لم تكن البطولة والإنجاز الجديد الذي حققه بنو هلال لتنضم إلى معقلهم المليء بالبطولات إنجازا عاديا كما هي العديد من الإنجازات التي تحققت ولا تزال تتوالى وتترى على الخزينة الهلالية الزرقاء المتوشحة بالذهب ولم تكن ليلة البارحة الأولى ليلة عادية كما هي الليالي السابقة والتي اعتدنا أن نشاهدها مع الزعيم وأبطاله ونجومه التي لا تمل ولا تكل من الذهب وحصد الألقاب الواحد تلو الآخر لأنه حال دأبنا على مشاهدته.. ومنظر تعودت العين على مشاهدته في الكثير من المناسبات.. ولكن ليلة الإنجاز الأخيرة كانت مختلفة.. مختلفة في الحدث ومكانه الذي جاء هذه المرة على غير المعتاد وعلى غير ما عهد ناه في الأعوام الماضية.. عندما حسم أبطال الهلال كعادتهم اللقب وأبوا إلا أن يكون له بصمة هي الأخرى تختلف عن سابقاتها ال51 التي انقضت وطوى الهلاليين صفحاتها وإن كان الأزرق الزعيم هو الطرف الثابت والفارس المتوج لها.. في حين كان الطرف الأخر هو المتغير من مناسبة إلى أخرى.. نعم لقد كانت مختلفة من حيث المناسبة والحسم الذي جاء هذه المرة قبل أن يطوي كتاب الدوري كل صفحاته في أمسية ماطرة.. جميلة.. رائعة.. متلألئة ازدانت بجماهيرها.. أمسية رياضية ممتعة وإن اختلفت القوى.. وكسب فيها الأجدر والأفضل والأبرز.. وصاحب العطاء الأوفر على المستطيل الأخضر.. طرفان كانا هما المتنافسان على أرض الميدان.. زعيم ببطولاته وإنجازاته التي لا تتوقف عند حد.. بزرقته التي حولت الهلال إلى بدر أضاء سماء الأمسية.. ورائد مكافح جاء منطلقا بقوة من الخلف ليحاول أن يوقف الطوفان الأزرق الهادر على آمل أن يكون له من اسمه نصيب ويصيب هذه المرة ما عجز عنه البقية وأن يسجل الخسارة الأولى في سجل الفريق الأزرق على أمل أن يؤجل الحسم ولو لأسبوع واحد على أمل أن ينتظر المتابعون إثارة قادمة.. إلا أن الزعيم بنجومه رفضوا كل المعادلات والمسائل الحسابية ولينهوا أحداث المسلسل وإن بقيت منه حلقتان منتظرة ليرفع مناصروه بكل فخر وسعادة وسرور الرقم 52 في جنبات الأستاد مبتهجين بلقبهم الجديد الذي انضم ل51 لقباً سبقوه ليرفع رائد التحدي رايته البيضاء مستسلما ومخاطبا البقية عفوا.. عفوا.. عفوا.. إنه الهلال يا سادة فلا تنتظروا مني شيئا.. نعم إنه الهلال لن نقدر عليه.. فمن يستطع الوقوف أمام تلك القاطرة سوى دقائق قبل أن يسقط.. وإن سقطت أنا من أمامه فإنها سقطة غير مؤلمة فقد جاءت من خصم عتيد سقط أمامه قوى ومنافسون أشد ضراوة.. لأنه ببساطة الزعيم المهووس بالذهب.. والذي يعشق الذهب وكل ما ينتمي إلى الذهب الذي وطد الهلاليون العلاقة معه منذ أمد بعيد.. أرادها الهلاليون هذه المرة مختلفة ممزوجة بالشعر وعذب الكلمات التي يعشقها رئيسه الذي أرادها هذه المرة شاعرية كما هو بشاعريته الفذة وإدارته ليمتزج الذهب بالشعر.. وقعت نظرات نجوم الأزرق دون أن يشعروا وسط الزحام فكانت نظراتهم مصوبة بلا ميعاد مسبق نحو المقصورة فإذا برئيسه ينتظر رداً بعد أن كانت النتيجة تسير إلى منحى غير الذي رسمه الهلاليين في مخيلتهم قبل صافرة البدء وجماهيرهم تقف منتظرة ماذا ستكون كلمة بنو هلال هذه المرة ولسان حال نجوم الزعيم بصوت واحد تقول لجماهيره الحاضرة وتترقب.. مُذهلة.. تملأك بالأسئلة.. هي ممكنة وإلا محال..؟! هي أمر واقع.. أو خيال؟! هو سهلها صعب المنال..؟ أو صعبها تستسهله! كلمات استسقوها من ربان السفينة الزرقاء ورئيس النادي شاعر الإحساس الذي كان هو أيضاً ينتظر الكلمة الفصل من أحد عشر نجما على المستطيل الأخضر.. ومع هز الشباك مرة وأخرى وحسم الموقعة قبل النهاية وفي حيرة كان رد تلك الجماهير بالمثل أنغاماً تردد بكل ثقة وقناديل الفرح قد أضاءت في كل الجنبات من حولها وهي ترمي بنظرة الإعجاب بنجومهم.. اختلفنا مين يحب الثاني أكثر واتفقنا إنِّك أكثر وأنا أكثر فكان الإصرار من أبطال الزعيم واضحا والتأكيد على أن اللقب الذي يحمله بات في معقله ولن يبرحه إلا بعد انتظار لعام آخر على أمل أن يستطيع من ينتشله من براثن الزعماء اللذين رددوا مع صافرة النهاية بصوت واحد أمام جماهيرهم.. الرقم الصعب ما حب أنا المركز التالي الأول أموت وأحيابه فتلك الكأس لن يكون مكانها إلا بجانب من سبقتها.. لتكون تلك حكمة و شعارا للفرقة الزرقاء يؤكدوها عاماً بعد عام وجماهيره التي لاتكل ولا تمل من الألقاب شاهدا عليها فكانوا لساناً واحداً.. لقد تغنى نجوم الزعيم والهلاليين جميعاً في ليلة زرقاء وسط جماهيرهم وكأنه يقول الهلال أينما حل في أي أرض وتحت أي سماء هي أرض الهلال والهلاليين.. الهلال استحق البطولة واستحق اللقب وحقق المنجز الجديد كما هي عاداته الدائمة وصداقته الحميمة مع الذهب التي لم تتوقف عند حد شهد لها القاصي والداني.