ماض عريق وتاريخ راسخ وحاضر مشرق يجسده المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، هذه التظاهرة العالمية التي لن نكون مبالغين عندما نعدها ملمحاً إنسانياً عاماً كونها تتصل بالتراث الماضي والحاضر.. هذه المعطيات هي حق مشاع للبشرية قاطبة دون أن تكون حصراً لجماعة أو نوع أو تجمع دون آخر.. الجنادرية... تظاهرة المعرفة والتراث والثقافة.. الضيف الأصفى على قلوبنا جميعاً تحل كل عام حدثاً سعيداً وأوقاتاً ممتعة يحتضنها وطننا الغالي ويرعاها الحرس الوطني معقل النجاح والمثابرة، هذه التظاهرة التي بذرها ورعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - وكانت انطلاقتها بإشرافه المباشر ومتابعته المستمرة وإيمانه بمكان ومكانة هذه الفكرة داخلياً وخارجياً وعلى مختلف الأصعدة والتوجهات، ما هي إلا تأكيد منه - حفظه الله - على أصالة هذا المجتمع العربي المسلم، وحرص على تعميق انتماء أفراده لهذا الصرح الشامخ والوطن الغالي، وها هي الجنادرية اليوم واجهة حضارية وعلامة من علامات الرعاية والاهتمام بالماضي أصالة والحاضر إنجازاً.. وبعموم البناء العربي والإسلامي والعالمي قاطبة.. إن ما يقدمه الحرس الوطني بقيادة فارسه الفذ صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله وزير الدولة عضو مجلس الوزراء.. عبر مهرجان الجنادرية على مدى أكثر من ربع قرن من ندوات فكرية وأمسيات أدبية، وفلكلور شعبي، وأنشطة متعددة ومتطورة عاماً بعد آخر، وهذا الحضور المكثف للأدباء والمثقفين من أرجاء العالم، لهو خير شاهد على ريادة هذا الكيان الحضاري الأصيل وخير دليل على اضطلاعه بالمسؤوليات الاجتماعية والحضارية والثقافية دون اقتصاره على المهمات العسكرية، تحقيقاً للنظرة الحضارية الشاملة في إطار العقيدة الصحيحة والسياسات الحكيمة والمثل العليا التي تتمسك بها بلادنا وتسير على هداها. دام عز وطننا وأمنه.. ودام قادته وولاة أمره.. والله أسال أن يوفق القائمين على هذا المهرجان، وأن يكلأ الجميع برعايته.. والله من وراء القصد،، (*) وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للرعاية والتنمية الاجتماعية