«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرومان مروا من هنا وكانت لهم (لوكا كومي).. المدينة البيضاء
الرحلة إلى أملج.. حوراء البحر الأحمر
نشر في الجزيرة يوم 01 - 05 - 2011

عندما حلت ظهيرة يوم الثلاثاء الثامن من شهر جمادى الأولى 1432ه، توجهنا: الصديقان الكريمان الأستاذ عبد الرحمن المعمر الأديب والناشر المعروف، والدكتور حمد بن زيد الزيد الشاعر والأديب الغني عن التعريف، والعبد الفقير إلى ربه كاتب هذه الأسطر.. توجهنا من مدينة جدة قاصدين محافظة أملج، ملبين بذلك دعوة زميلنا وصديقنا الأستاذ الكاتب مقبول بن فرج الجهني، الذي جعل يتنقل بين داره في جدة واستراحته في أملج، في النصبة على ضفاف البحر.
مستورة أم رابغ..؟
في الطريق، تذكرنا مستورة التي تضرب الأمثال بشهرتها في السمك وأكلة الصيادية، ولأن طريقنا ليس على مستورة هذه، فهي على طريق المدينة شرقاً، فقد عوضناها برابغ. أخذنا غداءنا في رابغ، وكان صيادية من زمان مستورة المشهورة، ورابغ هي واحدة من مدن الساحل بين جدة وأملج التي أخذت هويتها تتبلور بشكل سريع، فتتحول من بلدات ومدن صغيرة تخدم الصيادين بشكل رئيسي، إلى مدن صناعية عصرية، تسهم في الإنتاج الصناعي، وتتواكب مع تقدم البلاد ونهضتها، التي جعلت من أولى اهتماماتها، تسخير الطاقة النفطية والغازية من أجل صناعات متحولة، توفر مئات آلاف الفرص الوظيفية والعملية لشباب وشابات المملكة.
أين خدمات الطريق..؟
المسافة بين جدة وأملج، في حدود خمس مئة كيل تقريباً، ومع أننا توقفنا في ذهابنا مشدوهين أمام مشاهد مداخن المصانع الغازية والنفطية وكذلك مصانع الأسمنت، إلا أننا توقفنا كثيراً وتساءلنا أكثر، حول طريق سريع وجميل كهذا، يخدم عدداً من مدن وبلدات على جنباته، لكنه لا يتوفر على محطات خدمية للمسافرين وسياراتهم، فبالكاد يجد المسافر محطة على طرف مدينة مثل ينبع وداخل رابغ وثول، أما بقية المسافة الطويلة، فهي مهجورة وموحشة، وزيادة على ذلك؛ لا توجد حماية لطرفي الطريق كليهما، فالجمال والبهائم السائبة، تتحرك بحريتها هنا، وتشكل خطراً محدقاً بالعابرين وخاصة في الليل. الشيء الجميل الذي يضاف إلى جمال الطريق، هو قرب إضاءته من جدة حتى بوابة جامعة الملك عبد الله كوست في ثول، وعسى أن تصل الإضاءة إلى ينبع وأملج ثم بقية المدن في مرحلة قادمة.
ندوة في النصبة..
وصلنا مضيفنا الأستاذ مقبول الجهني في داره واستراحته العامرة في النصبة بأملج، على طرف البحر بعد الغروب، وكان الجو لطيفاً للغاية، وبهرتنا مدينة أملج ونحن نشاهدها على أضواء المصابيح في الشوارع وهي نظيفة ومنظمة، وتمتد بشكل طولي من الجنوب إلى الشمال بمحاذاة البحر
بعد الوصول بقليل، انتظم عقد عدد من الشعراء والأدباء والمثقفين ودارت ندوة ثقافية، تخللها الشعر الفصيح والنبطي والكسرة ونوادر المتأدبين وقصصهم اللطيفة، وسعدنا أنها ندوة افتتاحية لمنتدى ثقافي اجتماعي، يحييه زميلنا مقبول المقبول- كما يطلق عليه الزيد- في هذا الطرف الأغر من مدينة أملج، فقد سعدنا بالتثاقف مع محمود عزازي شاعر الكسرة وقائد صف أملج فيها، والشاعر مبارك الفايدي، الموجه التربوي السابق، ومحمد السناني مساعد رئيس المجلس البلدي والإعلامي المعروف، ونايف البركاتي الكاتب الصحافي والإعلامي في بلدية أملج، وضيف الله صبيان الغامدي أحد مشايخ الفوايدة، ومحمد عشيش الحمدي مدير فرع صندوق التنمية العقاري، وسعد الرفاعي الشاعر القادم من ينبع لهذا اللقاء ومعه الشاعر المصري الأستاذ إبراهيم منصور، وعايد مناع المرواني الأمين العام لنادي الحوراء الرياضي، وزياد صالح المرواني وسيف المرواني اللذان سعدنا برؤيتهما في ساحة مهرجان (أملج أجمل)، عشية اليوم الثاني، إضافة إلى آخرين لا تحضرني أسماؤهم، كانوا خير ممثل وخير سفير لمدينتهم الجميلة.
لوكا كومي والحوراء وأملج..
استحوذ اسم أملج على وقت أطول من الحديث في تلك الأمسية الأدبية الرائعة. لقد عرفنا أن أملج اسم جديد، وأن منشأها يعود إلى العصر الروماني حيث كانت تسمى (لوكا كومي)، بمعنى (المدينة البيضاء)، كما عرفت بعد ذلك ب (الحوراء)، من الحور الذي يجمع بين البياض والسواد، كناية عن تموج رمالها البحرية بهذين اللونين، فالحوراء إذن مدينة قديمة. يقول زارع حسين الشريف في كتابه: (لمحات من تاريخ الحوراء ومعالمها)، إن الحوراء، مدينة لها شهرة كبيرة في كتب التاريخ والسير والرحلات منذ أن غزا الرومان جنوب جزيرة العرب قبل ميلاد المسيح عليه السلام وحتى القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر الهجري، وهي كذلك من أهم وأقدم موانئ غرب الجزيرة العربية في تلك العصور، ومن أهم محطات القوافل البرية، وفي أوائل القرن الثالث عشر الهجري؛ تحولت من موقعها إلى موقع آخر اسمه البحير، إلى الشمال من الحوراء. واختير الاسم الجديد (أم لج) أملج، ثم بقيت معالم وآثار الحوراء شاهدة على مدينة اسمها الحوراء، تنازلت عن اسمها القديم، الذي قال فيه الشاعر في: (نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار):
جئنا إلى الحوراء وهي محطة
فيها الأراك نزاهة للرائي
ناديت خلي فهو بها متأملاً
وانظر لرمل مغمر بالماء
وأغنم زماناً مقبلاً بسعوده
فيه اجتماع الشمل بالحوراء
من داخل أملج
في الصباح، خرجنا إلى شاطئ البحر في جو غائم، واغتنمنا الفرصة لنتجول داخل أملج وحولها، وقد وقفنا ابتداءً على بقايا آثار مدينة الحوراء التي تحتل جزءاً من كورنيش أملج الآن، كما شاهدنا من بعيد؛ جزر الفوايدة من قبيلة جهينه، وهي في البحر. وكذلك جزر جبل حسان والحسي والشبعان، وهذه من المعالم السياحية المهمة لأملج؛ إذا ما أضيف إليها الرقم والحرة والخرج، ثم المعالم التاريخية المهمة التي تلقى عناية كبيرة من الهيئة العليا للسياحة، ومن المسؤولين والأهالي في أملج مثل: آثار الحوراء والسوق القديمة، والمباني الحجرية القديمة كذلك.
أملج أجمل
أملج.. ومن حروف الاسم ذاتها، يصنع أبناؤها رمز جمالها في (أجمل)، وهي أجمل. هكذا شاهدناها ونحن نتجول فيها، وعرفناها ونحن نشهد واحدة من أجمل احتفالياتها بالأسرة والطفل في إجازة الربيع. كان مهرجاناً أسرياً مفعماً بالفرح والبهجة، لأن الأطفال هم الذين يسرحون ويمرحون، ويمثلون ويغنون ويتسلقون على المسرح في حديقة أملج.
عزائم تصنع الفرح
إن خلف هذه الفرحة الأملجية، جهوداً كبيرة يرسمها سمو أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز، ومحافظ أملج الأستاذ محمد الرقيب، ورئيس البلدية المهندس محمد العطوي، ورئيس قسم السياحة ناصر الخريصي، وقد سعدنا بحضور فقرات من مهرجان أملج أجمل، الذي شمل مسرح الطفل، ومعرض الأسر المنتجة، ومتحف التراث، ومعرض مصوري أملج، ومعرض السلامة من الحوادث والطيران الشراعي، وسباق الهجن، وسباق الدرجات الهوائية للأطفال، وفعاليات بحرية مثل سباق الغوص والسباحة والتجديف للقوارب الخشبية القديمة والقوارب السريعة، وتشارك في إدارة هذه البرامج الشائقة، جهات كثيرة منها: حرس الحدود بقيادة العقيد عودة معوض البلوي.
حديث عن أملج
هناك معلومات مهمة لا بد من معرفتها لزائر أملج. نحن كنا في أمس الحاجة لمعرفة المزيد عن هذه المحافظة الفتية. لقد رأيت أملج قبل قرابة ثلاثة عقود، ثم أراها الآن وهي مختلفة كلياً. أملج توسعت وكبرت، وفيها من مقومات الحياة والعمل الشيء الكثير الذي يذكر فيشكر للدولة ثم لأبناء أملج الذين تعاونوا وعملوا وبنوا مع دولتهم، حتى أصبحت محافظتهم من كبريات المحافظات في تبوك، إن لم تكن هي الكبرى.
لنرى ماذا يقول نايف جابر البرقاني، مدير العلاقات العامة والإعلام ببلدية محافظة أملج، وهو واحد من أبنائها المتحمسين لها على الدوام. يقول:
تعتبر محافظة أملج، أكبر محافظات منطقة تبوك من حيث الكثافة السكانية، حيث يبلغ عدد سكانها حسب آخر إحصائية تمت في عام 1430ه (61162 نسمة)، وتبلغ مساحتها أكثر من (16 الف كم2)، ويتبع للمحافظة أكثر من 65 قرية وهجرة، وكانت تسمى (لوكا كومي)، وتعني المدينة البيضاء، ومن أسمائها كذلك الحوراء، وفي الصحاح: (الحور شدة بياض العين في شدة سوادها). وذلك تعبيراً عن شدة سواد الحرة الواقعة وسط شدة بياض رمال شواطئها الممتدة على طوال سواحل المحافظة، التي تصل إلى 160 كم، يمتد من مركز المخرف جنوباً على طريق ينبع - أملج، وحتى مركز الخرج شمالاً على طريق أملج - الوجه. والمحافظة هي إحدى الوجهات السياحية الرئيسية لدى برامج الهيئة العامة للسياحة والآثار، حيث يقام فيها سنوياً مهرجان للربيع (مهرجان أملج أجمل)، وذلك لما تمتلكه من مقومات سياحية، حيث تعتبر محافظة أملج من المحافظات الفريدة على الساحل، التي تجمع بين الكثبان الرملية المتعانقة مع البحر، والجبال التي هي امتداد لسلسة جبال السروات، إضافة للبحر الذي تعتبر أملج لؤلؤة مكنونة يحتضنها، مما جعل منها مقصداً سياحياً، حيث البحر وشواطئه الرملية البيضاء وشعابه المرجانية الجميلة، وجزرها ال103 المتناثرة على طول الجزء المقابل لها، مما جعل المحافظة مقصداً لمحبي البحر، خاصة الغواصين الذي يشدون الرحال إلى محافظة أملج من جميع أنحاء العالم، وذلك لوجود العديد من أماكن الغوص بها، وكذلك طبيعتها البرية المتنوعة، حيث الكثبان الرملية التي لا تبعد سوى أمتار معدودة عن الساحل، وهي متنفس للأهالي، خاصة في الإجازات الشتوية التي تزدحم هذه الأماكن بالسياح، ويرتادها كذلك هواة التطعيس. أما الجبال فهي غير بعيدة عن المحافظة، خاصة مرتفعات جبال الشبحة الشاهقة الارتفاع، والتي تعتبر مصيفاً للأهالي ومنتزهاً برياً. كل ذلك أسهم في تنوع البيئة الصحراوية للمحافظة، وأعطاها تنوعا جعل منها مكاناً يجتمع فيه الجمال كله، ومن الذي لا يعشق الجمال..؟!
وقد اشتهرت أملج بالزراعة، حيث تنتشر في المحافظة المئات من المزارع، ومن أشهر المناطق الزراعية بأملج: العين، وأم سدرة، وأم صفاه، والمحجر، والدغيبج، وأم غواشي، والفقير، وسمنة، والثميلة. وتعتبر أشجار النخيل والمانجو من الأشجار الرئيسة التي يحرص المزارعون على زراعتها. ومن أشهر المحصولات الزراعية بالمحافظة: التمور والمانجو والطماطم والخضروات، وقد ازدهرت في الآونة الأخيرة أشجار المانجو، وأصبحت تنتج المحافظة سنوياً آلاف الأطنان من ثمار المانجو، الذي تعددت أنواعه وأصنافه، وأصبح لمانجو أملج اسمه في الأسواق المجاورة، وتقوم المحافظة بتصديره إلى جدة والمدينة المنورة وينبع، واعتاد المسافرون المارون بالطريق الدولي على شراء المانجو من المحافظة، لتميز طعمه وتعدد أصنافه.
يضاف إلى ذلك؛ الحرف الرئيسية بالمحافظة مثل: صيد الأسماك التي تحتل المحافظة المرتبة الثانية بعد جازان، من حيث وفرة الأسماك، حيث تتميز المحافظة بوجود الشعاب المرجانية وكثرة الجزر، كل هذه العوامل تساعد في تنوع البيئات البحرية التي تساعد في تنوع أصناف الأسماك، وتعتبر أسماك الطرادي, الكشر، الناجل، البياض، الشعور، السيجان، الحريد، القاص، العنبر، النجار، الفارس، من أشهر أنواع الأسماك بمحافظة أملج، إضافة إلى اشتهار المحافظة بوفرة الاستكوزا والبصر والصرنباك والكابوريا.
خدمات بلدية
وعلى مستوى الخدمات البلدية، حظيت المحافظة بالعديد من المشاريع، حيث بلغ إجمالي قيم المشاريع الجاري تنفيذها والتي تحت إجراءات الترسية (111 مليون ريال)، والذي يأتي من أبرزها:
1 - مشروع تحسين الواجهة البحرية بمنتزه الدقم السياحي.
2 - مشروع تطوير الواجهة البحرية بالدقم والكورنيش الجنوبي والحدائق الواقعة على الواجهة البحرية للمحافظة.
3. إنشاء الحدائق وزيادة رقعة المسطحات الخضراء بالمحافظة وقراها، حيث يجري العمل حالياً بإنشاء حدائق بقرى النصبة والحرة والمقرح.
4 - تقوم البلدية بخدمة 42 قرية وهجرة، من خلال مكاتب للخدمات في قرى الحرة والشبعان ومرخ والرويضات.
5 - بدأت المحافظة في تطوير الخدمات البلدية منذ تولي المهندس محمد راشد العطوي رئاستها في عام 1428ه، وهو مهندس شاب طموح حريص على التطوير والنهضة.
6 - صرح صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك أثناء زيارته التفقدية العام الماضي لمحافظة أملج، وبعد أن شاهد المشاريع البلدية التي نفذت في المحافظة، خاصة التي على الواجهة البحرية فقال: (إن شاطئ محافظة أملج فريد من نوعه على ساحل البحر الأحمر في جزئه الشمالي الغربي)، وهذا كان مصدر سعادة لأبناء المحافظة ومنسوبي البلدية.
7 -المحافظة تشهد إقبالاً كبيراً من الزوار خاصة في الإجازات الرسمية ومواسم صيد الطيور.
الفنون الشعبية في أملج
قبل أن نغادر هذه المدينة الوادعة في أحضان البحر الأحمر، أحببنا أن نشرككم معنا في هذه الإطلالة السريعة على فنونها الشعبية التي منها:
1 - الحدري: الذي يسمى في بعض المناطق (المجرور) فقد عرف هذا اللون قديماً وارتبط بحياة البحر وتناقلته الأجيال وعادة ما يؤدي في رحلات الصيد والغوص في عرض البحر، ويردده البحارة وقت السمر وخاصة عندما يقوم الناخوذة أو البحار بعمل يدوي فكثيراً ما تسمعه يدندن الحدري وهو لحن حزين يتفاعل معه المؤدي أو المستمع. ويختلف في طريقة وأسلوب أدائه من منطقة إلى أخرى. وقد كان في السابق لا يصاحب أداء هذا اللون الآلات الموسيقية وبعد ذلك طور وأصبح يؤدى بمصاحبة آلة السمسمية والعود وهو يعرف كلون شعبي في بعض محافظات الحجاز مثل جدة ورابغ ومستورة وينبع البحر ويعتمد الحدري في كلماته على الكسرة وهي فن من الفنون الشعرية والغنائية الشعبية المعروفة والكسرة تتكون من بيتين ويتكون كل بيت من شطرين وللكسرة قافيتان الأولى للصدر والأخرى للعجز وكل قافية تختلف عن الأخرى لتشكيل الإيقاع ومن أشهر الكسرات التي تغنى في هذا اللون:
حنَّتْ لحالي جبال الهند
حتى جميع الجماداتي
حتى السُّفن ناقلات الجُند
القايمة بالمهماتي
2- القاف: ارتبط هذا اللون بالبحر وحياة البحر يتغنى به البحارة أثناء فترة راحتهم وخاصة في لحظات السمر عندما يجن الليل ويلف السكون. ومن أشهر الأبيات الشعرية في هذا اللون.
الليلة أمسيت مِثل اللي عن الغايب يخطَّون
أما يِجي أو ما يجي وإلا يحول الياس دونه
أبوه وأمه وثالثهم كني السد مكنون
وقلوبهم مرتاحة كل طرقي ينشدونه
ماله جدى غير هل الدمع يوم الناس يغضون
ولا يرفع الصوت من خوف الأعادي يسمعونه
3 - الجمالي: لون شعبي قديم ويعتبر من الألوان الفلكلورية المشهورة في محافظة أملج. وقد أخذت هذه التسمية لارتباطه بالجمالة أهل الإبل فكانوا عندما ينتقلون من مكان لآخر يؤدون هذا اللون أثناء السفر. ومن الآلات التي تصاحب الجمالي آلة السمسمية هذه الآلة التي ارتبطت بأهل أملج في السابق واستقت أنغامها من متاعبهم في أعمالهم وحركاتهم في حياتهم البسيطة آنذاك فلهذه الآلة صوت يطربك عند سماعه. فظل الجمالي مصاحباً لحياة أهل الإبل وحداة النياق ثم انتقل إلى أهل البحر وارتبط بهم إلى جانب الألوان الشعبية الأخرى المتوارثة عن الأجيال السابقة ومن أشهر الأبيات الشعرية في هذا اللون:
يا سيدي منته على ما خبرنا
وش الذي يا سيد مخلف طواريك
انته بلاك الوقت وألا دهرنا
وألا يجيك الرزم من عند واليك
4 - الخبيتي: يمتاز لون الخبيتي بألحانه المتعددة والجميلة التي يكون فيها نوع من الأغاني الوجدانية السلسة والموزونة. ومن الأدوات التي تستخدم في هذا اللون الشعبي السمسمية، الناي، الطبول، والدفوف، علماً بأن الخبيتي يؤدى في بعض الأحيان دون هذه الأدوات. ومن كلمات الخبيتي:
لا له يا خيزرانة فالهوى ميلوكي
لا له وان ميلوكي مالت الروح معاك
لا له وزمام سيدي طاح في جمة البير
لا له وجنيه أبو خيال للي يجيبه
سقى الله سقى الله من سقاني وأنا ضميان
وعلق لي البدرة على الدرب ماريه
5 - الزريبي: يؤدى من قبل مجموعتين متقابلتين بينهما مسافة لعرض الرقصات الشعبية على أهازيج هاتين المجموعتين بمصاحبة الزير، وترتدي المجموعات زيا موجودا يسمى (الثوب المرودن) مع وشاح الذخيرة المستخدم في الحروب سابقاً. وبين هذه المجموعتين عدد من الأفراد لا تزيد عن الأربعة تؤدي الرقصات مع الميلان للصفوف المتقابلة على صوت الزير أحياناً تكون مصاحبة لإطلاق أصوات بنادق حية بها ملح البارود.
6 - الحدوة: هو عبارة عن لون بحري يؤدى لرفع همة البحار وتحميسه من أجل أداء عمل أنجزه ويؤدى في قديم الزمان بشكل خاص عند رفع أو تنزيل القوارب الشراعية والسنابيك الضخمة وكذلك البضائع ولبسه الرسمي الوزرة والفنيله ومحزم بالوسط.
7 - الموال البحري: هو لون تؤديه مجموعات متحركة وثابتة وبينهما فرد يرفع الصوت وإيقاع هذا اللون السمسمية وآلة العود والكمنجة بمصاحبة المراويس واللبس الرسمي لهذا اللون العمة فوق الرأس والفنيله والوزرة، والعمة هي قماش ملون يلف حول الرأس.
8 - الرفيحي: يؤدى من مجموعتين متقابلتين بينهما مساحة لنزول عدة أفراد بمجموعات صغيرة تؤدي رقصاتها بالعرض والطول لمقابلة الصفوف الزي القديم لهذا اللون الثوب المرودن مع العشارية وهو: قماش أحمر يلف على الصلب مع وشاح الذخيرة والمزودة أما إيقاعات هذا اللون فهو الزير وعدد من الدفوف.
9 - الرجيعي: تؤدي لون الرجيعي مجموعتان مكونتان من أربعة صفوف متقابلة في ساحة وكل صف مقابل صف تؤدي الرقصات الثابتة على إيقاع الزير فقط الزي الرسمي لهذا اللون الثوب المرودن مع الشماغ الملون والمقصب بمصاحبة أصوات البنادق الحية.
10 - المقطوف: هو عبارة عن لون شعبي سمي بهذا الاسم نسبة إلى قطف الثمار بعد نضجها. وهو يتكون من مجموعتين متقابلتين ترتدي زياً موحداً (ثوب الحياسي). وهو عبارة عن ثوب عريض مكرنش ينفرد عند الدوران، وهو يختلف عن زي الثوب المرودن المستخدم في لون الزريبي. وإيقاع هذا اللون من الفن الشعبي هو الزير بمصاحبة عدد من الدفوف حوالي أربعة. وتؤديه مجموعتان بينهما مساحة لأداء الرقص بالتناوب بين المجموعتين بحيث يؤدي فرد من كل مجموعة رقصة الدوران بين الصفين على صوت الإيقاع وصفقة الكفوف بالأيدي. وعند انتهاء الدوران ينزل من كل مجموعة فرد واحد يتقابلان بآلة السيف وتسمى رقصة السيف. وبعد أداء هذه الرقصة يعود الأشخاص إلى أماكنهم في الصفوف وينزل في الميدان شخصان آخران لأداء نفس الرقصة وهكذا. وهو لون خفيف وشيق المعنى والمغنى.
11 - لون الجلالة: هو لون شعبي طربي لزفة المعرس إلى عروسه. وتبدأ الجلالة من منزل أهل المعرس بحضور عدد كبير من الأقارب والمعارف وغيرهم الذين ينطلقون قبل صلاة العشاء بشكل جماعي مشياً على الأقدام متجهين إلى المسجد لأداء صلاة العشاء، ويتقدم الجميع أثناء المسيرة المعرس مرتدياً أجمل الثياب ليبدو في أبهى حلة جنباً إلى جنب مع أقاربه وغيرهم من الحضور بالإضافة إلى شخص أو شخصين يتميزان بجهورية وعذوبة الصوت، فيصدعان بالتناوب بذكر الله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فيردد الحضور ما يقال ويحمل بعضهم الأتاريك والفوانيس لإضاءة الطريق. وبعد أداء صلاة العشاء يجتمع الجميع خارج المسجد لمواصلة المسيرة متجهين صوب منزل أهل العروس وعند وصولهم يستقبلهم أهل العروس وأقاربهم بالترحاب والتهليل يتقدمهم والد العروس أو ولي أمرها، فيأخذ بيد المعرس لإدخاله على عروسه فتتم قراءة الفاتحة وآي من القرآن الكريم أمام العروس، ثم يدعو الله أن يبارك هذا الزواج ويوفق بينهم بالحلال، وعلى أصوات البنادق التي يطلقها الناس خارج المنزل يخرج والد العروس أو وليها ومعه المعرس فيبارك جميع الحاضرين للمعرس ثم يبدؤون بالعودة إلى منزل أهل المعرس بمصاحبة أهل العروس وأقاربهم لتناول طعام العشاء وسط فرحة غامرة من جميع الحضور.
في طريق العودة
بعد أن قضينا ثلاثة أيام ممتعة في ربوع محافظة أملج، عدنا أدراجنا لنتوقف داخل مدينة ينبع، ثم في مدينة رابغ، ثم في مدينة ثول حيث وقفنا على بوابة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ولم ندخلها، وشهدنا في هذه المدن الحديثة، جهوداً ملموسة للتطوير والتحديث، وأنها تتجه بسرعة لتكون مراكز حضارية وصناعية بالكلية، ومن يدخل على النت، فسيجد روابط ومنتدبات جيدة يديرها أبناء أملج عن محافظتهم، وقد استعنت ببعضها في توثيق بعض ما كتبته هنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.