بدعم من وزارة التعليم العالي أصدرت جامعة تبوك أول موسوعة مصوّرة وشاملة من نوعها ترصد بالصورة والمعلومة التاريخية والتنموية واقع وتاريخ منطقة تبوك بمدنها وقراها وطبيعة الحياة الاجتماعية والثقافية والطبيعية فيها في نسختها الأولى. وقد أوضح معالي مديرجامعة تبوك أن هذا المشورع الإعلامي التوثيقي الكبير يأتي في إطار حرص الوزارة والجامعة على خدمة التنمية بكلفة أبعادها وتحقيق الإسهام الفاعل في دعم النشاط التوثيقي لمسيرة التنمية في تبوك ورصد واقعها الجغرافي وإلقاء الضوء على أهم منجزاتها من خلال الصورة المتيمزة والكشف عن مكامن الإبداع الطبيعي والسياحي في تبوك رؤية إعلامية معرفية عن منطقة تبوك بماضيها وحاضرها، عبر موسوعة مصوّرة تقوم على الرصد المباشر بالصورة ، لكافة المراحل التاريخية ويرتكز على الفترة المعاصرة للمنطقة، وأكد المعد والمشرف على الموسوعة الدكتور نايف بن دخيل الله الجهني مشرف العلاقات العامة والإعلام بالجامعة أن هذه الفكرة انبثقت من الوعي بدور الجامعة في خدمة المجتمع وجوانبه التاريخية والحضارية وكانت محل اهتمام ودعم معالي مدير الجامعة الذي قام بدوره تجاه تحقيق دعمها من قبل وزارة التعليم العالي وقد استمر العمل ثلاث سنوات أثمرت ولله الحمد عن بزوف فجر هذه الموسوعة التي هي أول موسوعة تصدر عن المنطقة وتضم خمس مجلدات احتوى كل مجلد على 150 صفحة كان للصور النصيب الأكبر وهي: المجلد الأول : (مقدمة تشمل تاريخ منطقة تبوك عبر العصور) والمجلد الثاني: (الآثار في منطقة تبوك ) والمجلد الثالث: ( الطبيعة والسياحة ومكوناتها ( الصحراء - البحر - الأودية - الجبال) والمجلد الرابع: ( التنمية الحضارية المقومات الاقتصادية للمنطقة وتشمل الزراعة, الصناعة ,التجارة, الصحة, التعليم, الرياضة ... إلخ). والمجلد الخامس: (الحياة الاجتماعية العادات والتقاليد وسمات الحياة وملامحها لمجتمع منطقة تبوك). الجدير بالذكر أن هذا المشروع في فكرته على جعل الصورة على المحور الرئيس بينما يتم تخصيص هامش محدد توضيحي للمعلومة المقروءة التي ترافق الصورة وما تحمله من تعبير واقعي عن منطقة تبوك يليق بنهضتها الحديثة المتسارعة، التي لم تنل نصيبها من المشروعات الإعلامية المتخصصة، سعيا لتفعيل حضورها في كافة الجوانب، وجعلها في متناول القارئ، عبر أسلوب ميسّر، تحت مسمى (موسوعة تبوك الوثائقية المصوّرة)، لتكون أول موسوعة مصوّرة توثّق هذا التاريخ الكبير لمنطقة تبوك بمحافظاتها ومراكزها وهجرها وتكوينها الاجتماعي والبيئي وتعكس ما وصلت إليه من تطور في كافة جوانب الحياة فيها. وقد اشتمل المجلد الأول على تقديم تاريخي موجز عن تبوك ومحافظاتها وتميّز بنشر صورة للمرة الأولى تكون في متناول القارئ منذ فترة توحيد البلاد، وكان أهم ماتضمنه التغطية بالصورة لزيارة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد -يرحمهم الله- وزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- لمنطقة تبوك والزيارات السنوية لسمو ولي العهد الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وجاء المجلد الثاني مصوّراً للمشاهد التنموية في الزراعة والصناعة والتجارة والتعليم والصحة والخدمات الأخرى وتفصلها عبر الصورة، كما تضمن رصداً بالمعلومة لمراحل التطور في كافة هذه الجوانب ومنها زراعة الورد والقمة والحمضيات والتعدين ومصنع الإسمنت وميناء ضباء التجاري والمنافذ البرية وغيرها, أما المجلد الثالث فاحتوى على الحياة الاجتماعية والتراثية في منطقة تبوك إن الحياة الاجتماعية بتبوك الورد لوحة اجتماعية زاهية الألوان، متجانسة العناصر رغم تعددها، فالمنطقة تزخر بالتعدد القبلي، وتفخر بالانسجام الثقافي الذي يتضح في عادات الناس وتقاليدهم، وتتكامل بالتنوع المهني، ولذا فهي إطار جامع لكل أطياف الوطن، فما من قبلية من قبائل الوطن إلا ولها حضور في مجتمعها والتراث بمنطقة تبوك يشكّل لوحة رائعة، ومشهد آسر، يقف دليلا على عراقة إنسان المنطقة وقوة تفاعله مع الطبيعة، فهو مشهد حافل بعادات وتقاليد اجتماعية راسخة، وأساليب توافق مع الحياة ميّزتهم عن غيرهم من المناطق تبدو في الأكلات الشعبية والأمثال والعادات والألعاب الشعبية وقدمت الموسوعة تفصيلاً مع الصورة لملامح التراث في تبوك. وكذلك تزخر تبوك بطبيعة تميّزها تلك الحالة الجغرافية التي تجمع بين الصحراء بتلالها وأوديتها وسهولها وجبالها الشاهقة، وبين البحر بشواطئه وجزره العذراء وجمال سواحله التي تتداخل بحرية وبهاء مع أطراف الرمال المتدفقة نحوه بهدوء حيث عبّرت صور الموسوعة بدقّة عن المناظر الساحلية كالشواطئ والجزر والخلجان ومنها جزيرة النعمان والثغباء وكذلك طبيعة الصحراء بكثبانها وتلالها وجبالها الشاهقة المتنوعة التضاريس ومنها جبل اللوز وجبال حسمى وجبل شار .