ليلة من ليالي الزعيم، وضع فيها بصمته بنهاية موسم لا يشابه غيره إطلاقاً. ولأنه الهلال، الذي هو بدوره لا يشابه غيره إطلاقاً، كانت بصمته مختلفة. أنهى موسمه بأغلى الكؤوس، وأغلى ذهب. كأس سلمان أبى إلا أن يكون أحد سكان معقل الذهب، وأجملهم. الهلال هو القاعدة الاستثنائية في معجم كرة القدم، هو الثابت في صفحات المجد، وهو الذي تتأفف القمة من غيابه وإن قَصُرْ. تفرده انعكس على محبيه، فأصبحوا يملكون ثقافة للتعامل مع فريقهم والأجواء الكروية بشكل فريد. فللهلاليون حبٌ خالص.. لا يمتّ للشماتة بصلة.. لا يقدّمون كره أحد على حب الهلال.. للهلاليون أعرافٌ لا يحيدون عنها.. فالهلال وحده غاية.. رؤيته طمأنينة قلب.. وانتصاره فرح خالص احتفاءً بالجمال.. كهلالي.. لا يعنيه من انتصر متى ما تعثر الهلال.. فابتسامة الهلال هي الحلم فقط.. وهي المطمع.. فمتى انتصر الأزرق.. لا تفرح سوى القلوب البيضاء.. وهذا الفرح انتظره الهلاليون طويلاً.. فعدم ملامسة الذهب لموسم كامل.. يساوي لديهم عمراً كاملاً من الغياب.. ولكنهم أرادوها عودة تبقى عالقة في أذهان كل الرياضيين.. فأعطوا خصمهم شعوراً كاذباً بالتفوق، وأدخلوه أجواء الفرح إلى حد استطعام الذهب. فنسي للحظة أنه في حضرة زعيم. وهل من عاقلٍ يأمن حضور الزعيم؟ الهلال واجه من النكسات ما لم يواجهه غيره.. لعب على كل الجبهات.. استبدل رئيساً، واستبدل مدرباً، ولعب منقوصاً من أجنبي رابع في كل أوقات الحسم، وفقد قائده للإصابة، وهدافه للإيقاف قارياً، ونجمه الشاب محلياً للإيقاف أيضاً. لعب وحده نسختين من البطولة القارية في موسم واحد، وصل للنهائي في أحدهما ودور الثمانية في الأخرى. أنهى موسمه ثالثاً في الدوري، وووصيفاً لكأس ولي العهد، وبطلاً لكأس سلمان. ثم تغضب جماهيره، وتعدّه موسماً للنسيان! أي طموح هذا؟ وأي هيبة وقيمة لهذا الزعيم؟ كأس سلمان أعاد للمنطق بعض صوابه، حين مال المنطق عن عاداته. والعادة، هي أن يكون الزعيم زعيماً. فالألقاب لا تمنح جزافاً. خاتمة... متى ما فاز الهلال.. استقام أمر كل شيء (خالد الباتلي)