استعرضت السينما الأمريكية في السابق العديد من المشاهد التاريخية التي تورط الجيش الأمريكي في وحل الحروب طويلة الأمد والتي تكبدت فيها الحكومة الأمريكية خسائر بشرية أو معنوية أو مادية ضخمة تجاوزت خسائر الحرب العالمية الثانية، وتعتبر الحرب الأمريكية الفيتنامية المادة الأفضل التي تناولتها السينما الأمريكي بشيء من التفصيل سواء على مستوى النمط الحربي أو من جانب ردة فعل المجتمع الأمريكي تجاه حرب فيتنام التي قاربت العقدين من الزمن، فيما شكلت نقطة سوداء في تاريخ المجتمع الأمريكي أو على مستوى سمعة الجيش الأمريكي بسبب أن الجميع كان يعتقد في ذلك الوقت سهولة الانتصار بسبب خروج الولاياتالمتحدةالأمريكية من الحرب العالمية بانتصار هائل وتزعم للقوى العظمى في العالم مع الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت قبل التفكك، حرب فيتنام كانت امتدادا للحرب الباردة بين موسكو وواشنطن التي استمرت حتى بداية التسعينيات مع عدة مناسبات مثل الحرب الأفغانية السوفيتية وحصار برلين والأزمة الكوبية والأهم تدخل الولاياتالمتحدة في فيتنام من أجل إيقاف السيطرة الشيوعية على فيتنام ودعم الجنوبيين. في مقدمة الأفلام التي سطرت مأساة التورط الأمريكي في فيتنام بشكل واقعي فني متميز فيلم المخرج الأمريكي الفير ستون «Platoon» والذي نال جائزة الأوسكار كأفضل فيلم في العام 1986. يستعرض الفيلم انهيار الجنود الأمريكيين في حرب فيتنام من الناحية النفسية مع ردات فعل من قبل الجنود الأمريكيين في الحرب أثناء اشتداد الأزمة و وصول نفسية الجيش الأمريكي لمرحلة متردية في تنفيذ قوي وفريد يقدمه المخرج السياسي الأبرز في السينما الأمريكية الفير ستون، والذي قدم أفلاما أخرى تكمل الثلاثية الساخرة من الحرب مثل أفلام « Born on the Fourth of July» وفيلم «Heaven الجزيرة Earth». كما قدم المخرج فرانيس فورد كوبولا فيلم «Apocalypse Now» والذي قدم تفاصيل الحرب الأمريكية الفيتنامية بطريقة وأسلوبية فريدة من نوعها، الفيلم من بطولة الممثل الأسطورة الراحل مارلون براندو ويعتبر من أكثر الأفلام إثارة للجدل في عقد السبعينيات. كذلك نشأت موجة في السبعينيات تنتقد بشدة التورط الأمريكي في وحل فيتنام وتتناسب مع طبيعة الموجة الاجتماعية الغاضبة والمتمردة في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات تجاه التدخل في شؤون فيتنام بحرب مرهقة ومتعددة الخسائر مثل «Coming Home» الذي نال على إثره الممثل جون فويت جائرة الأوسكار كأفضل ممثل رئيسي. فيلم «Coming Home» امتداد للسينما المستقلة الحادة التي انتقدت بشدة أوضاعا اجتماعية وسياسية سلبية في الولاياتالمتحدة وهو من إخراج الراحل «هيل آشبي». ولا ننسى الفيلم الحائز على الأوسكار «The Deer Hunter» والذي قدم نفسه واحداً من أفضل الأفلام السينمائية الناضجة والتي قدمت المجتمع الأمريكي أثناء أزمة الحرب الفيتنامية بطريقة سيكيولوجية متميزة وبتنفيذ فني رائع مع طاقم تمثيلي أجاد الأدوار كثيراً يتقدمهم النجم روبرت دينيرو والنجمة السينمائية الأمريكية ميريل ستريب مع الممثل الصاعد في ذلك الوقت كرستوفر ولكين الحائز على أوسكار أفضل ممثل مساعد بناء على دوره الدرامي الجبار في فيلم «The Deer Hunter»، كذلك قدم المخرج الأسطورة ستانلي كيوبريك فيلماً حاداً على المستوى النقدي الساخر من التورط الأمريكي في الحرب الفيتنامية من خلال فيلمه الكوميدي الساخر «Full Metal Jacket «.