رثيت حال فريق الوحدة بعد استقبال شباكه للهدف الهلالي الخامس في نهائي كأس ولي العهد وكانت مهيأة لاستقبال المزيد، وأشفقت على لاعبيه الذين لم يُهيأوا من الناحية المعنوية لهذا اللقاء بأسلوب علمي صحيح يتواكب مع الزمن الحاضر، بل كان بأسلوب بدائي للغاية أعادني سنوات للوراء حينما حضرت إلى الرياض مع منتخب أندية الشمال لكرة السلة لدرجة الشباب أواخر التسعينيات الهجرية للمشاركة في بطولة مناطق المملكة لدرجة الشباب، وقد زارنا آنذاك عدد من أبناء المنطقة في فندق زهرة الشرق وأوهمونا بأن المملكة حديثة عهد بهذه اللعبة وأنه من الممكن لنا أن نسجل حضوراً مشرفاً بل والمنافسة على تلك البطولة، فالمستويات متقاربة وبالحماس يمكن لنا أن نتفوق على الآخرين فكان لقاؤنا الافتتاحي مع منتخب المنطقة الشرقية الذي يضم آنذاك نخبة من نجوم كرة السلة في المملكة وتحديداً من نادي الخليج بقيادة النجم عبد الله درويش (دردش) والسيهاتي وغيرهماً من النجوم ذلك الوقت، فكان أن وقفنا متفرجين أمام براعة المنتخب الشرقاوي وإبداعات نجومه فحلَّت بنا خسارة قاسية جداً كدنا بعدها أن نبتعد عن ممارسة هذه اللعبة ونهجرها للأبد ف (الدعم اللوجستي) الذي قُدم لنا كان مخيباً، بل مضللاً مما أحدث لنا صدمة عنيفة لم تكن بالحسبان، لكن الاختلاف بين هذه وتلك أن المعلومات التي قُدمت لنا عن جهل تام بالطرف الآخر وكانت مجرد تصورات واعتقادات، بينما لم يكن حال الفريق الهلالي مجهولاً بالنسبة للذين أوهموا لاعبي الوحدة بأن هزيمة الهلال ممكنه وفي متناولهم ونسوا أن المنافس هو الزعيم وأن الزمن.. زمن الهلال، فكان أن جاءت النتيجة كبيرة وقاسية بحق فرسان مكةالمكرمة وبحق جماهيرهم!! على عَجَل وصول فريق الوحدة لنهائي كأس ولي العهد كان إنجازاً في حد ذاته لم يعكره سوى الخمسة أهداف التي جاءت ثقيلة ولم تكن بالحسبان!! يحتاج الوحداويون لجهد مضاعف ولوقفة كبيرة مع فريقهم تفوق ما فعلوه قبيل لقاء نهائي كأس ولي العهد فوضع الفريق حالياً أصبح أكثر حرجاً من ذي قبل حتى لا يكون ثمن ما حدث قبل وبعد نهائي كأس ولي العهد هبوط الفريق للأولى. الحالة المعنوية قبل الفنية التي كان عليها فريق الهلال في نهائي كأس ولي العهد تؤكد أن الفريق كان مهيأ تماماً وبشكل احترافي يثير الإعجاب للقاء كبير كهذا اللقاء، وهذا بالطبع يحسب للإدارة المشرفة على الفريق ومن خلفهم إدارة النادي. حجة المتعاطفين مع فريق الوحدة من غير الوحداويين أنه فريق غائب عن البطولات، ولكن ما ذنب من بذل الجهد والمال الكثير من أجل أن يبقى بطلاً متميزاً؟!! ويستمر التميز الهلالي باستمراره في تحقيق الأولويات التي لا ينافسه فيها أحد!! لو أن إدارة نادي الهلال تنتهج سياسة إصدار البيانات بعد كل مباراة يتعرض فيها الفريق (لظلم) تحكيمي لربما أصدرت حتى الآن بيانات تفوق عدد نصف مباريات الفريق. إدارة الهلال تطالب الهلاليين بتأجيل الأفراح والاحتفاليات بعد تحقيق كأس ولي العهد في حين أن الجماهير الهلالية اعتادت مثل هذه الأجواء التي لم تغب شمسها عن الهلال ولذا لم تبالغ في الفرح!! من يعمل بإخلاص ويجتهد في عمله ويقدم حسن النوايا ولا يسيء للآخرين فمن المؤكد أن التوفيق سيكون حليفه - بإذن الله -، فالدين المعاملة، وهذا ديدن الهلاليين مع الآخرين. بعد أن انفرد الهلال وتميز في كل شيء هل يحق للهلاليين أن يرددوا: ما ينافسنا إلا (إنّا)؟!!! استهداف رادوي من قِبل الحالمين لم يجد، ترى من المستهدف الهلالي القادم؟!! الطريقة التي أحرز بها نواف العابد هدف الهلال الخامس بمرمى الوحدة في نهائي كأس ولي العهد تنم عن ذكاء ودهاء كروي فذ لهذا النجم القادم بقوة للكرة السعودية. في غضون ثلاثة أشهر تقريباً أحرز النجم المصري أحمد علي بطولتين مع الهلال والثالثة على الأعتاب!! ما يحدث للجماهير الرياضية في ملاعبنا ينذر بعزوف جماهيري قادم عن حضور المباريات ما لم يتدارك المسئولون ذلك ويعالجوه بشكل عاجل وفوري!! ما زال منتخبنا يسجل تراجعاً مزعجاً في تصنيفه العالمي، وما زلنا ننتظر وبلهفة كبيرة أن يعود إلى مكانه الطبيعي!! ليت الرائع يوسف خميس (يعلّم) زميله في القناة الفضائية الأخرى فنون التحليل والنقد وأصوله وينصحه بأن ينقي سريرته!!! تدخُّل شخصية رياضية مرموقة بإعادة الحكم فهد المرداسي للتحكيم بعد أن أعلن اعتزاله.. والوقفة الإيجابية معه من قِبل الكثيرين تجعله أمام مسئولية كبيرة بأن يحرص كثيراً على تقديم نفسه في اللقاءات القادمة بصورة مشرفة تليق به كحكم دولي حظي بتعاطف معظم الرياضيين. وأخيراً: لتتميزوا ولتنافسوا الهلال.. لا تحاربوه ولا تحاولوا تشويهه، بل كونوا مثله!!