فتحت السلطات السورية نافذة حوار مع شخصيات من المعارضة في الداخل بغية خلق حلقة نقاش معهم والتعرف إلى مطالبهم ووجهة نظرهم فيما يجري حالياً في سورية والتطلع نحو المستقبل», حسبما ذكرت مصادر مطلعة من المعارضة السورية في الداخل. وقالت المصادر أمس الثلاثاء إن «شخصيات أمنية كبيرة من السلطات السورية أعطت الضوء الأخضر لوسطاء من طرفها لتحديد مواعيد لقاءات مع شخصيات من المعارضة في الداخل». وأضافت المصادر «بين شخصيات المعارضة مثقفون وناشطون وحقوقيون وبعض من سياسيي المعارضة ومن مختلف الأطياف». وأضافت أن المفاجأة «كانت أنه بعد عدد من لقاءات مع شخصيات من الأحزاب الكردية التي تقدمت بمطالب عامة تخص معظم السوريين، تم رفضها من بعض الشخصيات الرسمية المخولة الاتصال بالمعارضة ثم عادت الشخصيات الرسمية الأمنية وطلبت منهم تقديم المطالب الكردية حصرا وهو الأمر الذي فاجأهم». من جانبها، قالت مصادر شبه رسمية إن هذا التصرف لا يعني سوى تخصيص كل مجموعة بطلباتها حتى ينظر إليها لاحقا ككتلة واحدة أو لتقاطع المعلومات بين المطالب كما تفعل أجهزة الأمن عادة، حتى تتعرف فيما إذا كان هناك تنسيق أو تقارب أو معلومات يمكن الاستفادة منها. من جانب آخر حذر رئبال رفعت الأسد، ابن عم الرئيس السوري بشار الاسد، الاثنين من خطر نشوب «حرب أهلية» في سوريا إذا لم تسارع دمشق إلى إجراء الإصلاحات الديموقراطية التي تطالب بها المعارضة. وقال رئبال الأسد الذي يدير «منظمة الديموقراطية والحرية في سوريا» ومقرها لندن إن «الحكومة تحاول كسب الوقت، ولكننا سنواصل الضغط لأنه إذا لم نفعل فإن الأمور ستبقى حيث لا تزال منذ 40 عاما». ورئبال الأسد (36 عاما) هو نجل نائب الرئيس السوري السابق رفعت الأسد، الشقيق الأصغر للرئيس الراحل حافظ الأسد الذي أبعده من سوريا أواسط الثمانينيات بسبب خلاف بينهما على الحكم. وأضاف رئبال الأسد في تصريح لإذاعة «كادينا سير» الإسبانية من منفاه في لندن «إذا لم يجر (بشار الأسد) هذه التغييرات الآن فإن الوضع قد يتطور بسهولة إلى حرب أهلية ونحن لا نريد هذا». إلى ذلك أعلنت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية أن مراسلي الصحافة الخارجية و»الصحافة في سورية لم يسلموا من حالة الاعتقالات الهستيرية التي تشهدها البلاد إثر الاحتجاجات والتظاهرات التي تشهدها المحافظات السورية منذ أسبوعين حتى الآن». وذكر بيان للمنظمة، تلقت نسخة منه أمس الثلاثاء، أنه «بالرغم من أن حالة الصحافة والحريات متدهورة أصلاً في سورية إلا أن سورية شهدت تصعيداً خطيراً في انتهاك الحريات خلال الأسبوعين الماضيين والذي انعكس أيضا على الصحفيين والمدونين».