قتل 15 محتجا على الأقل و أصيب عشرات آخرون بجروح بعد أن أطلق الجيش و قوات الأمن اليمنية النار لتفريق متظاهرين في مدينة تعز جنوب صنعاء . يوم دام في تعز والحديدة ومئات الآلاف يواصلون التظاهر بالمدن اليمنية- رويترز و قال الدكتور صادق الشجاع مدير المستشفى الميداني للمعتصمين المطالبين برحيل الرئيس علي عبدالله صالح لوكالة فرانس إن «15 شخصا على الأقل قتلوا بالرصاص الحي كما أصيب العشرات أيضا بإصابات مختلفة». وأكد الشجاع أن «الحالة سيئة جدا مع استمرار قوات الأمن والجيش بإطلاق النار» لتفريق المتظاهرين الذي خرجوا في «يوم غضب» بعشرات الآلاف في المدينة التي تشهد مواجهات دامية لليوم الثاني على التوالي . وذكر شهود عيان لوكالة فرانس برس أن تعز تشهد توترا كبيرا بعد أن انطلقت تظاهرات من عدة نقاط في المدينة نحو مبنى المحافظة، فيما أطلقت قوات الأمن والجيش النيران على المتظاهرين لتفريقهم . و أفاد شهود أن المتظاهرين تمكنوا من دخول باحة مبنى المحافظة حيث أطلق النار عليهم أيضا مدنيون مناصرون للمحافظ و للنظام . إلى ذلك، أكدت مصادر طبية أن 13 شخصا أصيبوا بالرصاص في الحديدة (غرب) فيما أصيب 400 شخص بحالات اختناق جراء تنشق الغازات المسيلة للدموع و 30 شخصا بجروح ناجمة عن الحجارة و الهراوات . وذكر شهود عيان ومصادر محلية أن مواجهات قوية سجلت في الحديدة الليلة قبل الماضية بعد أن سار عشرات الآلاف من المتظاهرين باتجاه القصر الجمهوري في المدينة الساحلية للمطالبة برحيل صالح . منع اقتحام الساحة و في السياق منعت قوات الجيش اليمني المنشقة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر أمس حوالي مائتي شرطي من اقتحام ساحة اعتصام المطالبين برحيل الرئيس علي عبدالله صالح في وسط صنعاء . و ذكر الشهود أن قوات من الفرقة الأولى المدرعة التابعة للواء الأحمر صدت نحو مائتي شرطي من قوات الأمن المركزي حاولوا الدخول إلى ساحة التغيير من الجهة الجنوبية عبر شارع الوحدة. منعت قوات الجيش اليمني المنشقة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر أمس حوالى مائتي شرطي من اقتحام ساحة اعتصام المطالبين برحيل الرئيس علي عبدالله صالح في وسط صنعاء. تغير الموقف الأمريكي من جهتها ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما غيرت موقفها من صالح وتعتقد الآن أنه يجب أن يتنحى .وذكرت الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين أبلغوا حلفاء و بعض الصحفيين أنهم يرون الآن أن استمرار صالح في السلطة أمر لا يمكن الدفاع عنه و أنهم يعتقدون أنه عليه التنحي . ونقل عن مسؤول يمني قوله إن المفاوضات مع صالح بشأن شروط رحيله المحتمل بدأت قبل ما يزيد قليلا عن أسبوع . و قال المسؤول للصحيفة أن الأمريكيين يدفعون من أجل نقل السلطة منذ بداية المفاوضات التي مازالت جارية . حرب أهلية و في السياق حذر محللون سياسيون من أي توجه لتنفيذ ما لوحت به قيادات معارضة من إمكانية الزحف نحو القصر الرئاسي، معتبرين في أحاديث ل» العربية.نت» أن مثل تلك الخطوة من شأنها تفجير الوضع وقد تقود إلى حرب أهلية , و يرى السياسي اليمني المعارض و المقيم في الولاياتالمتحدة منير الماوري أن الحرب الأهلية لن تحدث إلا إذا أصر الرئيس علي عبدالله صالح على البقاء في السلطة ، مشيرا إلى أنه حتى لو حدث ذلك فإن الرئيس اليمني لن يصمد كثيرا , بينما أكد المحلل السياسي أحمد الرمعي أن موضوع المواجهات غير وارد في الوقت الحالي، لكنه لا يستبعد أن يتطور الأمر في المستقبل إذا ما استمرت الأمور على حالها و تعمق الانقسام بين الجيش ، و قال «يكفي أن تنطلق طلقة رصاص من أي طرف و بعدها سيشتعل الوضع في ظل تعنت و إصرار كل طرف على موقفه و عدم اللجوء إلى حلول توافقية «. و لفت إلى أن أي عملية زحف للمتظاهرين نحو القصر الرئاسي تعني حدوث مواجهة حتمية بين قوات الفرقة الأولى مدرع التي تحمي الشباب و بين قوات الحرس الجمهوري و سوف تسيل دماء كثيرة من الجانبين قد تؤدي إلى حرب أهلية يطول أمدها . و يقول الكاتب و الصحفي محمد الديلمي : إن مسألة الزحف في ظل وجود جيش منقسم سيؤدي إلى كارثة مؤكدا بأن استمرار الاعتصام بطرق سلمية سيسحب البساط من الرئيس صالح و سيحول دون استخدامه العنف .