بدأت الولاياتالمتحدة سرا في الدعوة إلى تنحي الرئيس اليمني علي عبد الله عن منصبه، في إشارة على تحول سياسة واشنطن تجاه حليف لها منذ فترة طويلة حسبما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس الاثنين. وقالت مصادر لم تفصح عن هويتها في الحكومتين الأمريكية واليمنية للصحيفة: إن إدارة الرئيس باراك أوباما تعتقد الآن أن صالح لا يستطيع تنفيذ إصلاحات وأن قبضته على السلطة أصبحت ضعيفة. ولم ينتقد المسئولون الأمريكيون الزعيم اليمني علانية حيث كان ينظر إليه كحليف رئيسي في الجهود الأمريكية لمحاربة الإرهاب حتى مع تحول الاحتجاجات المطالبة باستقالته إلى أعمال عنف. لكنهم بدأوا من وراء الكواليس في الدفع لتشكيل حكومة انتقالية في اليمن، حسبما ذكرت الصحيفة. وفيما يخص الاحتجاجات التي تطالب برحيل الرئيس اليمني منعت قوات الجيش اليمني المنشقة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر الاثنين حوالي مئتي شرطي من اقتحام ساحة اعتصام المطالبين برحيل الرئيس اليمني في وسط صنعاء، حسبما أفاد شهود عيان. وذكر الشهود ان قوات من الفرقة الأولى المدرعة التابعة للواء الأحمر صدت نحو مئتي شرطي من قوات الأمن المركزي حاولوا الدخول إلى ساحة التغيير من الجهة الجنوبية عبر شارع الوحدة. وأوضح شهود أن الشرطة حاولت التقدم مسلحة بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع نحو ساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء، واجهها عناصر الجيش وأوقفوها من دون استخدام الرصاص. وفي مدينة الحديدية قال أطباء إن الشرطة التي كانت تستخدم الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع أصابت نحو 409 محتجين حاولوا تنظيم مسيرة إلى قصر للرئاسة في الحديدة الواقعة على البحر الأحمر في ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين. وفي تعز قتل 15 محتجا على الأقل وأصيب عشرات آخرون بجروح بعد أن أطلق الجيش وقوات الأمن اليمنية النار لتفريق متظاهرين في مدينة تعز جنوب صنعاء، حسبما أفاد مدير المستشفى الميداني للمعتصمين المطالبين برحيل الرئيس علي عبدالله صالح. وقال الدكتور صادق الشجاع إن «15 شخصا على الأقل قتلوا بالرصاص الحي كما أصيب العشرات أيضا بإصابات مختلفة». وأكد الشجاع أن «الحالة سيئة جدا مع استمرار قوات الأمن والجيش بإطلاق النار» لتفريق المتظاهرين الذي خرجوا في «يوم غضب» بعشرات الآلاف في المدينة التي تشهد مواجهات دامية.