الجنادرية – البلاد جذب بيت منطقة مكةالمكرمةبالجنادرية 30 زوار المهرجان الوطني للتراث والثقافة بتعدد فنونه ورقصاته الشعبية وأهازيجه الجملية وألحانه العذبة التي يقدمها فرقه في جناحه المشارك في المهرجان ، واستهوت آلاف الزوار من العائلات والأسر. وتزخر المنطقة بالعديد من الألوان الشعبية والرقصات المصاحبة لها , إلى جانب أن هذه الموروثات الشعبية تتناغم مع مكانة المهرجان كتظاهرة تراثية ثقافية تجمع مناطق المملكة وتحفظ مقوماتها الحضارية ومستوى العمل الثقافي الحضاري المميز الذي يتمثل في مهرجان الجنادرية . ويعد لون المزمار من الألوان الفلكلورية الشعبية التي تشتهر بها المنطقة وتصاحبه أغاني الفخر والمديح والبطولة والفروسية ، وفي الوقت الحالي حفلا طربياً ملتصقا بالمناسبات الفلكلورية والاجتماعية وتميزها الأهازيج التي ذات الجذور لعميقة في مجتمع منطقة مكةالمكرمة بشكل عام. ويعتبر لون المزمار يؤدى على شكل صفين متقابلين ومع الراقصين عصي "الشون" على حلبة يدور حولها الراقصون وتمتد فيه الأيادي بالعصي في شكل متناغم مع الإيقاعات السريعة حيث تلتزم الرقصة بلباس محدد وهو الثوب والعمامة الحجازية الألفي "البرتقالية اللون" ويوضع على الكتف المصنف اليماني أو الحلبي والحزام البقشة العريض على الوسط. وتشتهر المنطقة بلون المجرور الذي يمثل فناً شعبياً يسمى في بعض الأحيان ب "الحدري" وقد عرف هذا اللون قديماً وارتبط بحياة البحر وعادة ما يؤدى في رحلات الصيد والغوص في عرض البحر ويعشق البحارة أدائه عندما يكونون في المرسى وفي فترة الراحة من عناء وتعب الصيد ، وهذا اللون حزين يتفاعل معه المؤدي والمستمع ويؤدى بمصاحبة آلة السمسمية والعود ويعتمد في كلماته على الكسرة وهي فن من الفنون الشعرية الغنائية الشعبية المعروفة وتتكون من بيتين ويتكون كل بيت من شطرين وللكسرة قافيتان الأولى للصدر والأخرى للعجز وكل قافية تختلف عن الأخرى لتشكيل الإيقاع . ومن الألوان المشهورة بالمنطقة لون الخبيتي بألحانه المتعددة والجميلة ويعتمد على الأغاني الوجدانية السلسة والموزونة وتستخدم في أدائه عدد من الآلات الموسيقية القديمة كالسمسمية والناي والطبول والدفوف وقد يؤدى بدون هذه الآلات وتتميز ألحانه بالسرعة وأغانيه بالرقص الجميل والمميز واللافت للأنظار وأكثر ما يستخدم هذا اللون الجميل في إحياء حفلات الزواج . ويتميز اللون الينبعاوي ويعني الغناء الساحلي الشعبي الذي ارتبط ارتباطاً وثيقاً بأغاني البحر وأهازيجه ورقصاته ويشتهر بأداء ألوانه على آلة السمسمية الحجازية ويتخلله الموال الينبعاوي وله خصائص مختلفة عن الموال المصري ومحررا من قوالب الموال الحجازي أيضاً , كما أن هناك لون "المجس" التراثي العريق الذي يؤدى من بيتين أو أربعة أبيات أو سبعة أبيات ويكتسب المجس الحجازي بديعته من صعوبة أداءه فهو يبدأ من مقام معين ثم يتمشى في مقام آخر ليعود إلى نفس المقام ومن تلك المقامات مقام الحجاز ويماني حجازي منايري أي "الطبقة العالية" ومقام البنجكة ومقام الحراب وهو فرع عن الرصد . ويستخدم المجس في الإنشاد المدني والديني معاً وارتبط مؤخراً بالمناسبات الثقافية وحفلات الزواج وعقد القران ويبدو في شكله الأولي ضرباً من ضروب "الموال" العربي الذي تعرفه كل أقطار العالم العربي كالموال المصري والعراقي والشامي وتميز "المجس" خصوصية في الأداء والمقام ولا يمكن تأديته إلا من قبل أبناء المنطقة ومناطق انتشاره جغرافياً هي "مكةالمكرمة والمدينة المنورةوجدة وسمي هذا اللون بالمجس لأن المغني قبل أن يشرع في الغناء يجس نبض المتلقين ويهيئ لهم الجو مشعراً إياهم بما سيغني. وتحتضن منطقة مكةالمكرمة أيضاً اللون البحري وهو فن قديم جداً عن الفنون البحرية كانت تُغنى في مواسم الغوص وتحيى في المجالس أحياناً ، وتغنى هذه الفنون في الغوص لنسيان البحارة الخوف والرهبة التي يشعرون بها.