هذه الأسعار من خلال استراتيجياتها الإعلامية والإنتاجية بعيدة المدى لمنع تكرار ما حدث في الأعوام السابقة. وكما ذكرت في عدة مقالات سابقة بأن دور منظمة أوبك أصبح محورياً وأساسياً لضمان استقرار أسعار البترول في الأسواق العالمية ومن ثم حماية نمو الاقتصاد العالمي. فهل تقوم منظمة أوبك بدورها كما هو متوقع؟ أعتقد بأن الجواب على هذا السؤال نعم.