بالفعل كان حديث الأسواق ولهيب الأسعار مدعوماً بحمى رفع أسعار الفائدة للعملات الأوروبية حيث اليورو هو من فاز أما بنك إنجلترا على الرغم من عدم قيامه برفع سعر الفائدة إلا أنه لم يثنِ المضاربين عن عواطفهم فالاتجاه الصاعد كان حليف العملتين، والدولار تكبد خسائر فادحة من العملات الأوروبية والذهب الأصفر وراح ليستعرض عضلاته أمام الين وذهب العملات (الفرنك السويسري)، وبخصوص المتحوطين فقد حققوا ذروة جديدة للأسعار على المعدن النفيس (الذهب) عند 1473$ للأنصة والبائعين يترصدون بالحاجز النفسي 1500$ للأنصة، أما الدولار وصل لأدنى مستوى منذ نوفمبر الماضي عند 74.7 لكن عزوم البيع ضعيفة، وخام نايمكس يصل إلى 112.75$ للبرميل وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر 2009م ويظهر من وعاء القيمة أن المتحوطين في سباق محموم حول الحفاظ على رأس المال، ولمزيد من التفصيل دعونا نأخذ جولة حول أحداث الأسبوع لنعرف ماذا يدور خلف أهم العملات الأجنبية في العالم: اليورو مقابل الدولار الأمريكي: تم الافتتاح بأرقام مخيبة للآمال في قطاع الخدمات الأمريكي مع تراجع طفيف في طلبات الإعانة الأسبوعية وهي أرقام غير هامة حيث الأهم هو ارتفاع مستوى ائتمان المستهلك أي مشترياته المدينة إلى 6.7 مليار دولار أمريكي تؤكد نمو الاستهلاك في البلاد، ومنذ بداية الأسبوع واليورو يحصد النقاط من الدولار بداية من 1.42 إلى 1.44 وهو أعلى مستوى في الأسبوع وذلك لضعف الأخبار القادمة من أمريكا وقوتها في منطقة اليورو والسبب الرئيسي لهذه النشوة في الأسعار هو قيام المركزي الأوروبي برفع سعر الفائدة إلى 1.25% لأول مرة منذ بدء الأزمة المالية العالمية في 2008م، أيضاً أعلنت المنطقة عن نمو في أسعار المنتجين على المقياس السنوي إلى 6.6% ونمو 2% في الناتج المحلي الإجمالي السنوي وهي إشارات قوية من القطاع الصناعي خصوصا من ألمانيا، وبذلك يعزز الزوج من الاتجاه الصاعد لكن لدينا يوم الثلاثاء القادم ألمانيا التي ستعلن عن استطلاع للثقة بالاقتصاد كذلك أسعار المستهلكين في منطقة اليورو سيتم الإعلان عن قراءة جديدة لها وكلا الخبرين لا يحملان أثرا إيجابيا قويا لكن الاتجاه يرجح تعزيزه حتى يصل على مستوى 1،49هناك سيصاب الزوج بحالة استرخاء. الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري: الاتجاه الهابط أليم ومميت منذ الربع الأول 2010م لكن الآن هناك بوادر انتصار للدولار على الفرنك السويسري خصوصاً بعد نمو التضخم من نصف نقطة إلى نقطة مئوية كاملة ويبدو أن المتحوطين سيعوضون ضعف الدولار بسبب الذهب الأصفر بإضعاف ذهب العملات (الفرنك) والنيل منه ويبدو أن الزوج على وشك ولادة اتجاه صاعد أول هدف فيه 0،965 خلال أيام. الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي: صعود متواصل وخروج وشيك من مسار جانبي بدأ من 1.61 إلى 1.64 أسوة باليورو مقابل الدولار لكن هذا الزوج تحرك بدعم نفسي والآمال لا زالت معلقة على بنك إنجلترا بقيامه برفع وشيك لسعر الفائدة على الجنيه الإسترليني، ونفس الأمر ينطبق على الدولار هنا حيث تكبد خسائر فادحة بسبب حمى رفع أسعار الفائدة في القارة الأوروبية ولعل أبرز خبر سلبي لبريطانيا هو تراجع نمو الإنتاج الصناعي إلى 2.4% لآخر قراءة لضعف الطلب على الموردين ويبدو أن أسعار المدخلات والمخرجات المرتفعة هي من تسببت بهذه النتيجة، ولدينا الأسبوع القادم أرقام ستعلن عن أسعار المستهلكين وثقة المستهلك والتوقعات تشير إلى ثبات لذا نرجح أن يستمر الاتجاه الصاعد الحالي إلى مستوى 1.67 خلال بضعة أيام لكن بنظرة أسبوعية أي خلال أسابيع لا زال الهدف 1.52 قائماً. الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني: الدولار كان هزيلاً أمام العملات الأوروبية لكن أمام الين تمالك نفسه تلى ذلك مواجهة قوية للبائعين عند مستوى 85.5 ليتشكل لدينا حاجز مقاومة لهذا الأسبوع لكن المسار سيستمر بالصعود والسبب استمرار ضربات الزلزال وعدم تحديث أرقام تكاليفه حتى الآن بالإضافة إلى توقعات حول تخفيض معدلات الإقراض ضمن أرقام مهمة للقطاع المصرفي ستصدر الأسبوع المقبل لذا نتوقع استمرار زخم المشترين إلى 88 للأسبوع المقبل.