تجتاح منطقة اليورو حالة من الفوضى على المستويين السياسي والاقتصادي سيكلف المنطقة عمليات تغيير جذرية في الحكومتين اليونانية والإيطالية والتصنيف الائتماني شبح يطارد معظم أعضاء المنطقة لكن لا يزال شريحة مهمة من المستثمرين يعقدون آمالاً على هذه التحولات خصوصاً قدوم (لوكاس) للحكم، كما أن الصين وأمريكا فاجأت الأسواق بأداء قوي للميزان التجاري والرابح الأكبر هو النفط، ولمزيد من التفصيل دعونا نأخذ جولة حول أحداث الأسبوع لنعرف ماذا يدور في أسواق المال العالمية داوجونز للأسهم الأمريكية ارتفع ائتمان المستهلك إلى 7.3 مليار دولار دليل تحسن القوة الشرائية للفرد مما دعم أداء القطاع المصرفي في السوق والمفاجأة من الفائض في الميزان التجاري لشهر سبتمبر بقيمة 1.25 مليار دولار وتراجع العجز إلى 43.1 مليار دولار على الأداء السنوي بسبب هبوط الدولار وارتفاع معظم العملات الأخرى أيضاً تم تسجيل تراجع في طلبات الإعانة الأسبوعية إلى 390 ألف طلب، هذا مكن الداوجونز من اختراق مستوى 12 ألف نقطة والتداول عند 12287 نقطة وهو بصدد جني أرباح مؤقت إلى 11800 نقطة داخل مسار جانبي على وشك التحول إلى صاعد. الذهب تماسك الدولار بين 76.5 و 77.5 جذب السيولة الهاربة من الذهب مما مكن الدولار من الصعود بحدة إلى 78.17 أمام سلة عملاته والاتجاه الصاعد حليفه، أما الذهب فأنهى بنمط بيعي بعد إصدامه بمستوى 1802 دولار ليشيد قمة هابطة على ما يبدو تستهدف 1720 دولاراً كمرحلة أولى من الهبوط الحاد الجديد المرتقب للمعدن النفيس. خام نايمكس مخزونات النفط الأمريكية تراجعت بقيمة 1.4 مليون برميل والخام صعد بقوة إلى 98.3 دولار بسبب تحسن يفوق التوقعات في أداء الميزان التجاري الصيني والأمريكي ومعروف أن أمريكا المستهلك رقم واحد للنفط العالمي يليه الصين ونرجح أن يستمر الصعود إلى 100 دولار ثم بدء عملية جني أرباح خلال الأسبوع المقبل. اليورو مقابل الدولار الأمريكي منطقة اليورو هذا الأسبوع لم تأبه للبيانات الاقتصادية المنشورة، حيث كان الاهتمام يلف ويدور حول التعثر السيادي في المنطقة وأبرز ما فيه (اليونان وإيطاليا)، ولحظة كتابة هذا التقرير تترقب المنطقة استلام (لوكاس) الرئيس اليوناني الجديد لمقاليد الحكم في بلد بلغ فيه معدل البطالة 18%، أيضاً إيطاليا تترقب يوم الجمعة تصويتاً على خطة التقشف لبلد مهدد بخفض التصنيف الائتماني له هذا التصويت لو تم لصالح اعتماد الخطة سيتنحى (برلسكوني) عن منصبه الرئاسي هذا رفع من تكلفة التأمين على الديون في إيطاليا وفرنسا، ومعروف أن اليونان وإيطاليا هما الدولتان الأقل التزاماً وتنظيماً في المنطقة، والزوج وفق هذه الفوضى هبط إلى 1.36 وأنهى الأسبوع بنمط بيعي صريح ونتوقع استمرار الهبوط إلى 1.33 ليكمل عملية التصحيح على المدى اليومي فقط أما الأسبوعي فالاتجاه الهابط سيطول أمده. الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي تثبيت لسعر الفائدة وبرنامج شراء الأصول كالعادة لكن الأهم هو أن عجز الميزان التجاري لبريطانيا تفاقم إلى 9.8 مليار جنيه نتيجة ارتفاع تكلفة الواردات، حيث لا يزال الوقود والغذاء مكلّفاً في الميزان على حساب قيمة الصادرات مما يضغط أكثر على التضخم (المشكلة الأكبر في البلاد) وكنا قد نوّهنا إلى أن المنطقة (1.60 – 1.62) معها سيحدث ارتطام مع خط اتجاه صاعد قديم تم كسره ونتوقع استمرار الهبوط إلى 1.57 الأسبوع المقبل. الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني بدأ الأسبوع بخبر تحقيق الميزان التجاري الياباني لفائض بقيمة 373.2 مليار ين في سبتمبر مقابل عجز سابق بقيمة 694 مليار ين والتفاصيل تظهر تحسناً ملحوظاً في الصادرات، لكن ثقة المستهلك ظلت عند مستوياتها الأخيرة عند مستوى 38.6 هذه الأخبار مكنت الزوج من الارتداد بعنف إلى 79.5 ليغلق بعده بأسبوع بنمط متوازن ونرجح أن يتداول عند 78 معظم أيام الأسبوع القادم بنمط ضيق للتذبذب. الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري رقم قياسي في معدل البطالة السويسري عند 2.9% لشهر أكتوبر أرغم الزوج على الصعود إلى 0.915 على حساب الفرنك وهي إشارة إلى عزوف المتحوطين عن العملة السويسرية والاهتمام أكثر بالدولار ونتوقع أن يستمر السلوك والذي سيكون نتيجته اختراق المقاومة 0.93 خلال بضعة أيام. (تم إعداد هذا التقرير بعد إغلاق الأسواق الأمريكية صباح يوم الخميس الماضي)